رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شكلك وحش».. عن التنمر القاتل في مصر

التنمر
التنمر

تحارب الحكومة منذ فترة طويلة، التنمر، والذي تحول إلى ظاهرة بعد انتشاره، لاسيما بين الأطفال في المدارس ويكون له تأثير سلبي قوي عليهم، في وقت وضعت فيه بعض الدول قوانين من أجل القضاء على تلك الظاهرة.

وتسير مصر في هذا المضمار منذ فترة طويلة، من أجل وقف سلبيات تلك الظاهرة وحماية الأطفال من انتشارها، والتي يولد عنها عنف تابع لها كرد فعل على عمليات التنمر التي يواجهها الطلاب في المدارس.

ومؤخرًا كشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات، تحركات الدولة في الانحياز للفئات الأولى بالرعاية، لحماية الفئات الضعيفة ومد شبكات الحماية الاجتماعية، لتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع إعمالًا لمبادئ القانون والدستور.

مكافحة التنمر في مصر

تعرف المادة 309 من القانون مفهوم التنمر في أنه كل قول أو استعراض قوة أو سيطرة للجاني أو استغلال ضعف المجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسيء للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويف المجني عليه أو وضعه موضع السخرية أو الحط من شأنه أو إقصائه من محيطه الاجتماعي.

ومن بين جهود مصر في مكافحة التنمر هو إصدار الرئيس عبدالفتاح السيسي القانون رقم ١٨٩ لسنة ٢٠٢٠ بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ وذلك بعد موافقة مجلس النواب.

فما هو تأثير التنمر على الأطفال؟ وكيف يتعامل ذوي ضحايا التنمر؟ "الدستور" استمعت لبعض الحكايات في التقرير التالي.

ضحايا التنمر يتحدثون

زينب حامد، والدة أحد الأطفال التي تعاني من وسواس قهري، وذلك ما يُعرضها للتنمر بشكل دائم: "بنتي عندها هوس بالنضافة من وهي صغيرة لحد ما وصلت سن 12 سنة، ومشخصة وسواس قهري".

في أحد المرات بحسب تعرضت ابنتها للتنمر حين انتقلت لمدرسة جديدة وأراد أحد الزملاء استخدام زجاجتها من أجل شرب الماء، ما أصابها بالخوف الشديد وظهرت عليها علامات التوتر.

تقول: "كان السبب الذي جعل زملائها يصفونها بأنها مريضة ومجنونة، لاسيما أنها ظلت تغسل في الزجاجة مرات عديدة بعد تناول زميلها منها الماء، ومنذ ذلك اليوم ظل الطلاب يتنمرون عليها ويقومون باستخدام زجاجتها".

تضيف: "لم يكن بيدي شيء سوى نقلها من المدرسة إلى أخرى، حتى تسقط تلك الواقعة من الذاكرة ولكنها تتعرض للتنمر بعض الشيء من الزملاء الذين يلاحظون وسواسها القهري هذا".

هناك ربع مليار طفل في المدارس يتعرضون للتنمر من إجمالي مليار طفل يدرسون حول العالم، بحسب دراسة لليونسكو أجريت في 19 دولة، خلصت إلى أن 34% من الطلاب تعرضوا للمعاملة القاسية وأن 8% منهم يتعرضون للبلطجة يوميًا.

ذلك ما تعرضت له تاليا ابنة عمرو طارق، 30 عامًا، خلال اليوم الأول لها في الصف الأول الابتدائي بسبب شعرها: "فوجئت في أول يوم أن بنتي جاية من المدرسة بتعيط بشدة، ولما سألت عن السبب قالتلي أنا وحشة وشعري وحش".

وأوضح أن زملائها في المدرسة تنمروا على شعرها لكونه مجعد وليس مفرود: "البنت فضلت كذا يوم مش قادرة تروح المدرسة ورافضة الاختلاط بالناس، وكل اللي هي بتقوله أنها وحشة وشعرها وحش لأنهم قالولها شكلك وحش".

وصل الأمر كما يصف الأب إلى ما يشبه التروما المركبة لدى الفتاة الصغيرة، والتي باتت تنظر إلى نفسها وشعرها بالمرآة وتصف نفسها بأنها ليست جميلة: "لازم الأهل يربوا ابنائهم على التعبير عن الرأي فيما يخصهم وليس التنمر والسخرية من الآخرين مثلما حدث مع ابنتي ودفعنا اللجوء إلى الأخصائية في المدرسة من أجل تهدئتها".