رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مُرت مورا المعترفة

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية، اليوم، برئاسة الأنبا جورج شيحان، بذكرى مُرت مورا المعترفة.

وكان تيموثاوس شاباً صغيراً قارناً بالكنيسة بأنصنا، تزوج بفتاة تقية تدعى مورا. وبعد زواجها بـ 20 يوماً طلب الوالى أريانا من تيموثاوس أن يسلم ما لديه من كتب الكنيسة لحرقها وأن يجحد مسيحه واستدعى زوجته كى تثنيه عن رأيه كى يجحد ايمانه فسمعت منه مورا وحاولت تجتذبه لكى ينكر حتى لو بالظاهر، فوبخها وقال لها أنه توقع أن تأتى لتشاركه أكليل المجد. فتأثرت وبكت كثيراً وأعلنت ايمانها. فعذبهما الوالي عذابات شديدة وامر بصلبهما مقابل بعض ليزيد الامهما لكنهما تمتعا برؤية سماوية مجيدة وبعد 9 أيام اسلما الروح. 

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد صلّى مخلّصنا هذه الصلاة لأبيه من أجل تلاميذه: "لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم"؛ وأيضًا: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك". إنّ هذه الصّلاة تتحقّق كاملةً فينا عندما يمرّ الحبّ الكامل الّذي "أحبّنا فيه الله أوّلاً" في حركة قلبنا نفسها بحسب غاية صلاة ربّنا هذه.

يحصل ذلك عندما نكرّس كلّ حبّنا، كلّ رغبتنا، كلّ قوانا، كلّ سعينا، كلّ فكرنا، كلّ ما نعيشه، وكلّ ما نتكلّم عنه، كلّ ما نتنفّسه، لله وحده؛ عندما تمرّ الوحدة الموجودة بين الآب والابن وبين الابن والآب في نفسنا وفي قلبنا – أي عندما نقتدي بالمحبّة الحقيقيّة، الطاهرة والأبديّة الّتي يحبّنا إيّاها، نصبح متّحدين معه نحن أيضًا في محبّة مستمرّة وثابتة، ومتعلّقين به لدرجة أنّ كلّ تنفّسنا، كلّ فكرنا، كلّ لغتنا لا تكون إلاّ هو. هكذا، نصل إلى الغاية... الّتي تمنّى الربّ في صلاته أن يراها تتمّ فينا: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك... لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني... يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون". 

هذا ما هو مُعَدٌّ لِمَن يُصلّي في الوَحدة، وهذا ما يجب أن يوجِّه إليه كلَّ جهوده: أن ينال نعمة الحصول، منذ هذه الحياة، على تصوّر للنّعيم المستقبليّ، وعلى تذوُّق مُسبَق، في جسده المائت، لحياة السماء ومجدها.