رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب على قطب: طقس الإبداع هو رحلة ميلاد أو دخول فى شرنقة

الكاتب علي قطب
الكاتب علي قطب

حول طقوسه الخاصة في الكتابة، قال الكاتب الشاب علي قطب لـ “الدستور”: ارتبط طقس الكتابة معي لأول مرة حين كنت أكتب قصصا للأطفال بفترة بعد العصر في رمضان، كان الراديو يذيع برنامجا عن القاهرة في ألف عام، ألحان وغناء سيد مكاوي، وكلمات فؤاد حداد، ووجدتني بعد ذلك حينما أكتب أعيد الطقس نفسه، فأسمع شيئا لسيد مكاوي وأكتب بصحبة صوته، موسيقاه تجعلني أعيش في القاهرة بتاريخها الطويل حتى قبل أن تحمل هذا الاسم، بمعنى أن سيد مكاوي يعبر عن الشخصية المصرية بدرجة من الرواقية التي تتحمل مهما كانت الظروف وتنتج اللحظة بجماليات متوارثة وتستشرف الغد من الماضي.

 

وأوضح “قطب”: في هذا السياق الرمضاني الذي بدأت فيه الكتابة والذي مازال هو الملهم لي دخلت مع موسيقى سيد مكاوي الحلويات الشرقية لذلك أجدني الآن وأنا أتخيل الشخصيات والأحداث وبنية الرواية أكاد أكف عن الطعام وكأنني في حالة صيام باسثناء تناول الحلوى التي أحاول التخفيف منها قدر الإمكان وإن كان ذلك أمرا صعبا، فهي لا ترتبط بالكتابة فقط بل بعملية التخيل كلها، إن دقيق الحلوى هو غذاء الحياة الذي يجمع أبناء المدينة والطعم هو جماليات التذكر ولعل لذلك أطلق نجيب محفوظ على الجزء الثالث من ثلاثيته عنوان السكرية لأنها استعادة للحظات جميلة مضت في حياة الشخصيات، وهكذا الكتابة مرثية للزمن الحلو نحاول أن نستعيد طعمها في جماليات الإبداع وربما كان الوقوف على الأطلال في ثقافتنا العربية نوعا من ذلك التذكر الجميل الممزوج بالتخيل بعد أن يصبح الماضي ملكا للكاتب.

 

ولفت “قطب” والحاصل علي جائزة معرض الكتاب لأدب الطفل غير المنشور في دورته الـ54 إلي أن: طقس الإبداع سواء أكان أدبيا أم فنيا أم فكريا أم علميا هو رحلة ميلاد أو دخول في شرنقة تفصلك عن اللحظة الآنية لأن الكتابة ميلاد جديد يموت المؤلف بداخلها ليظل خالدا فيها.

 

وفي الوقت نفسه ربما تكون هناك طقوس للهرب من الإبداع، لأن العمل الإبداعي فيه مشقة وأحيان يحاول المبدع أن يمارس شيئا يبعده عن هذا العناء لفترة من الوقت كأن يستغرق في نشاط أخر كمشاهدة كرة القدم أو الأفلام القديمة أو الجلوس مع أصدقاء، وأظن أن المبدع في هذه الحالة يهرب من قدره لأنه يعلم أن دخوله في الحالة الإبداعية سيكون مرهقا له، ولكن عندما يتأخر هاجس الإبداع أقول مع موسيقى سيد مكاوي: مخطرتش على بالك يوم تسأل عني.