رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اكتشاف أثري في أسوان يعكس توصل مصر القديمة لاتجاه الشمس وأشعتها

منطقة قبة الهوى
منطقة قبة الهوى

وجد الباحثون مقبرة في منطقة قبة الهوى في مصر بمحافظة أسوان التي تم توجيهها بدقة نحو شروق الشمس في فصل الشتاء، حيث سجلت الدورة الشمسية بأكملها المتعلقة بإعادة الميلاد، ويُعتقد أنه مكان استراحة حاكم مدينة الفنتين، حقيب عنخ، الذي عاش حوالي عام 1830 قبل الميلاد عندما حكمت الأسرة الثانية عشرة مصر، المقبرة هي أقدم مثال تم العثور عليه حتى الآن مع هذا التوجه المحدد للشمس.

وأكدت مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، أنه تم بناء القبر لالتقاط أشعة الشمس المشرقة بطريقة تغمر الضوء المكان الذي كان من المفترض أن يُنصب فيه تمثال الحاكم، حيث تم إجراء هذا الاكتشاف من قبل باحثين من جامعة مالقة (UMA) وجامعة خاين (UJA).

كيف حدد المصريون اتجاه أشعة الشمس

وتابعت أنه في بيان صحفي صادر عن اتحاد المغرب العربي أن القبر مُخصص للرقم 33 في مقبرة قبة الهوى وربما بناه الحاكم حقيب عنخ، وأفادت هريتدج ديلي أن قبة الهوى تقع على الضفة الغربية لنهر النيل مقابل مدينة أسوان، حيث استُخدمت قبة الهوى للتواصل بين الموتى من النبلاء والكهنة من المملكتين القديمة والوسطى لمصر القديمة، ويُقال إن الأسرة الثانية عشرة شكلت ذروة المملكة الوسطى، وهي فترة امتدت من عام 2030 قبل الميلاد تقريبًا إلى 1650 قبل الميلاد، بما في ذلك عهود السلالات الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.

وأضافت أنه تم التنقيب عن القبر من قبل علماء الآثار من UJA بين عامي 2008 و2018، ومنذ ذلك الوقت، تمت دراستها من قبل باحثين من تخصصات مختلفة، وأستاذة الهندسة المعمارية في UMA  Lola Joyanes، ارتبطت بالمشروع منذ عام 2015 ومنذ عام 2019 تابعت مسارًا بحثيًا مستقلاً، حيث درست عن كثب هندسة القبر والمناظر الطبيعية، لا سيما باستخدام الرسم والمسح التصويري.

وأشارت إلى أنه في دراستهم، استخدم الباحثون من UMA برنامجًا محددًا يسمى Dialux Evo يمكنه إعادة إنتاج موقع الشمس فيما يتعلق بالأفق في العصور القديمة، وبمجرد تحديد فترة إنشاء القبر، تمكنوا من استنتاج أن المصريين كانوا قادرين على حساب موقع الشمس واتجاه أشعتها لبناء آثارهم.

وأوضحت أنه كانت الأدوات المستخدمة لحساب الاتجاه المثالي لهذا القبر أساسية للغاية، وفي الواقع، كان هناك عمود بسيط يبلغ طوله حوالي متر، ومربع، وبعض الجلباب كافياً لتمكين المهندس المعماري المصري من تحقيق التوجيه الدقيق لمقبرة الدفن وموقع تمثال الحاكم.