رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صحة المواطن» فى «عين الدولة».. حصاد المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار: 1.5 مليون عملية جراحية مجانية بتكلفة 17 مليار جنيه خلال ٥ سنوات

«صحة المواطن»
«صحة المواطن»

منذ توليه مهام المسئولية، يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على إطلاق عدد من المبادرات الصحية للمحافظة على صحة المواطنين، لعل أبرزها المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم انتظار الجراحات المختلفة، التى جرى إطلاقها فى شهر يوليو عام ٢٠١٨ ولا تزال تعمل حتى الآن.

ونجحت المبادرة الرئاسية، حتى الآن، فى إجراء مليون و٥٦٧ ألفًا و٧٨٠ عملية فى ١١ تخصصًا طبيًا، مثل جراحات القلب، وقسطرة القلب، والعظام، والرمد، والأورام، والقساطر المخية، والمخ والأعصاب، وزراعة الكلى، والكبد، وقوقعة الأذن، بالإضافة إلى جراحات الصدر، والعيوب الخلقية للأطفال، وزرع النخاع.

وتقدم المبادرة خدماتها لجميع المواطنين بالمجان، لإنهاء قوائم الانتظار لجميع المرضى، حتى لا يتحمل المريض أى أعباء مادية، حرصًا من الدولة على توفير حياة كريمة للمواطن، وتخفيف معاناة غير القادرين، وإجراء الجراحات العاجلة والحرجة بأعلى جودة وفى أسرع وقت ممكن فى جميع المستشفيات الحكومية والأهلية والخاصة.

«الصحة»: مشاركة 220 مستشفى جامعيًا وتعليميًا وتأمين صحى وتابعًا للشرطة والجيش 

قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إن الدولة أنفقت ١٧ مليار جنيه على مبادرة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار حتى الآن، لافتًا إلى أن إجمالى العمليات التى تم إجراؤها بلغ مليونًا و٥٦٧ ألفًا و٧٨٠ عملية منذ بداية إطلاق المبادرة فى شهر يوليو عام ٢٠١٨ حتى الآن، موضحًا أن هناك أكثر من ١١ تخصصًا فى الجراحات ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار، و«بدأنا بجراحات الأورام والعظام والرمد والقلب المفتوح وتنوعنا بإدخال عمليات القسطرة الطرفية والمخية وغيرها ضمن المبادرة».

وأشار إلى أنه استفاد ٨٤ ألفًا و٦٤ مواطنًا من عمليات جراحة العظام، و٦٩ ألف مواطن أجروا عمليات قلب مفتوح، و٥٠٣ آلاف مواطن أجروا عمليات القسطرة القلبية. وأكثر من ٦ آلاف طفل تمت عمليات زراعة القوقعة لهم، بالإضافة إلى ١٠٠٠ عملية زراعة كبد، وذلك دون أى تكلفة وتحملتها الدولة بالكامل.

وأضاف أن المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار تعنى بوضوح تقليل المدة التى ينتظر فيها المريض بعد الانتهاء من كل الفحوصات والكشوفات إلى فترة زمنية لا تزيد بحال من الأحوال على أسبوعين إلى ثلاثة، لافتًا إلى أنه فعليًا المبادرة قضت على الانتظار والهدف من المبادرة القضاء على الانتظار الطويل، حيث تم إجراء عمليات غاية فى الدقة وذات مهارة خاصة فى الأورام وجراحات العظام.

ولفت إلى أن متوسط مدة الانتظار فى تغيير المفصل عامان والقسطرة كان ٦ أشهر، والقلب المفتوح ١١ شهرًا، وزراعة القوقعة كانت لمدة ٣ سنوات، لكن التدخلات فى جراحة الأورام والرمد والقسطرة وقوقعة الأذن وزراعة الكلى والكبد فى المبادرة تدخل مباشرة للعمليات فى مدة لا تزيد على أسبوعين بعد الفحوصات الطبية.

