رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رباعى موسكو وأزمة سوريا.. «ابحث-دور-ع الديك»

48 ساعة، هي الفرصة التي تتيح لوفود من "خارجية": ‎تركيا وروسيا وإيران و‎سوريا، لكي تجتمع، في العاصمة الروسية موسكو، يومي 15 و16 آذار/ مارس الجاري، بالطبع لن تكون لديهم الفرصة للوصول إلى أطراف جبهة العملية الخاصة التي يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، وهي- عمليًا- جبهة حرب، ربما تكون من أخطر حروب العالم في التاريخ، والتي تنذر بكوارث يستقبلها العالم في الألفية الثالثة، ألفية الأمن السيبراني وشبكات الإنترنت والتشارك والتواصل الرقمي. 
فعلًا أمر موسكو بوتين، يزداد غرابة! 
في العاصمة الروسية ‎موسكو. 
*.. الحقيقة اجتماع فني، لا سياسي.. كيف؟

خلال الأيام الماضية نقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية عن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف"، تأكيدات بشأن: "عقد روسيا وتركيا اجتماعًا رباعي الأطراف في موسكو الأسبوع المقبل".

السياسي العقائدي "بوغدانوف"، يجري العمل على: "ترتيب متكتم وهادئ لاجتماع يضم وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران".
.. ولفت إلى مسألة مهمة: "نخطط لعقد الاجتماع بصيغة رباعية، وقد عرض، عقد اجتماع فني الأسبوع القادم (..) من أجل التحضير لاجتماع وزراء الخارجية المحتمل".

إذن الاجتماع، تقنيات، ربما يكون لإعداد تسوية ما، تجمع رءوسًا عديدة على طاولة موسكو، ليس الهدف منها تسوية الأوضاع في سوريا الأزمة والنظام وتداخل الأطراف، بقدر ما في جعبة روسيا، من تمديد أطر التدخل على الأرض السورية بحجة حمايتها من الأحداث العسكرية والأمنية، التي تنشأ بطريق ما من إسرائيل الصهيونية، أو الولايات المتحدة وغيرها. 
.. "بوغدانوف"، يردد أطر السياسة الروسية التي تختلط أوراقها عبر اشتباكها القذر في أوكرانيا، وبالتالي صراعها مع المقاومة الأوكرانية ودعم الولايات المتحدة وحلف الناتو. 
لهذا يقول "بوغدانوف": "نحن نعمل على ذلك أستطيع أن أخبركم (..) أننا اتفقنا على عدم الكشف عن التفاصيل (..) حتى يحين الوقت، ليس كل شيء بهذه البساطة، يجب أن نعمل بتكتم وفق مبادئ الدبلوماسية الهادئة".

