رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي لـ«الدستور»: عودة سوريا للجامعة العربية يعني نهاية آخر فصول الحرب

محمد كمال الجفا
محمد كمال الجفا

قال الدكتور محمد كمال الجفا، المحلل السياسي السوري والخبير العسكري، إن القضية السورية أصبحت تشكل خطرا مستداما ومستمرا على كل شعوب العالم العربي ولا بد من إجراء مقاربة عقلانية إنسانية وأخلاقية لكل ما جرى في سوريا وخاصة بعد كارثة الزلزال الذي ضربها مؤخرا.

وتحدث الجفا، عما شهدته الدول العربية خلال السنوات السابقة من استمرار نزيف الدم السوري وانتقال الحروب التدميرية والمشاريع التقسيمية إلى أكثر من قطر عربي وتوسع ساحة الصراع الدولي وازدياد الفقر المدقع والفوضى لمعظم الدول العربية التي مر عليها ما يسمى الربيع العربي وتيقن الجميع بأن كل ما جرى هو مخطط أمريكي مدمر لكل المنطقة العربية وجر الويلات لكل شعوب المنطقة العربية.

عودة سوريا إلى الجامعة العربية

وأوضح الجفا، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الزلزال أضاف مزيد من الدمار والقهر والتشرد للسوريين بكل مكوناتهم وفئاتهم بغض النظر عن أماكن تواجدهم الجغرافي والجهات التي تسيطر على المنطقة أو تحتلها، والمقصود أن جميع السوريين بكل مكوناتهم هم ضحايا حرب قذرة لم تكن على أي أسس إنسانية أو أخلاقية أو لأجل مشاريع ديمقراطية موعودة لكل شعوب العالم العربي.

وتابع: "نحن أمام مرحلة جديدة وفصل جديد وعالم جديد ترسم معالمه بناء على تطورات صراع المحاور الدامي الذي دفعت منطقتنا العربية ثمنه الأكبر للوصول إلى عالم بعيد عن منطق الهيمنة والقطبية الواحدة وكان لسوريا دور كبير بصمودها في تبلور هذه الرؤى التي اقتربت من ولادة هذا العالم المتعدد الاتجاهات".

وأكد أن سوريا هي أخر محطة وصل إليها الربيع العربي وبالتالي أسقطت جميع الأسباب والمبررات لاستمرار العداوة بين سوريا الدولة والشعب والجيش مع مجموعة الدول الوازنة في المنطقة العربية أو الأكثر تأثيرا في سياسات المنطقة ويقصد أكثرية الدول العربية وخاصة دول الطوق العربي والتي أيقنت أن استمرار الحرب في سوريا هو انتحار للجميع وليس لسوريا فقط. 

وتابع الجفا: “أعتقد أن العنوان الإنساني هو الطاغي على كل الخروقات التي حدثت في جدران العلاقات العربية السورية  لا سيما وأن عدد كبير من دول العالم تجاوزت المحظورات الأمريكية وبدأت في خرق الحصار الظالم على سوريا وإن أضفنا لها حملة التضامن العربي والدولي على المستوى الشعبي ومؤسسات المجتمع المدني مع الشعب السوري ساعد أيضا كثير من الدول العربية على اتخاذ قرارات تعتبر جريئة باتجاه المطالبة بإعادة العلاقات ومن الباب الإنساني في البداية وتمددت إلى علاقات برلمانية وبعدها حتما ستنتقل إلى ملفات اقتصادية وحتما ستتلوها خطوات سياسية على مستوى الحكومات ولعدد كبير من قيادات البلدان العربية”. 

ولفت إلى أن أزمة الزلزال سرعت وعجلت هذه الخطوات العربية باتجاه سوريا وأسقط الزلزال كثير من الحرج لبعض الدول العربية في خطوات تقربها أو إعادة تطبيع علاقاتها مع الدولة والقيادة السورية لأن العنوان الإنساني يكبح جموع التهديدات والضغوطات الأمريكية والغربية على الدول العربية ويخرجها من عباءة من القيود الأمريكية.

الزلزال يثير تعاطف العرب

وذكر أن كارثة الزلزال هي اللبنة الأولى التي أطلقت أسس هذا التحرك العربي الواسع والمستجد باتجاه سوريا وإغلاق صفحة العداء الطويلة مع سوريا منذ اليوم الأول لبدء جسر المساعدات العربية للشعب السوري بدأ السوريون يتنفسون الصعداء ليس من حجم المساعدات التي بدأت تتوافد إلى المناطق المتضررة بل بسبب الفرحة التي عمت معظم السوريين من جراء بدء وصول الإخوة والأشقاء العرب مع فرق الإنقاذ التي أرسلوها وبالتالي كان هناك تأثير نفسي إيجابي وفرحة تعم الشارع السوري بعد رؤيتهم أبناء جلدتهم يشاركونهم عمليات الإنقاذ والإسعاف ونقل الجرحى وتأمين المتضررين إلى مراكز الإيواء السريعة التي أحدثت في الساعات الأولى بعد بدء الكارثة. 

وأكد الجفا، أن عودة سوريا إلى العرب وعودة العرب إلى سوريا قلب العروبة تاريخيا سيساهم جديا في حلحلة كثير من المشاكل التي عاشها السوريين من كل النواحي وخاصة الفقر المدقع وانعدام حوامل الطاقة ونقص الغذاء وانعدام وسائل الحياة الكريمة والبطالة والدمار الذي طال كل السوريين خلال العشرية السوداء التي مرت عليهم وعودة سوريا إلى العرب وعودة العرب إلى سورية سيؤدي إلى إغلاق تدريجي لملف الحرب في سورية وسيساهم في إعادة اللحمة إلى مكونات الشعب السوري وسيسقط كل المشاريع والمؤامرات التي تم تجريبها على سوريا.

وتابع أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية يعني نهاية حتمية لأخر فصول الحرب على سوريا ويعني عودة التعافي التدريجي إلى الاقتصاد السوري ويعني ارتياح تدريجي لمعظم مكونات الشعب السوري من كل النواحي المعيشية والاجتماعية والخدمية الصحية وتقطيب تدريجي للجراح السورية وأهم شىء هو إنهاء كل المشاريع التقسيمية لبعض المشاريع الانفصالية وكل الأطماع الإقليمية في الأراضي السورية لأن الدول العربية تستطيع تأمين عمق وحصن استراتيجي لسوريا يحصنها من كل المشاريع التي حاولت استهدافها خلال السنوات الأخيرة.