رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريق المناقشة يتناول المجموعة القصصية «هوامش» للكاتب ميخائيل نعيمة

ميخائيل نعيمة
ميخائيل نعيمة

يتناول فريق المناقشة المجموعة القصصية "هوامش" للكاتب ميخائيل نعيمة، في أمسية جديدة من أمسيات فريق المناقشة، والتي تعقد في الخامسة من مساء السبت المقبل، بالمركز الدولي للكتاب، في مقره الكائن خلف القضاء العالي.

 

وميخائيل نعيمة، أديب ومفكر لبناني، ولد في العام 1889، وتوفي في عام 1988. ويعتبر من الجيل الذي قاد النهضة الثقافية والفكرية في المنطقة العربية، حيث أحدث يقظة في الأدب وأحدث ثورة قادت إلي تجديد الأساليب الأدبية والفنية في الكتابة.

 

كتب نعيمة وألف العديد من الإبداعات التي تنوعت بين القصة القصيرة والرواية والشعر. حيث صدر له أعمال: كان ما كان ــ الدروب ــ زاد المعاد ــ جبران خليل جبران ــ البيادر ــ كرم علي درب الأوثان ــ النور والديجور ــ صوت العالم ــ في مهب الريح ــ اليوم الأخير ــ أبعد من موسكو ومن اشنطن ــ في الغربال الجديد ــ و هوامش، والصادرة عن مؤسسة نوفل للنشر في العام 1972.

 

ومن قصة “شحاذ”، إحدي قصص مجموعة “هوامش”، للكاتب ميخائيل نعيمة نقرأ: "كنا، ونحن صغار، نخاف من الشحاذين ونحتمي منهم بأمهاتنا. فقيافة الشحاذ وحدها كانت تكفي لإثارة الرعب في قلوبنا: سروال مهلهل، وممزق، ومرقع إلي حد أن لا تتبين نسيجه الأصلي، وقميص طلقته أزراره من زمان، وجفاه الماء والصابون، وكثرت شقوقه فبانت من خلاله بقع متفاوتة الحجم من الجلد والشعر، وغطاء علي الرأس قد يكون كوفية تناثرت خيوطها، أو خرق بالية، أو طربوشا كان من حقه أن يتقاعد منذ نصف قرن، وحذاء تطل الرجل من ثقوبه وشقوقه، ولا يدري أي منجم من أي مادة صنع.

 

ولتكتمل القيافة لا بد من مخلاة تتدلي من الكتف، ونصيبها من المتانة والنظافة نصيب السروال والقميص وغطاء الرأس. مثلما لم يكن بد من عصا تبدو، في الغالب، وكأنها ذنب الكلب. وإذا اتفق وكان الشحاذ محدودب الظهر، كث اللحية، رمد العينين، أو كان في وجهه وباقي بدنه عاهة من العاهات فبإمكانك أن تتخيل الرعب الذي كان يبعثه في نفوسنا منظره أضف إلي ذلك ما كنا نراه في مشية الشحاذين البطيئة، وفي وجوههم الكالحة من مذلة وانكسار. قما أذكر أني رأيت مرة شحاذا يبتسم، أو أني سمعت واحدا يضحك. فكأن المهنة تقضي عليهم بأن يذردوا من وجوههم جميع أمارات القوة والرجاء والسرور.