*لماذا إيران في هذا الوقت؟

.. في العودة إلى بعض مفاصل الدبلوماسية الفاشلة حول الأزمة السورية، تحديدًا فيما يخص مستقبل الاستقرار السياسي والنظام السوري.. الانتخابات.. تعديلات الدستور السوري وإعادة البناء والإعمار وعودة اللاجئين، كل ذلك، حراك سياسي، عربي، دولي، أممي، كان منه على مستوى المنطقة والإقليم أن [تركيا وروسيا وسوريا]، سبق وأن عقدت اجتماعًا ثلاثيًا على مستوى وزراء الدفاع (في ديسمبر/ كانون الأول 2022)، وقتها طلبت إيران، الانضمام إلى هذا الاجتماع وفتح "المسار"، دون حدود، في الوقت الذي كانت الأمم المتحدة، ودول آمي كيا وأوروبا وآسيا الصغرى، تعلن أن مسار "أستانة" هو الآلية الوحيدة، التي قد تكون تكنوقراطية سياسية وأمنية حول الأزمة  السورية، إلا أن هذا المسار تعطل، وطالت جلساته، بل وتعطلت إقليميًا وأمميًا ومن شتى الفصائل والأحزاب، وحتى النظام السوري.
.. الواضح، أن إيران بدأت تتشعب باتجاه دبلوماسية خادعة، مؤقتة بدعم روسي تركي، صيني وتحالف مستتر من دول تشرف سياساتها السرية على أوراق المنطقة والإقليم، إذ تقرر أن وفودًا من وزارة خارجية ‎تركيا و‎روسيا وإيران وسوريا سوف تجتمع يومي 15 و16 آذار/ مارس الجاري في العاصمة موسكو، والولايات المتحدة، تحديدًا، لا ترى في الأمر ما قد يغيير سياساتها حول الأزمة السورية، وهذا أمر بالغ الأهمية، أوراق رباعي موسكو الفنية ربما تنتهي إلى شبكات من الكلمات المتقاطعة أو حسابات لعبة السودوكو..! 
*إعلام ينفخ البالون. 
بين الإعلام الروسي، والتركي، وبعض من منافذ الإعلام العربي الخليجي، هناك مساحة من الفراغ لنفخ بالونات وهمية، الاجتماع في الواقع العملي ليس لديه أي إطار للتغيير في الأزمة السورية، وما يقال إن أزمة ومأساة الزلازل فتحت مسارات ما في التعرض السياسي والأمني، فهذا وهم بالون يطير نتيجة خفة غاز الهيليوم وليس ثقل أوراق المعالجة، لهذا وصفت التحركات على الساحة الإقليمية [على امتداد آسيا والخليج وشمال إفريقيا] لإعادة العلاقات مع الدولة السورية، ومن القضايا الثنائية والإقليمية، وفي مقدمتها التقارب السياسي والاقتصادي والأمني بين أنقرة ودمشق، ومن جانب آخر دمشق وطهران، وفي المحصلة هي سلة من دول تحكمها جيوسياسية العقائد والجغرافيا وامتداد الاستعمارية طويل المدى.

 

 


أولويات دول الاجتماع، أو واقع الحال؟ 
في اجتماع موسكو، بالنسبة لتركيا، معادلات دبلوماسيتها المشتركة مع الأطراف كافة، ستكون الأولوية الرئيسية  التي تضع منطلقات تدعم استمرارية الرباعية من أجل سوريا، هي أولويات سياسية أمنية منها:
*أولًا:
الوقوف في وجه الأجندة الانفصالية والجماعات التي تهدد سلامة أراضي سوريا، وزيادة التعاون في مكافحة الإرهاب في هذا الإطار الأمني.

*ثانيًا:
إحياء وتسريع عملية سياسية، إقليمية ومن دول الجوار، قابلة للتطبيق ومستدامة يقودها السوريون أنفسهم، ومواصلة مفاوضات اللجنة الدستورية السورية من أجل ذلك.

*ثالثًا:
دعم مسار اللجنة الدستورية بنهج سياسي وأمنية قانوني يدعم نتائج الاجتماعات ويعزز مسار الاستبانة المهدد.
*رابعًا:
وحدة أراضي سوريا والدافع عن ذلك دستوريًا ووفق ميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدولة السورية، وتعزيز ذلك بقوة في جميع المنابر وعلى جميع المستويات.

*خامسًا:
الاتفاق، عمليًا، وتمهيد ذلك سياسيًا للتوصل إلى حل سياسي سوري ذاتي في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك، تواصل اطلاع المعارضة السورية بشأن التطورات التي تجري في كل المسارات.

*سادسًا:
تركيا وإيران، وربما روسيا، تنظر إلى أهمية ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم،، ذلك حتمًا، سيشكل أحد بنود نقاش الاجتماع الرباعي، وضرورة تسهيل عودة اللاجئين السوريين في دول الجوار، إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا، بما يتناسب مع القانون الدولي وحقوق الإنسان. 
*سابعًا:
تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وإعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة من الحرب الداخلية.
.. في الأفق، إن روسيا وإيران وتركيا تريد فتح مساحة من مسارات المنطقة لطرح الأزمة السورية وفق المنظور الذي يخدم مصلحة ثلاثي سياسي يعمل على الأرض السورية يمتلك بأجندات ليس من السهل التعاطي معها أو حلها بعيدًا عن الأطراف الأخرى،.. الرباعي، في أي مرحلة من اجتماعات يعلم ما سيحدث! 
المثل الشامي القديم يقول:
-"ابحث-دور-ع الديك"