رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي قطب: العامية لم تأتِ من فراغ وقادرة على حمل أدب وفن

علي قطب
علي قطب

بين مؤيد ومعارض، لترجمة الآداب العالمية للعامية المصرية، وأحدثها رواية “العجوز والبحر”، يثار النقاش من آن لآخر مع ظهور عمل مترجم جديدة بالعامية المصرية.

وفي هذا الصدد قال الكاتب الشاب علي قطب لـ“الدستور”: بشكل عام من المؤكد أن حركة الترجمة تحتاج إلى تشجيع مستمر ودعم من الدولة والناشرين والمؤسسات الثقافية والقارئ بالطبع.

وأوضح “قطب”:  وحركة الترجمة لها أشكال كثيرة منها التعريب والتمصير، وهناك أعمال درامية سينمائية ومسرحية نقلت الأعمال الأجنبية عبر العامية المصرية التي تعد إحدى تجليات الفصحى في سياق مكاني وزماني، فالعامية لم تأتي من فراغ، هي ذات علاقة وثيقة باللغة الأم، وقادرة على حمل أدب وفكر وفن، لكن حركة الترجمة هي إحدى الدعائم القوية التي تقوم عليها اللغة الفصحى، فنحن ندين لحركة الترجمة بأنها الداعم الكبير للفصحى عن طريق خبرة المترجمين وأدائهم الرصين وتعاملهم مع المعجم وثقافتهم العالية ومخاطبتهم للأمة العربية كافة وبالتالي فالأفضل لحركة الترجمة من الأدب العالمي في النشر المكتوب أن تكون بالفصحى، حتى في المسموع والمرئي فالترجمة قامت بدور كبير، على سبيل المثال فإن المسرح العالمي الذي يجذب جمهورًا كبيرًا من المستمعين والذي شارك فيه كبار الممثلين مثل محمود مرسى وسعد أردش وكرم مطاوع كان بالفصحى مع أن العامية في التداولية الشفهية أكثر انتشارًا لكنها في الأداء الكتابي لا يمكن أن تنافس الفصحى لأن العامية متغيرة وشديدة المحلية. 

كما أن الترجمة إلى العامية تُفقد المترجم مساحة كبيرة من القراء وفي الوقت نفسه أرى الفصحى أكثر ثراء، لأن مخزونها الشعري والفني والإبداعي والثقافي الذي يمكن الإفادة منه للمترجم أكبر من العامية، أي أن نسيج الفصحى أكبر من نسيج العامية، وبالتالي فإن تعامل المترجم معه يوفر له تقنيات ومعادلات لغوية توازي النص الأصلي.

واختتم “قطب” مؤكدًا على: لكن كل هذا لا يعني رفض مبدأ الترجمة إلى العامية نفسه لأنها يمكنها أن تنقل وللمترجم الحق في نقل النص إليها طالما اختار ذلك، مع الوضع في الاعتبار الترجمة إلى الفصحى هي الأساس والأداة التي يمكن أن تفيد النص المترجم واللغة العربية والسقف الثقافي الواحد.