رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طماطم قاتلة.. حذرت منها وزارة الزراعة والسر في «السولانين»

طماطم
طماطم

في الوقت الذي يرتفع فيه ثمن التقاوي الزراعية، انطلقت العديد من التحذيرات حول تداول صنف جديد قاتل من تقاوى الطماطم يسمى 025، وقد سبق وأن حذرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ممثلة في الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية من تداول هذا الصنف من الطماطم مؤكدة أنه غير مسجل لدى الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي، وخطر على صحة المواطنين.

والوزارة أكدت أن الشركة التى تقوم بتسويقه هذا الصنف تزور “إستيكر”، وتلصقه على أحد أصناف تقاوى الطماطم الواردة من إحدى الدول العربية وذلك على العبوات باسم طماطم 025 وإن الشركة المخالفة تستورد تقاوي طماطم تحت اسم صنف  من إنتاج شركة من أحد الدول العربية، ثم تقوم بتزوير ولصق إستيكر جديد علي العبوات باسم طماطم 025 وهو صنف غير مسجل ويتم إعادة بيعه في الأسواق مرة أخرى وبخاصة لأصحاب المشاتل حتى تكون بعيدة عن رقابة الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي وقد تم تحرير محضر إثبات حالة بما سبق وتم توقيع صاحب الشركة.

مادة "السولانين" السر

"مُنعت تقاوي هذا الصنف نتيجة مادة السولانين".. يقولها المهندس سيد فرج أخصائي المحاصيل البستانية، موضحًا أن لون الطماطم لا يعبر فقط عن جودتها ولكنه يعبر أيضًا عن التقاوي المستخدمة فيها ويمثل تحذيرًا من أن تكون تقاوي خطرة وقاتلة.

وأضاف أنه لذلك يجب الابتعاد تمامًا عن شراء الطماطم الخضراء لأنها غير ناضجة، موضحًا أن ذلك يشير إلى أنها تحتوي على مادة “السولانين” الضارة والتي تؤدي إلى الشعور بحرقة في الحلق وغثيان وآلام في المعدة، والتي إن زادت النسبة بشكل كبير يمكن أن تصبح مادة قاتلة، وذلك طبقًا لما تم من أبحاث في هذا الموضوع.

وتابع فرج أن طماطم 025 مشابه لأحد الأصناف التي كانت موجودة في الأسواق منذ عامين، موضحًا أن أي صنف جديد يدخل سواء من الخضر والفاكهة يجب أن يتم الموافقة عليه من لجنة التقاوي التابعة لوزارة الزراعة، ثم يأخذ منه عينة يتم اختبارها وتجريبها لمعرفة خواصها، وما الأمراض التي يمكن أن يصاب بها، وكذلك ما هي المشكلات البيئية التي من الممكن أن يتعرض لها، ثم يتم طرحه واعتماده من الوزارة وحينها يمكن تداوله.

 

بائع: "المزارع مش هيجبها حتى عشان مايخسرش"

وأوضح علي عبد الفتاح أحد باعة الخضر بمحافظة الجيزة، أن أغلب الإنتاج المباع في السوق حاليًا هي من  إنتاج تقاوي إيطالي، موضحًا أن الصنف الذي حذرت منه وزارة الزراعة تحت مسمى 025 غير متداول بين التجار والمنتجين، مشيرًا إلى أن هذه البذور إذا تم تداولها بين منتجين محددين لمدة عروة واحدة فلن يكرر زراعتها مرة أخرى، موضحًا أن المنتج او المزارع لن يسعى لمخالفة تعليمات الوزارة، بمنع زراعة تقاوى غير صالحة أو غير مطابقة للمواصفات وذلك خوفًا من تعرضه للمسائلة القانونية أو حتى التعرض الخسارة، وبالتأكيد هذه التقاوي الرديئة سينتج عنها منتج سيء لا يمكن تداوله بسهولة.

 

نقيب عام الفلاحين: تداولها جريمة في القانون المصري

ومن جانبه قال الحاج حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين في حديثه لـ“الدستور”، إن ثمار التقاوي المغشوشة أو المقلدة لا تضر بالضرورة المستهلك ولكنها تضر الفلاح الذي يزرعها كما أنها تؤثر سلبيًا على أصحاب التقاوي المصرح بها، كما لفت إلى أن التقاوي المغشوشة هي تقاوي لم يتبع أصحابها الإجراءات الرسميه في إنتاج وطرح التقاوي للبيع في السوق.

 

وأضاف أن غش التقاوي قد يكون بقيام بعض التجار في طرح أصناف ذات إنتاجية أقل أو غير مقاومة للأمراض ولا تتحمل الظروف المناخية في أوقات زراعتها تحت اسم أصناف معروفة. 

وأكد عبدالرحمن أن أخطر أنواع التقاوي غير المصرح بها محليا قد تكون بذور معالجة وراثيا بما يضر مستهلكها، مشيرًا إلى أن هذه التقاوي ينتج عنها إنتاجًا غذير وأحجام أكبر من الطبيعي أو أصغر أو تحمل صفات وأشكال غير طبيعية، وذلك بهدف ترغيب المستهلك في شرائها، مؤكدًا أن بيع تقاوي مغشوشة يمثل جريمة في القانون المصري.

وطالب نقيب الفلاحين الجهات الرقابية بتشديد الرقابة على منافذ ومحلات بيع التقاوي وتعديل قوانين بيع التقاوي وإلزام البائع بكتابة فاتورة بالصنف المباع وعدم السماح ببيع أي صنف بدون تسجيل بياناته على العبوة.

كما طالب أبوصدام جموع المزارعين بتحري الدقة عند شراء التقاوي والالتزام بتعلميات وزارة الزراعة في هذا الصدد وشراء التقاوي المطابقة للمواصفات من المحلات المرخصة وعدم شراء التقاوي مجهولة المصدر أو الشراء من الأماكن غير المرخصة والإرشاد عن اية أفراد أو شركات لبيع أي أصناف تقاوي مجهولة المصدر أو غير مطابقه للمواصفات.

 

إجراءات الدولة لمنع تداولها

وفي سبيل منع تداول تقفاوي طماطم 025 تلك اتخذت وزارة الزراعة عدة من بينها تعميم رسمى لمديرى البساتين بمختلف المحافظات بالمرور على مشاتل الطماطم، وكذلك تحذير المزارعين من قيام إحدى الشركات بالترويج لأحد أصناف تقاوى الطماطم غير المسجلة وارتكاب الشركة التى تقوم بتسويقه مخالفات تتعلق بقيامها بتزوير ولصق "إستيكر"، على أحد أصناف تقاوى الطماطم الواردة من إحدى الدول العربية وذلك على العبوات باسم طماطم 025.

كذلك من خلال قيامها بالعديد من الحملات التفتيشية من قبل إدارة الخضر بالتنسيق مع مديريات الزراعة على جميع مشاتل الخضروات للتأكد من مطابقتها المواصفات والتراخيص، ومطالبة مزارعين المحصول الشتوى بالحصول على فاتورة الشراء من الصوب المعتمدة من قبل وزارة الزراعة، والإبلاغ عن أى منتج غير مطابق للمواصفات.