وتابع أنه تم إجراء عمليات فى الأورام بعدد ١٠٢ ألف عملية، وفى العظام ٨٤ ألف عملية، والرمد ٦٠ ألف عملية، لافتًا إلى أن مستشفيات القطاع الأهلى تشارك فى مبادرة الرئيس السيسى لإنهاء قوائم الانتظار وفقًا للشروط والمعايير المحددة.

وقال إن الوزارة تابعت أكثر من ١١٧ ألفًا و١٣٧ حالة بعد إجراء العمليات؛ للتأكد من جودة الخدمة المقدمة للمرضى، وذلك خلال الفترة من يناير ٢٠٢٢ إلى فبراير ٢٠٢٣، بالإضافة إلى استقبال ٢٢٨ ألفًا و٩٠٦ اتصالات من مرضى قوائم الانتظار، خلال نفس الفترة، عبر الخط الساخن المخصص للمبادرة.

وأكد أن المبادرة هدفها عدم تراكم قوائم جديدة فى التدخلات الجراحية الحرجة «لكن هناك حالات تزداد نتيجة زيادة عدد السكان»، مضيفًا أن جميع الخدمات الطبية بمبادرة الرئيس تقدم فى المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الصحة والسكان، وكذلك المستشفيات الجامعية، فضلًا عن القطاع الخاص أيضًا.

وقال إن هناك توجيهات رئاسية بأن تستمر المبادرة، ولذلك الوزارة ما زالت تتلقى طلبات من المواطنين لإجراء عمليات جراحية ضمن المبادرة، مضيفًا أنه تتم متابعة تنفيذ الإجراءات داخل المبادرة من خلال منظومة إلكترونية موحدة تربط بين الجهات المصدرة لقرارات العلاج، سواء على نفقة الدولة أو التأمين الصحى بناءً على السعة الاستيعابية لكل مستشفى مع إمكانية تحويل الحالات بين القطاعات المقدمة للخدمة.

وأكد أن ما حققته مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى فيما يخص قوائم الانتظار خلال السنوات الأخيرة لم تحققه دول أكثر قدرة اقتصادية عن بلادنا، موضحًا أن العملية الواحدة داخل المبادرة تكلف الدولة ما يتراوح بين ١٠٠ ألف جنيه وحتى ٤٠٠ ألف جنيه.

وكشف المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان عن خطوات تسجيل المرضى ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنهاء قوائم الانتظار ومنع تراكم قوائم جديدة فى التدخلات الجراحية الحرجة، موضحًا أن الخطوات تتضمن الدخول على الرابط المخصص للمبادرة، وإذا كان المريض يرغب فى فتح تذكرة جديدة عليه الضغط على الأيقونة الزرقاء ويملأ البيانات المطلوبة وهى: «الاسم رباعى والسن والجنس ورقم الهاتف والمحافظة والرقم القومى»، وأما إذا كان المريض يرغب فى التحقق من حالة تذكرته فعليه الضغط على الأيقونة الخضراء ويملأ: «عنوان البريد الإلكترونى ورقم التذكرة المراد التحقق منها»، وفى حال الرغبة فى أى استفسارات يتم الاتصال بالخط الساخن برقم ١٥٣٠٠.

ولفت إلى أن هناك ما يقرب من ٢٢٠ مستشفى مشاركة فى المبادرة منها «٤٣ جامعيًا، و٢٦ تأمين صحى، و١٨ تعليميًا، ٣ مستشفيات ‏تابعة للشرطة، و٥ تابعة للقوات المسلحة، و٥٣ مستشفى تابعة للقطاع العلاجى، و٤٣ أمانة بالمراكز الطبية ‏المتخصصة، و٥ مستشفيات بالمؤسسة العلاجية، و٢٤ مستشفى خاصًا».

أطباء: تشمل كل التخصصات الطبية باهظة النفقات

رأى الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن إنهاء قوائم الانتظار إنجاز غير مسبوق، وله العديد من الآثار الإيجابية، ومنها منع تراكم قوائم جديدة للجراحات الحرجة، ورفع أعباء نفقات العلاج عن المرضى، كما أن لها نتائج على المدى البعيد، تتمثل فى تخفيض معدلات الإعاقات وظاهرة التقاعد المبكر عن العمل.

