رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ليس لها جذور».. موقف يحيى حقى من الكتابة بالفصحى والعامية

يحيي حقي
يحيي حقي

كشف الكاتب الصحفي إبراهيم عبدالعزيز لـ«الدستور» عن حوار لم ينشر مع الكاتب الكبير يحيي حقي.

وفي جزء من الحوار يقول يحيي حقي عن موقفه من الفصحى والعامية: «موقفي هو البحث عن الكلمة المعبرة التي تحدث الأثر الذي أريد أن أحدثه في نفس القارئ، ولكن لو جئت في موقف أريد أن أحدث به الأثر لا يتأتى إلا بكلمة عامية لا أجد لها مقابل في الفصحى فأستخدمها، لكن لا أكتب جملتين وراء بعض بالعامية، وإنما كلمة كلمتين فقط في المواقف التي تضطرني فيها رغبة التحليل ورغبة الأثر الذي أريد أن أحدثه في نفس القارئ، ولا يتحقق إلا بهذه الكلمة العامية».

وأضاف حقي: «لكن يجب أن نفرق بين اللغة العامية المستخدمة في الأدب، واللغة السوقية التي تذهب بها إلى السوق وتشتري بها وتحكى بها حكاية، هذه ضعها في كيس وألقها في البحر، لا تصلح أن تكون أداة للتعبير الفني، لخلوها من النظرة الجمالية، إنما النظرة الجمالية في العامية تجدها بالأغاني الشعبية والأمثال الشعبية في دقة تعبيرها عن الأشياء مثل «قلب الشتا طوبة»، طوبة هنا هو الشهر، ولكن القصد أن الشتاء شديد على الفقراء كالطوبة - اسم الشهر الذى يشتد فيه البرد، هنا تظهر ما أسميه سليقة اللغة العامية وعبقرية اللغة العامية، وأخيرًا توصلت إلى فكرة سأعرضها لك ربما لم أسجلها من قبل، فأقول: نحن نفكر بأي لغة ؟ العامية، ورؤيتنا في الحياة للجانب الفكاهي والمأساوي باللغة العامية، طيب الألفاظ العامية التي تعبر عن هذه الأشياء يجب أن تكون مختارة».

ويكمل: «إذن أنا أقول لأن تجيد الفصحى يجب أولًا أن تجيد العامية، فتعثر على اللفظ المستخدم في اللغة العامية بطريقة جمالية، ثم بعد ذلك تكون أقدر للعثور على المقابل لهذا المعني باللغة الفصحى، وأنا لا أريد لأي أديب ناشئ أن يكتب باللغة العامية مطلقًا، لأنها لغة ليس لها جذور، وتنمحي جيلًا بعد جيل، فهي لا تصلح أبدًا للكتابة».

أما عن الكاتب الكبير يحيي حقي فتحل اليوم ذكرى رحيله، حيث ولد في 17 يناير 1905م وتوفي في 9 ديسمبر 1992، وهو كاتب وروائي مصري، ورائد من رواد القصة القصيرة، ولد في القاهرة لأسرة ذات جذور تركية ودرس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي.

ويعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين، وفي مجاله الأدبي نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته قنديل أم هاشم، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.