رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: بايدن يسعى لوضع «حواجز أمان» مع الصين أثناء لقائه شى

بايدن
بايدن

يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جينبينج في بالي، الإثنين، آملًا في وضع "حواجز أمان" للعلاقات بين البلدين، في وقت تعقد الاقتصادات العشرين الكبرى في العالم أول قمة رئيسية لها بعد تفشي الوباء.

وسيكون هذا اللقاء الشخصي الأول لبايدن مع شي منذ وصول الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض. وكان الرجلان قد التقيا في العام 2017، عندما كان بايدن نائبًا للرئيس.

ويأتي لقاء الرئيسين في وقت تتزايد حدّة التنافس بين الاقتصادين الكبيرين، وبينما أصبحت بكين أكثر قوة وإصرارًا على استبدال النظام الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحمل المحادثات على هامش مجموعة العشرين رياحًا من الحرب الباردة، بينما أكد بايدن أنّه سيسعى إلى تحديد "خطوط حمراء" في العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين.

وقال مسئول كبير في البيت الأبيض للمراسلين، قبل ساعات من الاجتماع، إنّ الهدف الأساسي هو وضع "حواجز أمان" و"قواعد واضحة للطريق". وأضاف: "نقوم بكل ذلك لضمان ألا تتحوّل المنافسة إلى نزاع".

ومن المتوقع أن يدفع بايدن الصين إلى كبح جماح حليفتها كوريا الشمالية بعد سلسلة قياسية من التجارب الصاروخية التي أثارت مخاوف من أن تُجري بيونج يانج قريبًا تجربتها النووية السابعة.

ولكن قد لا يكون شي، الذي عقد آخر قمة له مع الولايات المتحدة عندما التقى دونالد ترامب في العام 2019، في مزاجٍ للمساعدة. وهو يصل إلى القمة مدعومًا بحصوله على ولاية ثالثة تاريخية في المنصب، مما عزّز دوره باعتباره أقوى زعيم صيني منذ أجيال.

كذلك، يصل بايدن مدعومًا بأداء أفضل من المتوقّع لحزبه الديمقراطي في انتخابات منتصف الولاية التي احتفظ فيها بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، على الرغم من أنه لا يزال ضعيفًا في السياسة الداخلية.

وتُفتتح قمة مجموعة العشرين في بالي، الثلاثاء، وتأتي في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في جميع أنحاء العالم، وفيما لا تزال أوكرانيا غارقة في الصراع، فضلًا عن التهديد بالحرب النووية الذي يلقي بظلاله.

وسيكون هناك غياب واضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن طاولة الاجتماعات، فقد جعل غزوه لأوكرانيا المستمر منذ تسعة أشهر، رحلة بالي صعبة لوجستيًا ومشحونة سياسيًا.

واختار بوتين بدلًا من ذلك إرسال وزير الخارجية المخضرم سيرجي لافروف، في الوقت الذي يتشاجر فيه أعضاء دائرته المقرّبة علنًا، وبينما باتت سلطته ملطّخة بعدما كانت توصف بالحديدية.

رسميًا، لن تكون الحرب في أوكرانيا ولا تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية مدرجة على جدول أعمال القمة. ولكن رغم أنّ رجل الاستخبارات السوفياتية السابق لن يكون حاضرًا على طاولة القمة، إلّا أنّ حربه ستكون بالتأكيد على القائمة.

ويأتي ذلك فيما أثر ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء على أعضاء مجموعة العشرين الأكثر غنى والأكثر فقرًا على حد سواء- الأمر الذي يغذّيه النزاع في أوكرانيا.

والإثنين، أعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، أنّ إنهاء الحرب في أوكرانيا "هو واجب أخلاقي، وهو ببساطة أفضل ما يمكن فعله للاقتصاد العالمي".

كذلك، قال رئيس الحكومة البريطانية، ريشي سوناك، قبل توجّهه إلى بالي، إنه "سيندّد بنظام بوتين ويكشف عن تجاهله التام للتعاون الدولي".

ومن المحتمل أن تخضع روسيا لضغوط من أجل تمديد الاتفاق الذي يسمح بشحن الحبوب والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود، عندما تنتهي الاتفاقية الحالية في 19 نوفمبر.

كحدّ أدنى، قد يود بايدن وحلفاؤه أن يشهدوا تأكيد مجموعة العشرين لبوتين أن الحرب النووية غير مقبولة.
وقال شي، في اجتماع عُقد أخيرًا مع المستشار الألماني أولاف شولتز، إنّ الحرب النووية لا يمكن أن يفوز فيها أحد ويجب أن لا تُخاض أبدًا.

ولكن بيانًا واضحًا بهذا الشأن، من المتوقع أن يواجه عرقلة بسبب مزيج من المعارضة الروسية وعدم استعداد الصين لخرق الصفوف مع حليفها في موسكو أو منح فوز لواشنطن.

وكانت مجموعة العشرين مكانًا مناسبًا أكثر لمناقشة الشئون المالية والاقتصاد بدلًا من القضايا الأمنية.
وقد تفضّل موسكو أن يبقى الأمر كذلك.

وقال وزير الخارجية الروسية، الأحد: "نرفض رفضًا قاطعًا عسكرة قمة العشرين"، الأمر الذي يقدّم لمحة عما قد يدلي به لافروف أثناء القمة.

وفشلت الاجتماعات الوزارية لمجموعة العشرين التي سبقت القمة في الاتفاق على بيان نهائي مشترك. وفي هذا السياق، قال مسئولون إندونيسيون الإثنين إنّ هذا الأمر يبقى "عملًا قيد التقدّم" و"هدفًا رئيسيًا" للقمة.

وقال وزير الحكومة الإندونيسية، لوهوت ينسار باندجايتن، الأحد: "صدقًا، أظنّ بأنّ الوضع العالمي لم يكن أبدًا بهذا التعقيد".

وأضاف: "إذا لم يصدر قادة (مجموعة العشرين) في النهاية بيانًا رسميًا، فلا بأس بذلك".