وأضاف «بدران» أن المبادرة هى إحدى نتائج استراتيجية الدولة المصرية للعناية بصحة الفرد، بشكل يحافظ على مستويات الإنتاج والعمل داخل المجتمع، متابعًا أن أهم ما يميز المبادرة هو أنها تقدم خدماتها بالمجان.

وأشار إلى أن المبادرة شملت كل التخصصات الطبية، ومن بينها القلب والعظام والرمد والأورام والمخ والأعصاب وزراعة الكلى وزراعة الكبد وزراعة القوقعة، وجراحات الصدر والعيوب الخلقية للأطفال وزرع النخاع، وهى التخصصات التى يتطلب العلاج فيها نفقات باهظة، وهو ما يعكس حجم الخدمة التى تقدمها الدولة لمواطنيها، من خلال المبادرة.

فى السياق نفسه، قال الدكتور حسين مصطفى خالد، الأستاذ بمعهد الأورام، إن مبادرة قوائم الانتظار خففت الأعباء عن كثير من المرضى، بعدما نجحت فى تحقيق نسب شفاء عالية، مشيرًا إلى أنها أظهرت حجم التعاون بين كل من المستشفيات العامة، والتابعة لوزارة التعليم العالى، والتابعة لبعض الجمعيات الأهلية، وبعض المستشفيات الخاصة، من أجل تقديم خدمة طبية عالية المستوى للمريض.

وتابع: «المبادرة تبنت الحالات ذات الأولوية، مثل الحالات الخاصة بالأورام السرطانية، والعيون، وغيرها»، مشيرًا إلى أنه يتم استدعاء أفضل الأطباء المتخصصين لإجراء العمليات الجراحية العاجلة، الذين طالما رحبوا بأداء هذه الخدمة الوطنية والإنسانية.

من جهته، قال الدكتور إيهاب سعد، أستاذ طب وجراحة العيون بقصر العينى، إن المبادرة أحد أهم الإنجازات التى حققتها الدولة، وتعد أضخم مشروع صحى يتم تنفيذه فى الفترة الأخيرة، لأنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة المريض، ويتميز بتجاوزه كل الإجراءات الروتينية، من خلال العمل داخل آلية واضحة.

وتابع: «من بين مميزات المبادرة أنها جعلت الكثير من مستشفيات القطاع الخاص شريكًا أساسيًا فى هذا المشروع الضخم»، لافتًا إلى أن تخصص أمراض العيون كان أحد أهم التخصصات التى شملتها المبادرة، خاصة حالات الإصابة بالمياه البيضاء، لكثرة نسبتها فى مصر.

وقال: «المياه البيضاء هى المسئولة عن ٥٠٪ من حالات الإصابة بالعمى فى العالم، والمبادرة نجحت بالفعل فى إتمام الكثير من عمليات الإصابة بها، وأنقذت مئات المرضى من هذا المصير الصعب».

مستشار الرئيس: إجراء العمليات بأعلى جودة على أيدى أكبر الأطباء

 

أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة، أن هناك توجيهات رئاسية بالاستمرار فى مبادرة القضاء على قوائم الانتظار وإجراء العمليات للمرضى بالمجان.

وأضاف «تاج الدين»، لـ«الدستور»، أنه تم إجراء أكثر من ١.٥ مليون عملية جراحية مختلفة فى عدد من المستشفيات بالمجان ضمن المبادرة، مشيرًا إلى أن العمليات الجراحية تتم بأعلى جودة وعلى أيدى أكبر الأطباء، كل فى تخصصه، سواء عمليات القلب المفتوح أو غيرها من العمليات الحرجة.

ولفت إلى أن المستشفيات التابعة لوزارتى الصحة والسكان والتعليم العالى والقوات المسلحة والشرطة شاركت فى المبادرة، حرصًا منها على إنجاحها، وإجراء أكبر عدد من العمليات فى أقل وقت وبأعلى جودة، مشددًا على أن هناك متابعة مستمرة من القيادة السياسية لما يحدث داخل المبادرات الصحية، حرصًا منها على صحة المواطنين.

