رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قراءة في لائحة الطلبة بالإخوان 2/2


طلبة الإخوان هم الوقود الذي يحترق ليظل التنظيم باقيا على قيد الحياة، لذلك كانت إدارة تلك الجماعة لقسم الطلبة إدارة حازمة، وقد اعتنى التنظيم بوضع مقررات دراسية يتم تلقينها لطلبة الإخوان المستجدين على عالم التنظيمات السرية،

ومن المناهج التي يتلقاها الوافد الإخواني الجديد دروس ومحاضرات عن القوى المعادية للإسلام وإذا كان هذا أمرا طبيعيا لأن الإسلام له أعداء، إلا أنه من غير الطبيعي أن يظهر في وثائق الإخوان لمحات عن فحوى هذه المحاضرات التي من عناوينها نعرف أنهم يجعلون المسيحيين كل المسيحيين أعداءً للإسلام على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم وحتى لو اشتركوا معنا في وطن واحد! هذا تطرف يتم زرعه في أفئدة غضة يتم استغلال عاطفتها الدينية لكي تتشرب كراهية وحقدا على أبناء وطنهم، والغريب أن إحدى المحاضرات الرئيسية التي يلقيها عليهم بعض شيوخهم يدور موضوعها حول(النصرانية وما يتفرع عنها) وما يتفرع عنها هذه هي كارثة الكوارث لأن المحاضرة تشير إلى أن توابع المسيحية هي (الديمقراطية والليبرالية والاشتراكية) وأن هذه ليست مجرد أشكالا للحكم ولكنها توجهات عقائدية لفريق تعتبرها محاضرات الإخوان من ألد أعداء الإسلام، بل إن من يؤمن بها هو عدو للإسلام ولو كان ينتمي للإسلام!.

ومن المحتوى الثقافي أيضا نجد أن الجماعة تعطي اهتماما كبيرا لأحاديث الجهاد وتجهيز المجاهدين بالمال والأسلحة، ويتم انتقاء سور قرآنية بعينها مثل سورة الأنفال وسورة التوبة لتكون من المقررات التي يجب أن يحفظها الطالب المستجد، وإذا كان حفظ الأحاديث وسور القرآن من الأشياء المستحبة إلا أن الانتقاء هنا واضح الدلالة خاصة وأن من يقوم بإلقاء المحاضرات لشرح الأحاديث والسور ليسوا من أهل الفقه والعلم، وبالتالي يتم استغلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة المنتقاة لزرع مفاهيم جهادية مغلوطة في نفسية هؤلاء الصغار في غير محلها .

وبعد المحتوى الثقافي ندخل للأنشطة العملية المصاحبة لهذا المحتوى بالنسبة للمستجدين في الجماعة أو الطلبة الجدد، فنجد أنها تنقسم إلى ليلة إيمانية، ثم لقاء شهري مع واحد من قيادات الجماعة ثم ندوات ورحلات ثم مخيم، أما عن الليلة الإيمانية فتم فيها تقسيم الأعداد الوافدة على شكل أسر بحيث يتم المبيت لكل أسرة معا دعما لأركان الأسرة، أما اللقاء الشهري مع قيادي من الجماعة فيكون عادة عبارة عن لقاء تُلقى فيه خاطرة عن علم من العلوم الشرعية المرتبطة بالعقيدة وأهم الدروس فيها يكون عن الولاء والبراء وفيها يتعلم الوافد الإخواني الجديد من هم الذين يجب أن يواليهم ومن هم الذين يجب أن يتبرأ منهم حتى ولو كانوا أهله ومن ذوي القربى ، فالأخ هو أخوك في الله ، ورابطة الدم هي الرابطة المزيفة .

ويدخل الجدد بعد ذلك إلى الندوات المجمعة وتدور موضوعاتها كلها عن واقع الجماعات الإسلامية الموازية ، متى نتحالف معها ومتى نستخدمها ومتى نستغني عنها ونتخلص من تحالفاتها ووعودنا معها ولك أن تعلم أن هذه الندوات يتعلم منها الطالب المستجد الاستعلاء على الآخرين، والتعالي عليهم ولو كانوا من بني جلدتهم، وينطقون بألسنتهم ولكنهم ليسوا منهم، يبثون في نفسية المستجدين منهم أن الإخوان فقط هم الذين يحتكرون الحقيقة وحدهم دون غيرهم، وأن من يخالفهم ولو كان من أبناء الحركة الإسلامية هو خارج عن الإسلام لأنه شق الصف الإسلامي.

وندخل بعد ذلك إلى الإعداد في المخيماتفيشارك أفراد كل شريحة في مخيمات يتدربون فيها على السمع والطاعة والثقة في القيادةعن طريق إلتزام آداب الجندية ، ومع التندريب العملي تحدث مدارسة جماعية عن دور الجندية في الإسلام بحيث يشترك كل فريق في إعداد دراسات عن أفضل صور الجندية التي تحققت في تاريخ الإسلام .

فإذا خرجنا من نطاق الطلبة الجدد وتأهيلهم وطرق تجنيدهم ووسائل تلقينهم مفاهيم التطرف تحت مسمى المحتوى الثقافي، فسندخل حتما لمسئولي الطلبة والشروط التي يجب أن تتوافر فيهم، وعن مسئول قطاع من قطاعات الطلبة في إحدى الجامعات نجد أن لائحة قسم الطلبة تشترط ألا يقل الطالب الذي سيصبح مسئول قطاع عن درجة منتظم وهي درجة من الدرجات الأولية يتم منحها للطالب من خلال المنطقة التي ينتمي لها، ومن خلال نشاطه فيها وتقدمه في أسرها وكتائبها ومعسكراتها، وهذا يدل على أن الطالب يظل لسنوات منتميا للجماعة ولكن تحت درجة منتظم أو منتسب أو مؤيد ولا يتم منحه درجة أخ إلا بعد أن يتخرج من كليته ويصبح قادرا على الكسب وسداد الاشتراك الشهري، فالاشتراك الشهري فقط هو الذي يحدد درجة الأخ، وبذلك يكون للأخ مرحلتين، مرحلة ما قبل سداد الاشتراك وهذه لا يكون فيها إلا منتسبا أو منتظما أو مؤيدا، ثم مرحلة ما بعد سداد الاشتراك وتلك يكون فيها أخا كامل العضوية منزها عن كل انتساب وانتظام .