رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أجل حياة سعيدة.. عالم النفس جارى ليفاندوفسكى ينصح الأزواج: لا تتوقفوا عن الشجار

الأزواج
الأزواج

دعنا نؤكد حقيقة بسيطة موجودة بيننا وهى «كل الأزواج يتشاجرون» سواء كنت تراهم أم لا، فلكل زوجين خلافاتهما، ولتحليل أسباب الشجار ومعالجتها، يقدم لنا جارى دبليو ليفاندوفسكى، خبير علم النفس والباحث والزوج والأب، كما يحب أن يعرف نفسه، فى كتابه: Stronger Than You Think: The 10 Blind Spots That Undermine Your Relationship، كيف يمكن أن يساعد الشجار الشركاء على تحسين حياتهم؟

يستند الكاتب فى طرحه إلى دراسة أجريت عام ٢٠١٩، ويقدم ٣ محفزات للشجار يمكن أن تزعج أو تؤذى أو تغضب الشركاء، وهى: التعامل مع الشريك على أنه أقل شأنًا أو غبى، وقد يتصرف شريكك وكأنه يعتقد أنه أفضل منك، ثم حب الامتلاك أو الغيرة أو التبعية، أى أن شريكك يطلب الكثير من الاهتمام أو الوقت أو يشعر بالغيرة أو التملك أو التبعية، وأخيرًا الإهمال والرفض أو عدم الثقة، على سبيل المثال، يتجاهل شريكك مشاعرك، ولا يتصل بك أو يرسل رسالة نصية، ولا يقول إنه يحبك.

ولكن ماذا عن الموضوعات التى نتجنبها بشكل روتينى؟.. مثل الكثير من الآباء الذين يتجنبون «الحديث الجنسى» مع أطفالهم، يتجنب الشركاء مناقشة علاقتهم، لأنها تثير القلق، لكننا لم نولِ سوى القليل من الاهتمام لشىء بهذه العلاقة المهمة، عندما اعتقد الأزواج أن الخلاف علامة سيئة، كان لديهم علاقات أسوأ. أولئك الذين اعتقدوا أن «الجدل لا يجب التسامح معه» كانوا أقل رضًا وأكثر عدوانية، وكانت الشريكات أكثر اكتئابًا.

حين نتجنب الصراع فإننا نفقد الفرصة للمساعدة فى تحسين علاقتنا، لقد وجدت الدراسات أن تجنب المحادثات والجدال بين الأزواج يعنى جعل العلاقة أسوأ فى وقت لاحق، فوجدت دراسة أجريت عام ٢٠١٧، أنه عندما يتجنب الشركاء موضوعات العلاقة المهمة، كان لديهم تواصل أسوأ، وكانوا أقل سعادة، وكانوا أقل اهتمامًا بعلاقتهم بعد سبعة أسابيع فى التجربة.

لذلك يحتاج معظم الأزواج إلى الجدل أكثر وليس أقل، لكى نكون واضحين، لا نسعى إلى تعمد الشجار أو نبش فى أسباب له عن قصد، لكن يجب علينا أن نقبل ونتبنى عن طيب خاطر ذلك الشجار الذى ينشأ بشكل طبيعى، مع أخذ ذلك فى الاعتبار، وأن يكون لدينا القليل من المواجهات بين الشركاء.

من أجل مصلحة العلاقة، يجب أن يبدأ كل جدال بالاحترام، أو الاعتقاد بأن كل شخص فى جوهره خير شخص، وبنفس الطريقة يحتاج الشركاء إلى منح بعضهم البعض بعض الشك، وعدم افتراض أن شريكك على خطأ، أو أنه معيب بشكل ميؤوس منه، أو لديه نوايا سيئة أو يحاول إيذاءك، فقبل أى شىء يجب أن يكون بينكما ما يسميه علماء النفس بـ«الاحترام الإيجابى غير المشروط».

تدعم الأبحاث من عام ٢٠١٩ هذا الأمر، أنه عندما نفترض أفضل ما لدى شريكنا، يجعل من الحجج والشجار أقل إجهادًا وأكثر احتمالية للحل.

ولحل النزاع بين الشركاء بنجاح، عليك اتباع هذه الخطوات: تحتاج أولًا إلى معرفة نوع المشكلة التى تتعامل معها، فبالنسبة للمشاكل الخطيرة مثل الخيانة الزوجية أو تعاطى المخدرات، من الأفضل أن تكون مباشرًا من خلال مطالبة شريكك بالتغيير واتخاذ موقف غير قابل للتفاوض وإظهار غضبك عن هذا، خاصةً إذا كان شريكك قادرًا على التغيير.

إذا كانت المشاكل روتينية، على سبيل المثال، تقسيم المهام المنزلية، فمن الأفضل لك اتباع نهج تعاونى باستخدام الحب والفكاهة والمودة والتفاؤل، فهو الحل الأفضل للمشكلات غير القابلة للحل، خاصة إذا كان شريكك عنيدًا بشكل ميؤوس منه.

يحذر «ليفاندوفسكى» من الاعتقاد بأننا واثقون جدًا من قدرتنا على فهم شركائنا، أو تقدير الشريك المبالغ فيه لكونه واضحًا عند التحدث إلينا.

وبغض النظر عن المشكلة، ليس هناك بديل للاستماع إلى شريكك. يبدو الأمر بسيطًا، لكنه نادرًا ما يحدث بين الأزواج، فعندما يتحدث شريكك، عليك التأكد من أنه واضح بشأن ما يقوله، نحن واثقون جدًا من قدرتنا على فهم شركائنا.

ولإزالة كل الشك فى الجدال بينكم، اطرح أسئلة مثل، عندما تقول هذا الشىء، ماذا يعنى ذلك بالضبط؟ هل أنا محق فى أن كذا هى مشكلتنا الأساسية؟ وهل يمكنك إعطاء مثال على ذلك؟ من المحتمل أن تخطئ، ولكن بعد ذلك يمكن لشريكك أن يضع الأمور فى نصابها وسيقدر أنك اهتممت بما يكفى لتجربتها.

كما تحتاج إلى إظهار أنك تستمع جيدًا لشريكك من خلال الحفاظ على الاتصال بالعين والجلوس مباشرة فى مواجهة شريكك فى وضع مريح ومنفتح، مع أدنى ميل تجاههم.

كما عليك أن تركز على المشكلة وفهم مشاعر شريكك من خلال طرح أسئلة مفتوحة تساعد شريكك على توضيح أفكاره، أسئلة مثل: ماذا تقترح على شخص آخر فى نفس الموقف؟ كيف اتخذت هذا القرار؟ ما الذى يجعل الأمور أفضل؟ لماذا تعتقد أن هذا حدث؟ وكيف ترى هذا التحول؟

كما علينا أن نعلم جيدًا أن كل علاقة بها عيوب، وعلينا أن ندرك أن المشاكل لن تختفى وأن التحدث عن الأمور والمشاكل هو أملنا الوحيد للتحسين.