النوستالجيا.. ما بين الشعور بالسعادة ومحاولة الهروب من الواقع

من منا لم يتذكر الماضى ويعيش في خانة الذكريات قليلًا، حيث الشعور بالراحة والبعد عن حالة الخوف من المستقبل، ولكن في حالة أن يكون الأمر ليس مؤقتا بل رغبة ملحة في الرجوع للماضي والتفكير في الذكريات بل قوقعة نفسك في هذا العالم للهروب من الواقع أمر حذر منه أطباء النفس مما يتحول بك الأمر للاكتئاب وهذا ما يتم الحذر منه" وهو ما يسمى النوستالجيا .

متى ظهرت وماذا تُعني

النوستالجيا.. هي وصف للسطور السابقة، حيث ظهر هذا المصطلح في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وتعني الحنين للماضي وهي كلمة يونانية، وعند ملاحظة طبيب سويسري في آواخر القرن السابع عشر أن هناك بعض الأشخاص مهوسون بالعودة للماضي، نوستوس (nóstos) يعني العودة للوطن وألجوس (álgos) يعني الألم.

وأصبح يظهر عليهم علامات فقدان الشهية والإغماء والهلوسة والجنون في أحيان أخرى استشعر الخطر من هذا الأمر، وعام 1790 تم تصنيف النوستالجيا في هذا الوقت على أنها ثاني أخطر مرض من الأمراض العقلية بعد الهيستريا.

تأثير النوستالجيا على الشخص 

الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي قال: “تعتبر من الأمور التى تؤثر على الشخص بشكل إيجابي طالما في المعدل الطبيعي، حيث تتسبب في الشعور بالسعادة بل وتستخدم كعلاج للمشاكل واضطرابات الذاكرة بمساعدة الموسيقي كما أن النوستالجيا ترتبط بالأجزاء المسئولة عن تخزين الذكريات والتاريخ الشخصي”.

وخلال دراسة في جامعة ساوثهامبتون أكدت أن الحنين إلى الماضي يقلل من الشعور بالتوتر وقلق الحياة اليومية، والضغوطات ويحفز على السلوكيات الصحية ولكن هي سلاح ذو حدين، فهناك من يستغرق في الأمر مما تتسبب له في جوانب سلبية.

ومن الجوانب السلبية بالنسبة لها في هذه الحالة خلق صورة مثالية وهمية عن الماضي مما تجعل الشخص يستغرق بها ويصدقها للهروب من مشكلة على أرض الواقع، وتجعله دائمًا يعيش في مقارنه طوال الوقت مما يعوق العيش حياة طبيعية والتكيف مع الواقع الحالي.