رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد سبريدون.. البيزنطية: كل من يتبع الله يحصل على الخير

الكنيسة
الكنيسة

 

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس سبريدون، و كان القدّيس سبيريدون مزارعًا فقيرًا وأبًا لأسرة كثيرة الأولاد، إلّا أنّه كان غنيًّأ في الإلهيّات، ممّا أهّله لرئاسة الكهنوت. حضر المجمع النيقاويّ الأوّل سنة 325، وانتقل إلى الحياة الأبديّة حول سنة 348. ثم نُقل رفاته إلى جزيرة كورفو، فأضحى شفيعًا لها.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ويقول الربّ: "إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة". وكان قد قال قبل ذلك بشأنهم: "أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى" يدخل بالإيمان؛ ويخرج عابرًا من الإيمان إلى الرؤية وجهًا لوجه، ومن المعتقَد إلى التأمّل، ويجد مرعًى لدى وصوله إلى الوليمة الأبديّة.

تجد خِراف الراعي الصالح، إذن، مرعًى، لأنّ كلّ من يتبعه بقلبٍ بسيط يتغذّى في المراعي الدائمة الخضرة. ما هو مرعى تلك الخراف، سوى الأفراح الداخليّة لجنّةٍ دائمة الاخضرار؟ لأنّ مرعى المختارين، هو وجه الله، الحاضر على الدوام: بما أنّنا نتأمّله بدون انقطاع، فنفسنا تشبع إلى ما لا نهاية بغذاء الحياة...

لنبحث إذًا، يا إخوتي الأعزّاء، عن هذا المرعى حيث نجد فَرَحَنا وسط العيد الذي يحتفل به في السماء العديد من مواطنينا. لِيَدْعُنا فرحُهم إلى هذا العيد... فَلْنوقِظ نفسنا إذن، يا إخوتي! وليُصبح إيماننا حارًّا بما يراه، ولتشتعل رغباتنا للخيرات الآتية من فوق. فإن أحببنا على هذا النحو، نكون قد انطلقنا في المسير. فلا نَدَعْ أيّة صعوبة تحوّلنا عن فرح هذا العيد الداخليّ، لأنّنا إذا رغبنا في الوصول إلى مكان معيّن، لا يمكن لأيّة صعوبة أن تُبعدنا عن هذه الرغبة. ولا نَدَع النجاحات المُغرِية تغوينا. فغبيٌّ المسافر الذي، عند رؤيته مشهدًا رائعًا، قد ينسى في الطريق هدف رحلته.