رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هوج بول».. القصة الكاملة لمنصة أشعلت حديث المصريين

 هوج بول
هوج بول

كالنار في الهشيم انتشرت أنباء في الساعات الأخيرة عن تعرض المئات من المواطنين لعمليات نصب من منصة تدعى"Hoogpool"  للاستثمار والأرباح في  قيمة أموال أشيع أنها بلغت 6 مليارات جنيه وإغلاقها، وذلك بعد أن ادعت تلك المنصة الاستثمار والتربح في مجال العملات الرقمية، موهمة ضحاياها بأنه يمكنهم التربح عن طريق الإنترنت وتحقيق مكاسب سريعة وضخمة.

نصب منصة Hoogpool

 تأجير عددًا من الماكينات والآلات الخاصة بتعدين البيتكوين هو ما ادعته المنصته ثم عرضت على المستخدمين الاستثمار في مثل هذه الماكينات مع عدد من الخيارات للأرباح حيث توفر خيارات تبدأ من مبلغ 10 دولارات إلى 50 دولارًا، مع فوائد ربحية تبدأ من 250 جنيهًا مصريًا في اليوم وحتى 300 جنيه.

البداية حقق الضحايا مكاسب كثيرة كما وعدتهم Hoogpool، وما لبث أن أيام قليلة حتى اُكتشفت الكارثة.

أحد الضحايا: كان بينزلي كل يوم 4 دولار

 استغاث المئات من المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة يشكون سرقة مبالغ مالية كبيرة، موضحين أنهم وقعوا ضحية للنصب بالاستثمار من قبل تلك المنصة، كما أنهم لا يعرفون الطريقة المناسبة لاسترداد هذه المبالغ مرة أخرى.

في تصريح تليفزيوني لأحد هؤلاء الضحايا قال أنه سمع عن Hoogpool من خلال إعلانات على الفيسبوك، وحلم بحلم الثراء السريع الذي ادعت تحقيقه، لذا سارع إلى اشتراكه هو وأصحابه في جمع مبلغ من المال قيمته 50 ألف جنيه، وحوله إلى هذه المنصة، بهدف الاستثمار وتحقيق الربح مثلما ادعت.

منصة Hoogpool

"كل يوم كان بينزلي 4 دولار" يقولها الضحية واصفًا المكسب الواهم الذي كانت تحققه له هذه المنصة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يستطع السحب منه، وذلك بحجة أنه كان يخصم منه ضرائب حسبما ادعى القائمين على هذه المنصة، وهو الأمر الذي اكتشف زيفه في النهاية، واكتشف أنه واحدًا من العلامات المؤثرة على نصب هذه المنصة.

وببحث "الدستور" عن إعلانات هذه الشركة على موقع "تويتر" جاءت العديد من الإعلانات، والتي تضمنت عدد من العبارات المغرية لكل من يطمح في الثراء السريع وقد وصل عدد المتابعين على صفحة المنصة على موقع "تويتر" 25 ألف متابع.

أوضحت المنصة أنه يمكن شراء ماكينة تعدين تبدأ بـ ٢٠٠ جنيه مصري " تبتدى به لمعرفة المنصة و اخذ الثقة بها و يستطيع أن يغير من حياتك".

كما ذكر القائمين عليها أن الاشتراك يحتاج رقمك أساسى عليه واتساب للتواصل  و محفظة على نفس الرقم المشترك بيه للسحب و الايداع و رصيد الآلة موضحين أنها شركة و ليست جمعية.

 

رئيس شعبة شركات البرمجيات: أمر قديم اخترعه "تشارلز بونزي"

من جانبه أوضح المهندس محمد سعيد رئيس شعبة شركات البرمجيات بالجمعية المصرية للمعلومات والاتصالات، أوضح في حديثه لـ الدستور، أن ما قد تكون قامت به منصة "هوج بول" من طريقة احتيال هو أمر قديم منذ أكثر من مئة عام وأول من قام به هو تشارلز بونزي، وهو واحد من أكبر المحتالين في التاريخ الأميركي، موضحًا أن الأمر يتكرر في جميع المجتمعات وعلى مختلف العصور على الرغم من التحذير المتكرر منه، وضرب المثل بواقعة قصة شركة مماثلة وهي  شركة استار كابيتال التي وقعت منذ عدة سنوات، وكذلك مستريح المواشي، وغيرهم من أشكال النصب التي تتعدد في أشكالها ولكن تتفق جميعًا في مضمونها.

تابع «سعيد» أن طريقة نصب مثل هذه الشركات المستريحة والمستريحين تتمثل في الخروج في وقت معروف أن هناك به بعض الأزمات الاقتصادية، وإصابة البعض باليأس في الحصول على أموال كافية، لتظهر لهم تلك الشركات أو جهات النصب أن بإمكانهم الحصول على أموال كبيرة بسهولة وفي وقت سريع من خلال دفع أموال وهي تقوم بتشغيلها على اختلاف مجال التشغيل، ومن ثم الحصول على أرباحها المضمونة الكبيرة والسريعة حسب ترويج جهات النصب تلك.

يستكمل أن الأمر يبدأ بأن تشترط هذه الجهات على العميل المخدوع دفع مبلغ معين لضمان جدية التعامل، وبالفعل تسلمه أرباحًا مضاعفة له في البداية كما وعدت وتستمر على ذلك مدة، حتى يزداد إغراء العميل بهذه الأرباح السريعة الكبيرة  ويدفع المزيد، بل وبجلب المزيد من العملاء الآخرين ويزداد صيت هذه الجهة "النصابة" وتزيد هي في الإغداق على العملاء القدامى، إلى أن يحدث عجز لديها في الوفاء بما وعدته من أرباح كبيرة لهؤلاء العملاء فيكشف هنا كذب وخداع تلك الشركات.

وأكد سعيد على أن ذلك ما قامت به منصة "هوج بول"، ولكنها فقط غلفت نصبها بكذبة مقنعة وهي الدخول في مجال تعدين عملات البيتكوين وشراء العديد من الآلات فيه، موضحًا أن هذا جميعه عبارة عن أوهام، إذ أن عملة البتكوين هي عملة رقمية افتراضية، وليس هناك جهة تتحكم فيها عكس العملات النقدية مشيرًا إلى أنها مجال واسع لعمليات النصب والاحتيال.