رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة طاحنة.. بريطانيا تواجه خللًا فى الزراعة والطاقة ومخاوف من أزمة غذائية

بريطانيا
بريطانيا

قال الصحفي والكاتب الإنجليزي "جاي راينر" في مقال له بصحيفة الجارديان البريطانية، إن هناك العديد من العوامل التي أدت إلى فراغ أرفف محلات البقالة في بريطانيا، بخلاف أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وارتفاع أسعار الطاقة والحرب الأوكرانية، من بينها الخلل في النظام الزراعي في بريطانيا.

 

أزمة الغذاء في بريطانيا

قال راينر إن أزمة الغذاء في بريطانيا بدأت تظهر في عام 2014 عندما سيطرت عشرات الشركات فقط على 95% من تجارة التجزئة للمواد الغذائية في المملكة المتحدة، واستخدمت تلك القوة الاقتصادية لفرض الصفقات الصارمة للغاية على المنتجين، الأمر الذي أدى إلى توقف العديد منهم عن العمل فواجهت بريطانيا أزمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي واتجهت للواردات.

وزاد من حدة الأمر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع مشكلات تتعلق بتغير المناخ ومشاكل في الإمدادات، ولكن في النهاية لا توجد دولة في أوروبا تعاني من أزمة واضحة في الغذاء مثل بريطانيا.

 

الزراعة في بريطانيا

وقالت الكاتب الإنجليزي إن المشكلة تكمن في أن زراعة الخضروات في المملكة المتحدة أصبحت غير مجدية اقتصاديًا، لا سيما مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث بدأ المزارعون في وادي ليا حول لندن، الذي يُنظر إليه على أنه وعاء "طبق السلطة" في بريطانيا، في التقدم بطلبات لهدم عشرات الأفدنة من البيوت الزجاجية حتى يمكن استخدام الأرض بشكل أكثر ربحية لبناء المنازل.

ثم جاءت أزمة الطاقة واختارت الحكومة عدم خفض تكاليف الطاقة للمزارعين وفي الأسبوع الماضي، اعترفت مجموعة APS، وهي واحدة من أكبر مزارعي الطماطم في البلاد، أنهم تركوا بعض الصوب غير المزروعة لأول مرة منذ ما يقرب من 75 عامًا.

قد يجادل البعض بأن المتاجر الكبرى ترفض دفع المزيد، لأنها لا تستطيع نقل التكاليف إلى المستهلكين الذين يعانون بالفعل من ضغوط شديدة والذين يعانون من أزمة تكلفة المعيشة.

وقال الكاتب البريطاني إنه من أهم أسباب مشكلة الغذاء في بريطانيا هو اللجوء إلى الأسواق الخارجية لإمداد بريطانيا عند حدوث اضطرابات، وهذا لا يجعل الأشياء أرخص بل يجعلها أكثر تكلفة. 

يأتي هذا بينما اشتكى سائقو الشاحنات الهولندية الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي من أن عمليات التفتيش على الحدود تضيف ساعات إلى نوبات عملهم ومن الأسهل بكثير الحصول على مخزون من محلات السوبر ماركت عبر منطقة شنجن التي لا حدود لها.