رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ساعة القيامة».. ماذا يعني تقديمها 90 ثانية؟

ساعة يوم القيامة
ساعة يوم القيامة

أعلنت مجموعة العلماء التي تدير "ساعة القيامة" في العاصمة الأمريكية واشنطن، يوم الثلاثاء، أنَّ توقيت الساعة بات منتصف الليل إلا تسعين ثانية، ويعني هذا أنَّ البشرية لم تكن يوماً أقربَ إلى نهاية العالم منها اليوم.

الدكتور علي عبد النبي، رئيس نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق، أوضح في حديثه لـ"الدستور" أن نشرات علماء الذرة تلك هي مجهود يبذل من قبلهم وهم مجموعة من العلماء المتخصصين في تحديد أكثر المخاطر التي تهدد نهاية كوكب الأرض، والتي تتمثل في الغالب في التدمير الذاتي للأرض سواء عن طريق قيام حرب عالمية نووية ثالثة، أو من خلال انتشار وباء عالمي يميت سكان العالم، أو كذلك من خلال متغيرات طبيعية مثل طوفان عظيم يحيط بالعالم.

وأوضح أنه في حال تم استخدام القنبلة النووية ليس فقط إلى الإشعاع والحرارة والضغط المميتين، بل أن الكوكب سيتعرض بعد ذلك إلى ما يسمى الشتاء النووي، وهو الذي يقضي على باقي الكائنات التي لم يقضى عليها وقت انطلاق القنبلة مباشرة.

لافتًا إلى أن هذا الشتاء ينتج عن ارتفاع الإشعاع النووي إلى طبقات السماء حتى 80 كيلو متر ومن ثم يحجب الشمس، وتابع أن ذلك يتسبب في حدوث صقيع لمدة عام من شأنه القضاء على باقي ما على الأرض من مخلوقات.

كما أكد أنه فضلًا عن ذلك فإن انصهار لب "قلب" الكرة الأرضية، والذي يتكون في أغلبه من معدن الحديد، أدى إلى تغير المجال المغناطيسي الذي ينجذب إلى كوكب الأرض ويحفظ سيرها في اتجاه متساو، مشيرًا إلى أن هذا التغير نتيجة الانصهار نتج عنه انحراف ضئيل في حركة دوران الأرض مما أثر على عدد ساعات اليوم بأن انتقص من زمنه مدة بسيطة لا تتعدى الثانية مما جعله أكثر قصرًا.

وأضاف أنه مع استمرار انصهار لب الأرض وتغير حركتها شيئًا فشيئًا سيتناقص عدد ساعات اليوم تدريجيًا، ثم يصل الأمر إلى أن تدور الأرض عكس اتجاهها وهنا يعني فناءها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيستغرق آلافًا أو قد يكون ملايين من السنين.

وتابع عبد النبي أن كافة هذه المخاطر يدرسها علماء الذرة محذرين القادة السياسيين من مخاطر ما قد يتخذونه من قرارات قد تؤدي إلى حلول ساعة القيامة بالفعل، والمقصود بها حلول اللحظة التي فيها تتجه الأرض إلى الفناء.

مشيرًا إلى أنهم بسبب حرب أوكرانيا ووباء كورونا قد قدموا الوقت المتبقي على حلول هذه اللحظة ليكون 90 ثانية بدلًا من 100 ثانية، لافتًا إلى أن الثانية هنا هي تعبير مجازي ولا تعبر بالفعل عن مفهوم الثانية الذي نعرفه جميعًا ولكن هذا يعبر عن اقتراب الكوكب فقط من الدخول في طريق نهايته.

جديرًا بالذكر أن نشرة علماء الذرة الساعة هي "استعارة" عن مدى قرب البشرية من التدمير الذاتي، كما يتخذ قرار إعادة ضبط عقارب الساعة كل عام مجلس العلوم والأمن في النشرة، ومجلس الرعاة الذي يضم 11 من حاملي جائزة نوبل.

وبالنسبة لعام 2023، أخذت النشرة في الاعتبار الحرب الروسية الأوكرانية، والتهديدات البيولوجية، وانتشار الأسلحة النووية، واستمرار أزمة المناخ.

وكانت قد قالت الرئيسة والمديرة التنفيذية للنشرة، ريتشيل برونسون، في بيان: "إننا نعيش في زمن خطر غير مسبوق، ووقت ساعة يوم القيامة يعكس هذا الواقع. إنه قرار لا يقلل من شأنه خبراؤنا. لدى حكومة الولايات المتحدة وحلفائها في ناتو وأوكرانيا قنوات متعددة للحوار، ونحث القادة على استغلالها إلى أقصى حد ممكن لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء".