رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خدينى معاكى يا غالية».. حكاية سيدة لحقت بشقيقتها مريضة السرطان بعد 15 دقيقة من وفاتها

الحاجة هانم
الحاجة هانم

«متسبينيش وتمشي يا غالية خديني معاكي».. كلمات صرخت بها الحاجة هانم فور تلقي نبأ وفاة شقيقتها الصغرى «نصرة» مريضة السرطان ليفاجأ من يحاول مواساتها بسقوطها على الأرض قبل أن ينقلها أهلها الى المستشفى لإسعافها، إلا أن المصائب لا تأتى فرادى حيث نطق الطبيب بكلمة واحدة فقط «البقاء لله». 

أبناء الشقيقتان وأسرتهما لم يتمكنوا من استيعاب الكارثة الكبرى بوفاة الأختين لم يفصل بين رحيلهما سوى 15 دقيقة فقط؛ لتتوقف إجراءات تغسيل وتكفين "نصرة" لتجهيز شقيقتها الكبرى الحاجة هانم معها بعدما ردد أبناؤهم «هندفنهم سوا». 

 

المرض القاتل 

أفاد عدد من جيران الشقيقتين أن الشقيقة الصغرى "نصرة السيد خليفة" أصيبت بمرض سرطان الرحم، وتدهورت حالتها الصحية ولفظت أنفاسها الأخيرة عقب صراع مع المرض، وتم إخبار شقيقتها الكبري "هانم" بخبر وفاة شقيقتها فأصيبت بحالة من الحزن الشديد والانهيار قبل أن تسقط علي الأرض مغشيًا عليها، وجرى نقلها إلى المستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة وتبين وفاتها بأزمة قلبية، وتلحق بشقيقتها الصغرى بعد ربع ساعة فقط من وفاتها.

وتابع جيرانهما أن الشقيقتين، عاشتا طوال عمريهما لم يفترقا في الحياة والموت وقالوا إنه فور انتشار خبر وفاة الشقيقتين توقفت عملية تشييع جنازة الشقيقة الصغرى؛ لتقرر أسرتهما تشييع الجثمانين في جنازة واحدة ويتم دفن الشقيقة الصغرى إلى جوار شقيقتها الكبرى.

نعشان في جنازة واحدة 

شيع أهالي منطقة مسجد الأربعين بمحلة البرج التابعة لمركز المحلة الكبرى جثامين "الشقيقتين" في موكب جنائزي مهيب بعدما تعرضت "هانم" إلى ضغوط كثيرة ومواقف صادمة، حيث فقدت 2 من أشقائها الذكور العام الماضي، أحدهما توفى بمرض السرطان والآخر كانت وفاته طبيعية وفي الساعات الأولى من صباح اليوم فقدت شقيقتها الصغرى، متأثرة بإصابتها بسرطان الرحم ولم يتبق من الأشقاء سوى سيدتين متزوجتين وشاب.

وقال أحد الجيران، إن الحاجة هانم كانت أكبرهم، وعكفت علي تربيتهم بعد وفاة والدها ووالدتها، وكانت هي الأم والأب، مشيرا إلى أن الراحلة انفصلت عن زوجها منذ مدة طويلة، بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، وكانت مريضة قلب، وخبر وفاة شقيقتها الصغرى، أصابها بانهيار ترتب عليه ارتفاع ضغط الدم، ولفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بأزمة قلبية مفاجئة.

كفاح مع السرطان 

نصرة كانت تبلغ من العمر 47 عامًا ولديها ابن واحد يدعى أحمد ويبلغ من العمر 19 عامًا وكانت تعاني من سرطان الرحم منذ مدة طويلة وخضعت لجلسات علاج كيماوي وفي الآونة الأخيرة تدهورت حالتها الصحية، ونُقلت إلى المستشفى إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم.

تم تشييع جثمان الشقيقتين عقب صلاة الظهر إلى مثواهما الأخير وسط حالة من الحزن الشديد وفي مشهد جنائزي مهيب، وأيضا إقامة العزاء مساء اليوم بمنطقة محلة البرج بمدينة المحلة الكبرى.