«المرشد العام أعطاني هدية».. نصر حامد أبو زيد يروى قصة انضمامه بالإخوان

رصد الفيلم الوثائقي "نصر حامد أبو زيد"، بصوت الكاتب جمال عمر والكاتبة نوارة نجم، تفاصيل نشأة "نصر"، حيث كان طفلًا في قرية، ومواليد 1943، وكان والده الشيخ حامد يعرف القراءة والكتابة، أما أمه الست نعيمة بنت الشيخ محمد لبدة، مقريء القرآن المشهور في قحافة.

وباع الشيخ حامد، القراريط الذي يمتلكها وفتح دكان بقالة للصرف على أبنائه، وكان الناس في قحافة يؤكدون على دخول هتلر للإسلام، ويدعون بفوز ألمانيا في الحرب، وسمى نفسه "محمد هتلر".

وحفظ "نصر" القرآن في الكتاب، وعندما كان يشتكي لوالدته من ضرب الشيخ له، كانت ترد عليه قائلة: "عصاية الفقي من الجنة"، ووالده كان غاضبًا من وزنه البدين، وكان يساعده على الجري واللعب لإنقاص وزنه، مما سبب له ضغط وألم شديد، ودفعه إلى التفوق في الدراسة على زملائه، الذي لم يستطيع أن يلعب معهم.

رحلة انضمامه لجماعة الإخوان 

وروى نصر حامد أبو زيد: كان الخطة أن والدي يريد إلحاقي بالأزهر، وكان التعليم في الأزهر يأخذ وقت طويل، وشخص أقنع والدي أني لازم أروح التعليم المدني في ذلك الوقت، ودخلت مدارس خاصة لأني كنت كبير في السن، ودخلت مدرسة يملكها مسيحين.

وتابع: عام 1954 كنت أبلغ 11 عامًا، وقبلها بعدة سنوات كان نشاط الإخوان المسلمين في كل القرى المصرية موجود في شكل شعب، ومعظم الأطفال كان مندمج في شعبة الإخوان المسلمين، خاصة النشاط الخاص، وكان يسمونه بـ "الأشبال"، وهو نشاط تثقيفي ورياضي وترفيهي، وكان الأهل يرون أن الذهاب للإخوان أفضل من اللعب من الشارع.

وأضاف: في بداية عام 1954 جاء حسن الهضيبي، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، لزيارة محافظة الغربية، وكل شعب الإخوان المسلمين اشتركت في الاحتفال بوجوده في نادي طنطا الرياضي، وتضمن الاحتفال طابور عرض يمر أمام المرشد العام، وتم اختيار الطابور الذي يبدأ بـ الأشبال، وحاولوا اختيار شبل يكون صوته جاهوري للنداء بقول: "الله أكبر ولله الحمد"، وتم اختياره، وحين مر العرض أمام منصة المرشد العام رفعني أحد الأشخاص ووضعني أمامه وسلم عليا المرشد العام وأعطاني بوصلة كنوع من الهدية.

وأردف: وفي اليوم التالي ذهبت إلى الشعبة وقابلت إبراهيم رجب رئيس الشعبة، وطلبت منه الانضمام إلى الجماعة لأصبح عضوًا فيها، وضحك وقالي: "أنت لسه صغير"، وعندما قلت له أنني قابلت المرشد العام، فقام بإضافة اسمي إرضاءً لي بعد طلبي منه.

فيما قال الباحث أحمد بان، إن حسن البنا راهن منذ تأسيس جماعة الإخوان عام 1929 على بناء تنظيم كبير يواجه شعبية حزب الوفد، وفي هذا السياق كان واضح أنه يحاول جذب الريف باعتباره الخزان الرئيسي للتأثير في هذا الوقت، وحاول "البنا" أن يتحرك من خارج نطاق الأحزاب، عبر بناء تنظيم شعبي واسع يضم له كل الشرائح، وتكون صيغة التفاعل بينه وبين هذه القواعد هي صيغة أقرب إلى الصيغة العسكرية.