رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاديمي ليبي يكشف لـ«الدستور»: هناك اهتمام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالدول الإفريقية

سليمان عوض المزيني
سليمان عوض المزيني

قال سليمان عوض المزيني، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد جامعة عمر المختار في ليبيا، إن السياسة الدولية تعد أحد أهم القضايا التي تركز عليها وترسمها القوى الكبرى من أجل المحافظة على مصالحها في كافة المناطق في العالم، ومن المعروف أن السياسة الدولية تمثل تعبير عن طبيعة العلاقات الدولية، وميزان القوى الدولي الذي تتضح معالمه باستمرار بمدى تأثير القوى الكبرى فيه.

وأضاف سليمان عوض المزيني، في تصريحات لـ"الدستور": "فقد شهد العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 عدة تحولات في ميزان القوى الدولي، حيث تغير ميزان القوي من القطبية الثنائية القطبية التي كانت تجمع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وتحول ميزان القوى الدولي إلى القطبية الأحادية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات 1991، حيث تفردت   الولايات المتحدة الأمريكية بالهيمنة علي المجتمع الدولي، وظهر في تلك الفترة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية علي نشر قيم الحرية والديمقراطية في كافة المناطق من العالم.

وتابع: "غير أن هذه المكانة الدولية التي حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية سرعان ما أصابها الضعف والتآكل بفعل أحداث الحادي عشر من  سبتمبر عام 2001 التي دمر مركز التجارة العالمية من خلال تنظيم القاعدة، حيث كان رد الولايات المتحدة الأمريكية بغزو أفغانستان واحتلالها عام 2001 للقضاء على تنظيم القاعدة، ثم احتلال العراق عام 2003 لكن الولايات المتحدة فشلت في هاتين الحربين، فقد انسحبت من أفغانستان منذ وصول إدارة بايدن للحكم، ولم تستطع القضاء علي تنظيم القاعدة عام بل عاد التنظيم ليحكم أفغانستان من جديد من حركة طالبان، كذلك فإن أمريكيا فشلت أيضا في العراق بعد أن أسقطت نظام حكم صدام حسين عام 2003، حيث عجزت الإدارة الأمريكية عبر حكوماتها المتعاقبة في أحداث التغيير السياسي المطلوب الذي يحقق الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي المهم من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية إذا الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت كقوى أحادية في النظام الدولي أصبحت عاجزة عن تحقيق الأمن والسلم الدوليين بعد أن توسعت دائرة الإرهاب الدولي في كثير من المناطق في العالم، كما عجزت الولايات المتحدة الأمريكية عن حل كثير من القضايا والأزمات التي باتت تهدد الأمن والاستقرار في المجتمع الدولي، مثل الأزمة الليبية واليمنية والسورية، والآن الحرب الأوكرانية الروسية التي تحاول فيها روسيا حماية أمنها القومي بعدما محاولات أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تهديد أمنها من خلال ضم بولندا وعدة دول من دول أوروبا الشرقية لحلف الناتو، وهناك محاولات لضم  أوكرانيا أيضا لحلف الناتو.

وأكد المزيني، أن "كل هذه الأحداث والتطورات الدولية أصبحت تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، وأن القمة الإفريقية الأمريكية نعتقد أنها جاءت كرد فعل على القمة العربية الصينية، خاصة أن أكثر من سبع دول عربية مهمة تقع في القارة الأفريقية، من ناحية ثانية فإن هذه الخطوة الأمريكية تأتي من ضمن التوجهات السياسية الأمريكية لتحجيم التغلغل الصيني الواضح في عدة دول إفريقية خلال العشر سنوات الأخيرة تجدر الإشارة إلى أن الصين خلال الفترة الماضية توسعت في إقامة مشاريع اقتصادية وزراعية كبيرة في عدد كبير من الدول الإفريقية، وذلك في محاولة منها لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية من أجل تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.

 وأوضح المزيني، أنه في حين لا نجد أن هناك اهتمام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالدول الإفريقية، وخاصة الفقيرة منها لإقامة مشاريع تنموية لمساعدة تلك الدول الفقيرة، واقتصر التواجد الأمريكي في قوات الأفريكوم المتواجدة في عدد محدود من الدول الإفريقية.

وتابع الأكاديمي الليبي: ولهذا نجد أن هذه القمة الأفريقية الأمريكية سوف تركز فيها إدارة بايدن على تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، ومحاولة استقطاب الدول الإفريقية إلى جانبها في المحافل الدولية من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة ليس أفريقيا فقط، فالدعم الأفريقي لسياسة الولايات المتحدة مهم لأمريكا ولتعزيز مكانتها السياسية في النظام الدولي بعدما تراجع تأثير وفاعلية التدخلات الأمريكية في كثير من القضايا الإقليمية والدولية، كما أن التقارب الإفريقي الأمريكي من شأنه يعزز العلاقات والتعاون الاقتصادي بين الطرفين في مجالات الصناعة والتنمية والتجارة وكذلك النفط، وخاصة أن حجم إنتاج النفط الإفريقي يمثل نسبة كبيرة في إنتاج النفط العالمي، وخاصة في ظل الأزمة النفطية العالمية بعد الحرب الأوكرانية الروسية ومحاولة أوروبا وأمريكا الاستغناء عن نفط روسيا.

واختتم السياسي الليبي: ولكن في نفس الوقت على الدول الإفريقية أن توحد مواقفها تجاه هذا الاستقطاب الأمريكي، وتتحدث بصوت موحد لكي تستطيع يكون موقفها التفاوضي قويا في مواجهة أمريكا التي تسعى لتحقيق مصالحها في القارة الإفريقية عليه يجب على الدول الإفريقية أن تستغل هذه القمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية معها، وذلك من خلال إقامة المشاريع الزراعية والصناعية التي تفيد اقتصاديات الدول الإفريقية الفقيرة، وذلك لكي تقول الولايات المتحدة الأمريكية بدعم وتمويل هذه المشروعات باعتبارها تملك أكبر وأقوى اقتصاد في العالم، كما يجب على الدول الإفريقية أن تعمل على إقامة تعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال نقل التقنية والتكنولوجيا للقارة الأفريقية، كما يجب على القادة الأفارقة أن يعملون على استغلال الأزمة النفطية التي تعيشها أوروبا وأمريكا لتسويق النفط الإفريقي إلي أوروبا وأمريكا بشروط جديدة تحقق عوائد كبيرة علي الدول الإفريقية، كما يجب علي الدول الإفريقية أن تعمل على تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في المجال بشكل يحقق الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، أن الدول الإفريقية مطلوب توحيد مواقفها كي تستطيع أن تحقق مصالحها في كافة المجالات التي يتم طرحها في هذه القمة.