رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رشا عبادة: «الأفكار تُداهمني» هي العبارة التي تلخص كل ما يسبق فعل الكتابة

الكاتبة رشا عبادة
الكاتبة رشا عبادة

"الأفكار تُداهمني"هي العبارة التي تلخص كل ما يسبق فعل الكتابة.. بهذه الكلمات لخصت الكاتبة رشا عبادة، تعليقها على صورة الدكتور أحمد زويل المنتشرة له وهو يدخن “الشيشة” بإحدى المقاهي، وهو ما يعيد الحديث عن طقوس الكتابة لدى المبدعين.

 

وأوضحت “عبادة” لـ “الدستور”: أسجل شخابيط سريعة وملحوظات وعناصر بالرصاص على الأوراق؛ كل شيء يصبح صالحًا؛ أغلفة الكتب الداخلية، مساحات فارغة بأوراق قديمة، نتيجة الحائط في المطبخ أو أجندات مُلونة.

خيط دُخان السجائر المُتصاعد من حافة فنجان القهوة في مقابل القلم بين أصابع الكًتاب الكبار في ذاكرة الصور التقليدية ومشاهد السينما؛ كان مغريًا للتجربة..أحببتُ القهوة لكني لم أستطع التمييز بين أنواع البن ولا فارق الجودة، وكأني أشرب رغبتي في احتسائها لا أكثر.

ولفتت صاحبة كتاب “ما روته خايبة الرجا”: كرهتُ طعم السجائر بفمي، رغم استمتاعي برائحتها عن بُعد؛ أظنها تُذكرني بأبي رحمه الله وتملؤني بحنين يشعل حماسي أكثر للكتابة.

أفضل إعمال حواسي كلها أثناء الكتابة، الراديو دائمًا في الخلفية وإذاعة الأغاني تحديدًا؛ تُرمم ما يتساقط من القصة، وتُفكك عُقد السرد البطيىء فتصبح الأمور أكثر براحًا وحرية ودهشة؛ تلك الدهشة التي يرى بها الكاتب الساخر الحياة فيصفها من زواية اللعب معها؛ أصفق وأدندن وأغازل الكلمات المكتوبة؛ أُرسِلُ لها بوسات طائرة وأمسح على شاشة الكمبيوتر؛ أُطمئنها على سلامة خروجها من رأسي للسطور!

وأردفت “عبادة”: أحب أيضًا استرجاع الذكريات السعيدة والمضحكة أفكر في النكات القديمة والمواقف المحرجة حتى المُحزن منها يبتسم على لسان القلم، ويعينني على جرأة الطرح.

كثيرا ما أحدث نفسي في المرآة أثناء الكتابة؛ لا أناقش أفكاري لكني أجسد المشاهد، ألعبها على طريقتي الطفولية حين كنا صغارًا نخترع شخوصًا وحكايات من الواقع، نستخدم الألعاب والورق وملابس الكبار التي نسرقها سرًا من غرف أمهاتنا وكراكيب سطوح منازلنا، ثم نقسم الأدوار فيما بيننا، لكني في الكتابة ألعب وحدي كل الأدوار؛ أصبح الأم والعشيقة والزوجة والطفلة والمجنونة والشريرة في رواية الجميع.

واختتمت “عبادة” مؤكدة علي: أرقص كلما أعجبتني عبارة أو مشهد أو لقطة، أو انتهيت من صنع مفارقة جيدة في النهاية؛ أرقص كما أسجل شخابيطي الأولى بعشوائية لا علاقة لها بإتقان الحركات مع اللحن، أكافئني بحركات مضحكة في المرآة، وأنحني اعتزازًا لجمهوري الوحيد من الكَنب والطربيزات وكراسي السفرة ثم أنهي الأمر بالتصفيق وعبارات التشجيع.