مستفيدون: أنهت معاناتنا مع المرض بتوفير خدمة على أعلى مستوى.. وعدنا لحياتنا الطبيعية دون تحمل أى تكاليف

قال محمد موسى، ٥٤ عامًا، أحد المستفيدين من مبادرة القضاء على قوائم الانتظار، إن المبادرة الرئاسية أنقذته من الموت المحقق بعد معاناته من تصلب فى الشرايين واحتياجه إلى إجراء عملية قلب مفتوح، وانتظاره على قوائم معهد القلب لنحو ٣ أشهر، فى ظل وجود حالات أخرى كثيرة تحتاج إلى تدخل جراحى فورى.

وأوضح أنه، وعقب انطلاق المبادرة الرئاسية، قرر تسجيل اسمه عبر الموقع الإلكترونى الذى خصصته وزارة الصحة والسكان لذلك، وتم توزيعه على أحد المستشفيات الخاصة لإجراء العملية حتى تماثل للشفاء بعد وقت قصير.

وأشار إلى أن الطبيب الذى أجرى له العملية ظل يتابع حالته حتى تماثل للشفاء تمامًا، مؤكدًا أنه لم يتحمل أى أعباء مالية ولم يدفع أى شىء خلال تلقى العلاج بالمستشفى.

الأمر نفسه أكدته حمدية صبحى، ٥٢ عامًا، من محافظة الأقصر، بالحديث عن معاناتها فترة طويلة من عدم القدرة على الرؤية بوضوح بالعين اليمنى، الأمر الذى جعلها تذهب للأطباء، الذين كشفوا لها أنها تعانى من المياه البيضاء وأنها فى حاجة لإجراء عملية، وهو ما كان صعبًا نظرًا لكونها أرملة وتعول ٣ أطفال ولا تملك الأموال اللازمة لذلك.

وقالت: «بعدما سمعت عن مبادرة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار، بحثت عن كيفية تقديم أوراقى لإجراء العملية على نفقة الدولة، وذلك بسبب ارتفاع تكلفتها، ولم أكن أتوقع أن يتم الاتصال بى بسرعة، لكنى فوجئت باتصال من مستشفى الأقصر العام لتحديد موعد لإجراء العملية».

وأشارت إلى أن العملية تم إجراؤها بالفعل فى يوم واحد، دون أن تدفع أى مقابل لذلك، كما حظيت بالمتابعة الطبية وتم تقديم العلاج لها عقب إجراء العملية مجانًا، الأمر الذى أنهى معاناتها تمامًا. 

فيما أوضح محمد عبدالرحيم، ٣٦ عامًا، عامل صيانة مصاعد من الإسكندرية، إن المبادرة الرئاسية أنقذته بعدما تعرض لكسر فى قدمه اليسرى، كاد أن يتسبب فى بترها، مشيرًا إلى أن الأطباء وقتها أكدوا له احتياجه إلى عملية لتركيب شرائح ومسامير لإنقاذ قدمه المصابة، مع وضعه ضمن الحالات العاجلة على قوائم الانتظار.

وقال: «كانت العملية الجراحية تحتاج آلافًا من الجنيهات، وعجزت عن توفيرها، حتى إننى أصبحت متأكدًا من أن بتر قدمى هو الحل الوحيد، لكن ذلك تغير فجأة بعدما وصلتنى موافقة وزارة الصحة على إجراء العملية بشكل عاجل ضمن المبادرة الرئاسية، وإبلاغى بالتوجه إلى المستشفى المخصص لذلك».

وأوضح أن إجراء العملية بهذا الشكل السريع مع جودة الخدمة التى حصل عليها دون أى مقابل ساعداه على السير مجددًا باستخدام عصا إلى حين التعافى بشكل كلى، مؤكدًا أنه يشكر الله كل يوم على تلك المبادرة التى يسّرت له نعمة السير مرة أخرى بدلًا من العيش بقدم واحدة.

وأضاف: «لولا ستر الله ومبادرة قوائم الانتظار ما كنت أستطيع العودة لعملى وحياتى مجددًا».