بعد اكتشاف مقابر رومانية وقبطية.. المنيا تكشف رؤى مصر القديمة وتاريخها الغني
سلطت مجلة "انشيت أورجنيز" الأيرلندية، الضوء على اكتشاف مجموعة من المقابر الفارسية والرومانية والقبطية في مصر، مشيرة إلى أنها تحمل الكثير من غموض التاريخ الفرعوني وبعض من أسراره، فضلا عن شكل الحياة في العصور المصرية القديمة، وكيف تأثر المصريين القدماء، بالعديد من الحضارات مثل الرومان والأقباط والفرس، حيث تشتهر مصر بثروة من المعالم القديمة والمواقع الآثرية التي تقدم رؤى قيمة عن التاريخ الغني للمنطقة.
وأكدت المجلة، أن مصر وعلماء الآثار يشهدون في الوقت الحالي موسم حفريات قوي وغني بالثروات والآثار المصرية القديمة الشهيرة والتي تذهل الجميع بأسرارها وغموضها وحياة البعث والعالم السفلي الذي يحمل الكثير من الإبداع والرقي، كما تظهرالحفريات بنتائج هامة فيما يتعلق بالأهمية التاريخية للمواقع الآثرية التي ستوفر مزيدًا من الأفكار حول أسرار الحضارة المصرية القديمة.
وأوضحت أن علماء الآثار في مصر عثروا على مجموعة من المقابر القديمة من العصور الفارسية والرومانية والقبطية في محافظة المنيا، مشيرة الى أن البعثة الآثرية الإسبانية المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة برشلونة قامت باكتشاف رائع لـ 22 مقبرة غنية بالثروات، وأعلنت وزارة السياحة والآثار أن من بين المقابر ثلاثة مصنوعة من الحجر الجيري الروماني، وثلاثة منها تعود للعصر الفارسي، والـ16 الباقية من أصل بيزنطي وقبطي، تم الكشف عن المعثورات في منطقة البهنسة بمحافظة المنيا.
المنيا موطن للمعالم القديمة والمواقع الأثرية الغنية
وأشارت المجلة، إلى أن محافظة المنيا في مصر تعتبر موطنًا لثروة من المعالم القديمة والمواقع الأثرية التي تقدم رؤى قيمة عن التاريخ الغني، ومن أبرز معالمها مدينة تل العمارنة القديمة التي كانت عاصمة الفرعون إخناتون وتشتهر بآثارها المحفوظة جيداً وفنها الأيقوني، ومقابر بني حسن التي تعود إلى عصر الدولة الوسطى في مصر القديمة وتحتوي على جداريات مذهلة تصور الحياة في العصور القديمة، ومنطقة تونة الجبل التي تحتوي على العديد من المقابر والمعابد المنحوتة في الصخور والتي تقدم لمحة عن الممارسات الدينية والثقافية في المنطقة، تشمل المعالم البارزة الأخرى في المنطقة معبد تحوت في هيرموبوليسومدينة أنتينوبوليس القديمة التي بناها الإمبراطور الروماني هادريان تكريما لعشيقته أنتينوس.
مقابر رومانية وقبطية
قال عادل عكاشة، رئيس الإدارة المركزية للآثار في وسط مصر، إن المقابر المكتشفة حديثًا من العصر الروماني مصنوعة من الحجر الجيري وتم العثور عليها على مستوى الأساس في الغالب مختومة وغير محفورة.
وأكدت المجلة، أن إحدى المقابر احتوت على تابوت سليم ولكن بدون غطاء، وبالرغم من عدم العثور على قطع جنائزية، تشير الدراسات الأولية للمقابر إلى احتمال تعرضها للنهب في العصور القديمة، مما قد يفسر عدم وجود القطع الأثرية، أما المدافن التي ترجع إلى العصر القبطي فهي عبارة عن حفر مستطيلة الشكل محفورة في الأرض مع بناء الجزء العلوي منها لمواجهة الشرق، حيث عثر المنقبون على فخار بالقرب من المقابر.
وقال حسن عامر، أستاذ الآثار المصري بكلية الآثار بجامعة القاهرة، ومدير بعثة التنقيب، إن الفريق أجرى بحثًا شاملاً حول الاكتشافات الأثرية، كما بذلوا جهودًا للحفاظ على الجداريات على جدران الكنيسة في الموقع وتدعيمها، بالإضافة إلى توثيق النصوص القبطية واليونانية الموجودة على الجدران، وتم تسجيل الموقع على نطاق واسع باستخدام الصور ثلاثية الأبعاد والصور الجوية.
