رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وول ستريت جورنال: مصر تعلن التوصل إلى بعض أسرار عملية التحنيط لدى الفراعنة

مومياء
مومياء

أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نجاح فريق من العلماء في الكشف لأول مرة عن طبيعة المواد المستخدمة في عملية التحنيط ومنها زيت خشب الأرز.

وذكر التقرير أن الأواني الخزفية المنقوشة التي تُركت في هيكل تحنيط مصري تحت الأرض من الأسرة السادسة والعشرين في مصر القديمة، تقدم أدلة جديدة حول كيفية الحفاظ على الموتى، والدور الذي لعبته التجارة في عملية التحنيط.

وحلل الباحثون لأول مرة المواد العضوية الموجودة داخل 31 وعاءً مستخدمة في عملية التحنيط في مقبرة سقارة بالقرب من القاهرة، وهي مقبرة للعائلة المالكة وأفراد المجتمع الراقي. 

وتحتوي هذه الأواني، التي كانت تحمل نقوشًا عليها، على مواد تشمل الدهون الحيوانية والزيوت والراتنجات التي لعبت دورًا رئيسيًا في ممارسات الحفظ - وتم الحصول عليها من خلال التبادل لمسافات طويلة والطرق من الأراضي البعيدة، وفقًا للباحثين.

وتشير النتائج إلى أن المحنطين التزموا بممارسات منظمة باستخدام الخلائط العضوية لكل جزء من أجزاء الجسم، وفي بعض الحالات، تلاعبوا بهذه المكونات بالحرارة أو طرق الطهي.

قالت الدكتورة سليمة إكرام، عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "هذا إنجاز كبير، إنها حقًا المرة الأولى التي يكون لدينا فيها إحساس جيد بما كان المصريون يصنعون مومياواتهم به".

وتم اكتشاف مرفق التحنيط القديم من قبل الراحل الدكتور رمضان  حسين، خلال مشروع التنقيب الذي بدأ في عام 2016 ويعتقد أن الهيكل بأكمله يعود إلى حوالي 664-525 قبل الميلاد.

وتم نقش السفن المكتشفة في الموقع بالنصوص الهيراطيقية والديموطيقية، والنصوص التي تم استخدامها بشكل تدريجي طوال الوقت في مصر، مع إعطاء تعليمات مثل "أن يضع على رأسه"، "ضمادة أو تحنيط به"، "ليغسل"، وصفة في عملية التحنيط.

وتمكن الباحثون من استخدام نقوش على بعض الأوعية لمطابقة الاسم مع المادة العضوية التي تم تحليلها.

تفترض الدكتورة إكرام أن المراحل الأولى من التحنيط ربما حدثت في منطقة فوق الأرض من الهيكل حيث جفت الجثث، بعد ذلك ربما تم نقل الجثث إلى ورشة تحنيط تحت الأرض على بعد حوالي 13 مترًا تحت الأرض، حيث تم وضع الخلطات العضوية على الجسم وقُرِئت الصلوات، بعيدًا عن الحيوانات المفترسة مثل الكلاب، سيتعين على الجسد المحنط مغادرة الغرفة، والسفر فوق الأرض حيث قد يتم أداء طقوس الجنازة مع كاهن ومعزين، ثم يشق طريقه إلى غرفة الدفن حتى أعمق تحت الأرض.

قالت الدكتورة إكرام إن عملية التحنيط كانت في السابق بفضل تحليل عينات من المومياوات نفسها مثل مواد التحنيط والضمادات والجثث. 

ووفقًا للدراسة، سمحت النصوص والأعمال المصرية الكلاسيكية التي كتبها المؤلفان اليونانيان هيرودوت وديودوروس للخبراء بجمع أدلة حول التحنيط.

قام الباحثون بتحليل المواد من خلال تعاون ألماني مصري مع جامعة توبنجن وجامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونخ، والمركز القومي للبحوث في القاهرة.