«ريدة الله» فقدت البصر لـ7 أشهر.. أسرة الطفلة الأسوانية: «فرحتنا متتوصفش»
لم تكن الطفلة ريدة الله ابنة أسوان، تعلم عند استيقاظها من النوم أنها ستفاجأ بفقد نور عينها اليسري حيث أصيبت بمرض جيني نادرًا ثم بدأ ينتقل إلي العين اليمني تدريجيًا، لتدخل الأسرة في حالة انهيار خاصة مع عدم تمكن الأطباء من توصيف حالة الطفلة
جهود كبيرة بذلتها والدة الطفلة استمرت لـ7 أشهر، أراد الله لها النجاح ليعود النظر للطفلة بعد معاناة دامت طويلًا.
"الدستور" التقت أسرة الطفلة ريدة الله محمود، وروت تفاصيل فقدان نظر نجلتها وعودة مرة أخري بعد 7 أشهر..
تعيش الطفلة ريدة الله البالغة من العمر 11 عامًا وتدرس بالصف الخامس الابتدائي في مدينة السباعية التابعة لمركز ادفو شمال أسوان برفقة والديها وشقشقها حسن في منزل بسيط موجود علي ناصية الطريق.
وتقول بسمة السيد عبدالعزيز، والدة “ريدة الله”، إن تفاصيل إصابة نجلتها بدأت منذ شهر أغسطس 2022، حيث استيقظت من النوم وكانت أحد عينيها مغلقة ولم تستطيع أن تري بها نهائيًا، حيث أنها ووالدها شعروا بصدمة كبيرة، وقالت: "مكنتش مصدقة قولت أكيد بتهزر معانا".
وأوضحت أنهم بعد التأكد من حالة الطفلة هرولوا للكشف علي عينها لمعرفة حالتها الصحية وسبب ذلك، وكانت تشخيص الحالة لطبيب في نفس المركز المقيمين به أن لديها "خراج" في قاع العين، وصرف لها العلاج وتوجهوا لمنزلهم علي أمل حصولها علي الشفاء بعد استكمال المدة المحدد للعلاج.
وأضافت أنه بعد الاستمرار علي العلاج لمدة أسبوعين لم يكن هناك أي نتيجة والعين مغلقة كما هي ولا تستطيع الرؤية منها، وبعد مدة أقل من شهر كانت العين الاخرى اصابها نفس المرض ولكن كانت رؤيتها ضعيفة، وعلي الفور توجهوا للكشف لدي الطبيب مرة ثانية ووقتها طلب منهم اشاعة مقطعية ولم يتمكن من التشخيص الدقيق لحالة الطفلة وحولها إلي طبيب مخ وأعصاب ونظرًا لأنه غير متوفر في المركز المقيمين به توجهوا إلي محافظة الأقصر، وعند الكشف علي الطفلة لدي طبيب هناك شخص لهم الحالة أن هناك شريان مسدود وجلطة في المخ نتج عنها هذه الحالة للطفلة.
وتابعت: " انهرت انا والدها طبعا لأنها طفلة وتبقى حالتها كده ادمرنا نفسيا وكان في ضغط جامد ربنا ما يعدها تاني الايام دي ابدًا يارب".
الأم قررت التوجه بطفلتها إلي محافظة الإسكندرية بحثًا عن العلاج، واستمرت الأزمة لمدة شهرين متصلين ونظرًا لظروفهم المعيشية البسيطة خلال هذه الفترة باعت جزء من الذهب الخاص بها وبنجلتها حتي تستطيع تحمل تكلفة العلاج، وقالت: “لفينا كتير وكنا بنعاني ماديًا ومعنويًا” .
وأضافت أن أحد المقربين اقترح إرسال استغاثة بحالة طفلتها المستعصية إلي أحدي المؤسسات الخيرية التي تساعد أعداد كبيرة من المرضي والآسر محدودي الدخل، وعلي الفور تواصلت معهم عبر الهاتف وارسلت البيانات المطلوبة.
وتابعت الأم: تفاجأت بتحركهم السريع، وتم حجز موعد لدي عدد الأطباء بالمستشفيات الخاصة للكشف عليها وتشخيص حالتها، وتم تشخيص حالتها أنها مصابة بـ "وهن عضلات العين"، وتم اعطائها حقنة لم تستطيع الطفلة تحملها حتي أنها أدت إلي أن كادت تفقد حياتها إلا أن الفريق الطبي انقذها بعمل الصدمات لإنعاشها رئويًا ودخلت العناية المركزة وعادت للحياة مرة أخري.
وأكملت : في نهاية المطاف تم تحويل “ريدة” إلي مستشفى أخر لعرض نجلتها علي أحد الأطباء المعروفين، وكانت طوال هذه المدة تتنقل بين محافظة القاهرة وأسوان نظرًا لعد قدرتها علي تحملها نفقة المكوث خارج بلدتها، اخبرها وقتها أن نجلتها مصابة بـ"ارتخاء عضلات العين" ويعد بمرض نادر جدًا حدوثه للأطفال سنها تحديدًا وفي مصر بصفة عامة، و أنه سيتم حقن طفلتها بمادة معينة ستظهر نتيجتها بعد مدة 48 ساعة مباشرة.
وأكدت أنه بعد حقن طفلتها ومرور المدة التي حددها الطبيب كانت نجلتها تلهو بمفردها وهي تدعو الله أن يخفف عن نجلتها ويشفيها لتفاجأ بصوت صرخة عالية لنجلتها ريدة الله وهي تقول "انا فتحت يا ماما أنا بشوف دلوقتي".
وأضافت: "احنا خايفين يحصل حاجه تانى لريدة علشان كده أول ما بنصحي لازم نقولها فتحي عينك خايفين يحصل نفس الصدمة مره تاني".
محمود رجب، والد الطفلة، سائق توكتوك، قال لـ"الدستور": "انا كنت راضي لأنه من عند ربنا.. بنتي صعبانة عليا شايفة صحبتها بتروح المدرسة وهي مش عارفة بسبب عينها".
وأوضحت الطفلة ريدة الله، أنها فوجئت في الصباح بعينها مغلقة ولا تستطيع الرؤية بها، قائلة: "كنت خايفة كنت معرفش أشوف تاني و رمضان يجي وعيني مقفولة ومعرفش أروح المدرسة، مشرة إلي أن العين الأخري كانت تري بيها بسيط جدًا.
