رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مومياء فرعونية حامل تكشف جوانب جديدة عن حياة المصريين القدماء

مومياء فرعونية حامل
مومياء فرعونية حامل

أعاد علماء أوروبيون بناء وجه امرأة مصرية توفيت قبل 2000 عام باستخدام بقايا مومياء لها، حيث اكتشف الباحثون أثناء تحليلهم أن المرأة التي أطلق عليها اسم "السيدة الغامضة" كانت حاملاً، ويعتقد العلماء، ومقرهم جامعة وارسو، أن المرأة كان عمرها يتراوح ما بين 20 و30 عامًا عندما توفيت، وأنها كانت من عائلة مرموقة وكانت حاملاً في طفلها في الإسبوع الـ 28 عندما توفيت قبل 2000 عام.

وبحسب موقع "بيست لايف" الأمريكي، فقد تم تحليل جمجمة المومياء وبقايا أخرى وقام العلماء بإنشاء صور لما كانت تبدو عليه المومياء أثناء حياتها، وهو الأمر الذي مكن العلماء من اكتشاف أسرار مدهشة عن المومياء وتفاصيل حياتها وموتها.

من كانت السيدة الغامضة؟

وأكد الموقع أنه في القرن التاسع عشر، تم اكتشاف السيدة الغامضة في المقابر الملكية في شمال مصر، وأرّخ العلماء الجثة إلى القرن الأول قبل الميلاد، وفي الأصل، كان يُعتقد أنها بقايا كاهن، ولكن في عام 2016، تم العثور على الجثة المحنطة.

وتابع أن جسدها كان ملفوف بعناية في الأقمشة ودُفن بالتمائم التي يعتقد أنها توفر الحماية في الحياة الآخرة، وقال مشروع مومياء وارسو على فيسبوك: "كان التحنيط تعبيرا عن الاهتمام الذي يحظى به للحفاظ على شخص ما في الحياة الآخرة".

ما قد تبدو عليه

وأشار الموقع إلى أن باحثون من جامعة وارسو، بمساعدة اثنين من المتخصصين في الطب الشرعي، استخدموا تقنيات ثنائية وثلاثية الأبعاد لإعادة بناء وجهها، وقال فنان الطب الشرعي هيو موريسون: "تُستخدم إعادة بناء الوجه بشكل أساسي في الطب الشرعي للمساعدة في تحديد هوية الجسم عندما تكون الوسائل الأكثر شيوعًا لتحديد الهوية مثل التعرف على بصمات الأصابع أو تحليل الحمض النووي فارغة".

وتابع "غالبًا ما يُنظر إلى إعادة بناء وجه الفرد من جمجمته كملاذ أخير في محاولة لتحديد هويته، ويمكن أيضًا استخدامه في سياق أثري وتاريخي لإظهار كيف كان يمكن أن يظهر القدماء أو الشخصيات الشهيرة من الماضي في الحياة."

وأضاف: "في سياق تاريخي، تساعد العملية على إعادة الحياة إلى الميت مجازيًا، مما يعزز الاحترام والحساسية للمتوفى إما موضوع البحث أو المعروض في المتاحف".

الجمجمة تستخدم لتصور وجه المرأة

وقالت شانتال ميلاني، عالمة أنثروبولوجيا الطب الشرعي الإيطالية وعضو في مشروع مومياء وارسو: "عظامنا والجمجمة على وجه الخصوص، تقدم الكثير من المعلومات حول وجه الفرد".

وأضافت "على الرغم من أنه لا يمكن اعتبارها صورة شخصية دقيقة، إلا أن الجمجمة مثل العديد من الأجزاء التشريحية فريدة من نوعها وتظهر مجموعة من الأشكال والنسب التي ستظهر في الوجه النهائي."

وتابعت: "الوجه الذي يغطي الهيكل العظمي يتبع قواعد تشريحية مختلفة، وبالتالي يمكن تطبيق إجراءات معيارية لإعادة بنائه، على سبيل المثال لتحديد شكل الأنف، وكان العنصر الأكثر أهمية هو إعادة بناء سماكة الأنسجة الرخوة في نقاط عديدة على سطح عظام الوجه. لهذا، لدينا بيانات إحصائية لمختلف السكان في جميع أنحاء العالم."

وقال الدكتور فويتشخ إيجزموند، عالم الآثار من الأكاديمية البولندية للعلوم: “بالنسبة للكثير من الناس، فإن المومياوات المصرية القديمة تثير الفضول ويميل بعض الناس إلى نسيان أن هؤلاء كانوا في يوم من الأيام أناسًا يعيشون حياتهم الفردية ويحبونهم ومآسيهم، ويمكننا القول إن خبراء الطب الشرعي يقدمون وجوهًا للبيانات العلمية، لذلك لم يعد الشخص بعد ذلك فضولًا مجهولاً في العرض”.

وكشفت عمليات المسح أيضًا عن معلومات تشير إلى سبب وفاة المرأة، حيث يقول الباحثون إنها ماتت على الأرجح بسبب سرطان البلعوم الأنفي، الذي يؤثر على جزء الحلق الذي يربط الممرات الأنفية بمؤخرة الفم، وتشير علامات غير عادية على الجمجمة إلى تأثرها بهذا النوع من السرطان.