رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك الكاثوليك: مبدأ التعايش ضرورة لحماية البشرية من دعوات العنف والكراهية

مؤتمر التعايش والتسامح
مؤتمر التعايش والتسامح وقبول الآخر بمكتبة الإسكندرية

قال الأنبا إبراهيم إسحق؛ بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة للأقباط الكاثوليك، إن الحكمة الإلهية قضت أن جعل الاختلاف سنة كونية، فالطبيعة البشرية قائمة على الاختلاف والتنوع، ما يؤكد على أهمية العيش معًا في سلام على الرغم من الاختلاف، وقبول الآخر واحترامه وتقديره وتفهم ما لديه من أفكار وتقاليد وقيم.

وأضاف خلال مؤتمر «التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل» الذي افتتح اليوم بمكتبة الإسكندرية، أن المؤتمر يجمع ويشمل موضوعات جوهرية مهمة تخص العالم والإنسانية كلها، وهي مثار جدل ومناقشات منذ أن وجد الإنسان والخلق كله.

وأكد أن مبدأ التعايش لم يعد مجرد ترف فكري يقدمه الفلاسفة والمفكرين بل ضرورة حتمية لحماية البشرية من دعوات العنف والكراهية. 

وشدد على أهمية غرس قيمة التعايش من خلال التعليم والإعلام والمدارس والأسر وأماكن العبادة، لتعزيز قيمة الحوار المتبادل ومحاولة فهم الآخر.

من جانبه، أكد الدكتور نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أهمية موضوع هذا المؤتمر واعتبره ضرورة حياتية خصوصًا في هذا الوقت الذي تعد البشرية في أمس الحاجة إلى أن تجد من يأخذ بيدها ليعود بها إلى صوابها وفطرتها النقية.

وقال إن الشريعة الإسلامية جعلت التسامح أساس العلاقة بين المسلم وغير المسلم، ومبدأ أساسي في الحضارة الإنسانية، مع كون الاختلاف سنة كونية وضرورة حياتية. وأضاف أن الحضارة الإنسانية أقرت الاختلاف بين البشر وأقامت العلاقة بينهم على أساس التعارف.

وأضاف أن الحضارة الإسلامية حرصت على نشر ثقافة التسامح من خلال عدة أمور؛ هي: الاعتراف بالحرية للآخرين، والدعوة للالتزام بالعدل مع الجميع، والدعوة للمحافظة على الدماء والأموال والأعراض، والالتزام بالتسامح في الدعوة لله عز وجل، والمساواة، والدعوة للسلام العالمي اللامحدود.

وأكد أن الأزهر أدرك أهمية فقه التعايش السلمي وأثره في بناء الدول والأوطان، حيث عمل على ترسيخ الفهم الوسطي الصحيح لتعاليم الإسلام، والعمل على تعزيزه في الوقت المعاصر، فكان مؤتمر السلام العالمي بحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الذي عقد في القاهرة في إبريل 2017. ولا يزال للأزهر جولات في الداخل والخارج يسعى ويعمل من أجل مد جسور التعاون القائم على التسامح والتعايش الأمثل حتى نؤدي في النهاية إلى بناء مجتمع فاضل، وذلك من خلال المراكز العلمية التي أنشئت وجولات الإمام الأكبر شيخ الأزهر لترسيخ ثقافة التسامح والتقارب في العالم.

من جانبه، أعرب الدكتور حيدر جاسم؛ الاتحاد الدولي للمؤرخين، عن سعادته للتعاون مع مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية لتنظيم هذا المؤتمر الهام، مؤكدًا أهمية موضوع المؤتمر ورسالته، فالتسامح هو الأساس السليم للمجتمعات المتحضرة القائمة على احترام الإنسان وتقدير المساواة في الحقوق والمساواة بين الرجل والمرأة واحترام الآخر والاعتراف بحرية الفرد في التعبير المحترم.

وأكد أن الأطراف الرئيسية التي تسهم ببناء ثقافة السلام من حكومات ومنظمات مجتمع مدني ووسائل إعلام ونخب سياسية ومنظمات دينية مطالبون بدور فعال في مجال نشر وتعزيز قيم التسامح وثقافة السلام، وتفهم التنوع الثقافي والديني وتشجيع الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.

وأضاف: "لا بد من التأكيد على أن التسلح بثقافة التسامح ونبذ الحرب والعنف كفيلان بخلق بيئة مناسبة للإبداع والنمو الاقتصادي والتطور في شتى المجالات المادية والمعنوية".

يذكر أن المؤتمر يأتي بمشاركة مطرانية مراكز الشرقية والعاشر من رمضان للأقباط الأرثوذكس، والمركز الثقافي الفرنسيسكاني، ومعهد التثقيف اللاهوتي للعلمانيين الرسل - جونية، ومركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، وجامعة القادسية/ جمهورية العراق، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله/ المملكة المغربية.

يقام المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، ويشارك فيه نخبة من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش من المسئولين والقيادات الدينية المسيحية والإسلامية والمثقفين من مصر والعالم العربي. ويعرض المؤتمر أكثر من 130 ورقة بحثية يقدمها مجموعة من الباحثين من 14 دولة مختلفة.
 

IMG-20221122-WA0019
IMG-20221122-WA0019
IMG-20221122-WA0018
IMG-20221122-WA0018
IMG-20221122-WA0017
IMG-20221122-WA0017
IMG-20221122-WA0015
IMG-20221122-WA0015