رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خليفة الظاهرى: السلام صناعة الشجعان.. ومصر والإمارات لهما مبادرات عظيمة للسلم والتعايش «حوار»

د. خليفة الظاهري
د. خليفة الظاهري
  • الحرب دمار تعصف بالبشرية.. والحوار الوسيلة الوحيدة لحل النزاعات 
  •  نزعات الحرب لا تزال كامنة فى النفوس ومسئولية رجال الدين والسياسة معالجة الأفكار 
  • السلام قيمة عظمية وجليلة لذلك هو صناعة الشجعان 
  • لقاءات علماء الدين مثمرة لأنها تجمع حوار العقلاء والمفكرين
  • دعوات تجديد الخطاب الدينى صادقة وليست تصادمية 

قال الدكتور خليفة الظاهري، المدير التنفيذي لمنتدى أبوظبي للسلم في المجتمعات المسلمة، إننا اليوم ندعو إلى صوت الحكمة والعقل والسلام؛ لأن الحرب دمار وتعصف بالبشرية والنفس وقتل وإزهاق للأرواح، وما هي إلا زيادة في المجاعات والتحديات الأمنية والاقتصادية؛ لذلك ندعو إلى الوعي والعقل والحوار؛ لأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل النزاعات والمعارك، مشيرا إلى أن العالم اليوم كركاب السفينة ما يحدث بالشرق يؤثر بالغرب فيحدث تأثير شامل على جميع البشرية.

وأوضح في حواره لـ"الدستور"، أن الحروب الدائرة في أجزاء من العالم بينت أن نزاعات الحرب لا تزال كامنة في النفوس؛ لذا فإن من مسئولية القيادات الدينية كما رجال السياسة معالجة هذه الأفكار في النفوس والأذهان قبل أن تخرج إلى العيان.

وأكد «الظاهري» أن السلام هي صناعة الشجعان؛ لذلك ندعو إلى السلام العالمي والمجتمعي والنفس وهو قيمة جليلة ورفيعة وهو الحل الوحيد لحفظ البشرية، موضحا أن آليات تطبيقه يجب أن يسن قوانين تحميه، وأن نحتكم إلى صوت العقل والحكمة ولا نلجأ إلى التخريب والتدمير ونلجأ إلى الحوار فكل هذه سبل تعزز من قيمة السلام.

واستشهد بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا"، ويعني ذلك أن السلام هو أهم حق للبشرية.

وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تصنع المجالس كمجلس حكماء المسلمين والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ومنتدى تعزيز السلم، لتتيح للمفكرين العالميين والقادة الدينيين لأن يعبروا عن آرائهم وفكرهم وأطروحاتهم في قضية السلام وأن ينصروها في أنحاء العالم، لذا نجدد دعواتنا لتضافر الجهود لزيادة الوعي بقضية السلام.

وبين الظاهري، أن لقاءات علماء الدين مثمرة؛ لأنها تجمع حوار العقلاء والمفكرين ومنابر حقيقية تفند التطرف بصوت العقل الذي كنا نفتقده ولكن اليوم أصبح موجودًا في الإعلام والمنتديات الفكرية والحياة الأكاديمية، فهناك تقدم كبير ولكن هذه القضية تحتاج لمزيد الجهد.

No description available.

وأكد المدير التنفيذي لمنتدى أبوظبي للسلم في المجتمعات المسلمة، أن القيادات الدينية تخاطب العقول والقلوب وطموحها أن يؤثر هذا الخطاب في الساحة، وتتلقاه آذان واعية، وقلوب مصغية؛ ليتحول إلى إدراك يجعل الحكمة أساسًا، والتواضع منطلقا، والمصلحة هدفا، والترويج لقيم الحياة مبدأ، والقيم النبيلة قواعد للنظام العام، مشيرا إلى أن المنوط بالرد على أصحاب الفكر المتطرف القادات الدينية والإعلاميين والمفكريين والفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع، هذا الذي نشهده بمصر والإمارات.

وأوضح أن جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية نحو السلم والتعايش رائعة وطيبة ومصر لديها مبادرات عظيمة في التقارب والتعايش، والحوار الديني، لذلك نؤكد أنه خلال جهود القيادات الدينية مع غيرها بإمكاننا أن نوصل صوت الحياة، صوت الحكمة للأخذ بحجزات الناس عن القفز إلى أتون الحرب والفناء.

وأشار الظاهري، إلى أننا لو نظرنا إلى القرآن الكريم لوجدنا قوله تعالى: «لعلهم يتذكرون».. «لعلهم يعقلون».. «لعلهم يفقهون» وفي كتب التاريخ نجد المفكرين يستخدمون العقل فهو مصدر عظيم لشريعتنا الإسلامية لا يوجد صدام بين النص والعقل فيجب أن تكون حاضرة لغة العقل في الدكتور الجامعي والمفكر والعالم ورجل الدين والإمام والخطيب؛ لأن  تكامل العقل والنص سنصل به لحقائق كثيرة فالعقل مصدر رائع لمعرفة الحقائق والفهم.

وأكد أن دعوات تجديد الخطاب الديني صادقة؛ لأن هناك نصًا ثابتًا هو القرآن الكريم وهناك نصوص متغيرة ظنية، وأغلب الفقه بني على أسس ظنية وهذا يتغير بتغير الواقع والزمان والمكان، والدعوة لتجديد التراث صادقة ليست تصادمية لأننا نحن نستفيد من التراث وفي نفس الوقت نحاول أن نعيش واقعنا.