رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد واقعة كلب أميرة شنب.. المطالبة بقانون ينظم تربية الكلاب الشرسة

الكلاب الشرسة
الكلاب الشرسة

اقتربت الساعة من الرابعة فجرًا بينما يستعد محمود باهي، 45 عامًا يقطن في كومباوند بمدينة الشيخ زايد، إلى النزول لأداء صلاة الفجر كما اعتاد يوميًا، إلا أنه لم يتوقع ما سيحدث له.

يقول باهي: "المدينة التي أعيش فيها لها أمن وحراسة مشددة فلا يمكن لأحد أن يدخلها غير الملاك، وهو ما يشجع الشخص على النزول في أي وقت ليلًا حتى لساعات متأخرة للغاية، إذا ما احتاج للمشي أو شراء أية أغراض أو لقضاء صلاة الفجر".

يوضح في حديثه لـ"الدستور": "وأنا خلال السنوات الأخيرة اعتدت على صلاة الفجر جماعة في المسجد، لأنه قريب من منزلي بالإضافة إلى أن المدينة آمنة تمامًا لوجود الأمن على مدار الـ24 ساعة".

لم يتوقع "باهي" أنه في حين توجهه فجرًا إلى المسجد الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن منزله أن ينقض عليه أحد الكلاب المفترسة ويلتهمه، في واقعة كانت أليمة ومأسوية للغاية.

في بضع دقائق كان "باهي" غارق في دمائه ليلتف الناس حوله في محاولة لإسعافه لحين نقله إلى أقرب مستشفى، وبمجرد الوصول تطلب الأمر أن يبقى في العناية المركزة حتى تستقر حالته.

ومنذ أيام ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بواقعة هجوم كلب الإعلامية أميرة شنب على أحد الأشخاص في إحدى المدن السكنية، حيث تلقى قسم شرطة ثان الشيخ زايد تلقى بلاغًا من إحدى السيدات، مقيمة بدائرة القسم، بتضررها من أحد الأشخاص – مقيم بذات العنوان لعدم سيطرته على الكلب الخاص به، مما أدى إلى قيامه بعقر زوجها، مدير بأحد البنوك، مقيم بذات العنوان، وتعرضه لإصابات وجروح متعددة وبمواجهة المشكو في حقه أقر بصحة الواقعة.

فيما كشف فحص مديرية الطب البيطري بالجيزة لكلب عقر شخص في مدينة الشيخ زايد عن خلوه من أي أعراض غير طبيعية، وتلقيه التطعيمات اللازمة، والترخيص بحيازته منَ الجهة المختصة.

المطالبة بقانون ينظم تربية الكلاب

الدكتور محمد عفيفي، الأمين العام لنقابة الأطباء البيطريين، طالب بضرورة صدور قانون ينظم تربية الكلاب الشرسة على أن يمنع المواطنين من استخدام مثل هذه الأنواع من الحيوانات،فان تربية كلاب شرسة مثل "البيتبول" فى الوحدات السكنية، نظرًا لطبيعتها العدائية وقوتها العضلية وشراستها التى تؤهلها ليكون بمثابة سلاح، لذا تم منع استيراده وتداوله في كثير من الدول.

وقال الأمين العام لنقابة الأطباء البيطريين في تصريحات تلفزيونية أن مالك الكلب قد خالف القانون الذى ينص على أن أى كلب يتم اقتنائه لابد من تقييده وتكميمه، مؤكدًا أن أصل استخدام الكلب في الحراسة هو تنبيه صاحب المنزل بوجود شخص غريب وليس الاعتداء عليه.

طبقًا للهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، بلغت الأعداد المحصنة خلال العام 2019 قرابة 3271 كلبًا، وتقدر الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة عدد الكلاب المرخصة بـ35 ألف كلب على مستوى الجمهورية.

تقطن سارة جميل، عشرينية، في إحدى المدن السكنية بالتجمع وتقول أن معظم الجيران هنا يميلون الى حب الحيوانات وتربيتها خاصةً الكلاب، الذي يعتبرونها نوع من أنواع الحراسة لمنازلهم وأولادهم الا ان الامر بمثابة فوبيا لأحد الأشخاص الآخرين.

وتوضح سارة لـ"الدستور"، حدثت العديد من وقائع هجوم الكلاب على الملاك والجيران، فنجد ان الكلاب استطاعت القفز من أعلى السور دون ان يشعر أصحابها وخرجت من مكانها المخصص إلى شوارع المدينة ومن هنا تبدأ وقائع هجوم الكلاب.

وهو ما حدث مراراً وتكرارًا، بحسب سارة، التي اكدت على ان إدارة المدينة اتخذت بعض الإجراءات الأمنية لحماية الملاك ولاسيما كبار السن والأطفال حتى لا تقع حوادث هجوم الكلاب.

حظر تربية الحيوانات الشرسة

وفقًا لقانون تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة واقتناء الكلاب، فإنه يحظر اصطحاب أي من الحيوانات الخطرة بالأماكن العامة، ويلتزم حائز الحيوانات الخطرة باتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لضمان عدم هروبها، والتي يصدر بتحديدها قرار من الوزير المختص.

وبحسب قانون العقوبات المادة 244 فقد نصت على أنه في حال تسبب أي حيوان مفترس بإيذاء شخص آخر نتيجة إهمال صاحبه، فإن مقتنيه يعاقب بالحبس سنة وغرامة 200 جنيه أو إحداهما، وتصل الغرامة إلى 300 ألف جنيه في حال إحداث عاهة مستديمة للشخص.

482 ألف حالة عقر

سجلت وزارة الصحة والسكان في عام 2018 أكثر من 482 ألف حالة عقر للمواطنين، ويوجد 300 مركز فقط لعلاج عقر الكلاب في جميع المحافظات المصرية، وبحسب الموقع الرسمي للهيئة العامة للخدمات البيطرية، فإنها قامت بترخيص 30 ألف كلب، لا تزال مصر فيها أكثر من 6 ملايين كلب من السلالات الأجنبية، بحسب إحدى جمعيات الرفق بالحيوان.