رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء فى الأمم المتحدة يرسمون «الخطوط الحمراء» للتمويه الأخضر

الأمم المتحدة
الأمم المتحدة

وضع خبراء في الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، "خطوطا حمراء" واضحة لمكافحة التمويه أو الغسل الأخضر من جانب أطراف، خاصة تقوم بوعود واهية عن الحياد الكربوني.

 

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بعمل مجموعة الخبراء هذه التي شكلها خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ السابق "كوب 26"، مؤكدا أن هذه الوعود المقطوعة "غالبا ما تتخللها فجوات كبيرة إلى حد يمكن لصهريج ديزل أن يمر عبرها".

 

وأكد جوتيريش، أنه "يجب ألا نتساهل بتاتا حيال التمويه الأخضر على صعيد الحياد الكربوني".

 

وقد توصل الخبراء الثمانية عشر في غضون أشهر قليلة إلى "تعريف عالمي للحياد الكربوني" وطريقة لتقييم درجة صدقية الأطراف الأخرى من غير الدول التي قطعت من وعودا في هذا المجال.

 

والشرط الرئيسي لهذه الصدقية هو الابتعاد عن "النشاطات المدمرة للبيئة" ولا سيما كل ما يمكن أن يؤدي إلى قطع أشجار الغابات والتخلي التدريجي عن مصادر الطاقة الأحفورية المسؤولة عن الاحترار المناخي.

 

وشدد التقرير على أن المدن والمناطق والهيئات المالية والشركات "لا يمكنها القول إنها حققت الحياد الكربوني مع استمرارها بالاستثمار في مصادر جديدة للطاقة الأحفورية".

 

كما شدد التقرير على أن المدن والمناطق والهيئات المالية والشركات "لا يمكنها القول إنها حققت الحياد الكربوني مع استمرارها بالاستثمار في مصادر جديدة للطاقة الأحفورية".

 

فكل هذه الالتزامات يجب أن تحترم السيناريوهات التي وضعها الخبراء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذين يرون أنه لتحقيق هدف حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية يجب الوقف الكامل لاستخدام الكربون الذي لا يرافقه احتجاز الكربون فيما استخدام النفط  والغاز يجب أن ينخفض بنسبة 60 و70% على التوالي بحلول العام 2050 مقارنة بمستويات العام 2019.

 

تمويه سام

قالت لوسي بينسون من منظمة "ريكلايم فايننس" غير الحكومية، إنه "في حين تنفق المصارف التي تدعي أنها وصلت إلى الحياد الكربوني مليارات الدولارات في مشاريع طاقة احفورية جديدة من المشجع جدا أن تضع هذه المجموعة النقاط على الحروف".

 

وشدد جوتيريش على أن "استخدام التعهدات بتحقيق الحياد الكربوني لتغطية عمليات توسع كبيرة في الطاقة الأحفورية أمر مدان"، مضيفا "محاولة التمويه هذه قد تسقط العالم في الهاوية المناخية. يجب وقف هذا الاحتيال السام".

 

وقال مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن اسمه "الشركات العاملة في قطاع الطاقة الأحفورية ينبغي عليها على الأرجح مراجعة أساس نشاطها"، مشيرا إلى أن البعض منها بدأت عملية الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.

 

ومن بين الشروط اللازمة للتمتع بالصدقية في مجال الحياد الكربوني، خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أدنى مستوى ممكن وليس تعويضها بشراء "رصيد كربون" من خلال تمويل مشروع لخفض الانبعاثات مثل إعادة تشجير غابة.

 

وقالت كاثرين ماكينا رئيسة مجموعة الخبراء هذه لوكالة فرانس برس، إنه "لا يمكن ببساطة شراء أرصدة كربون بسعر زهيد" وتفتقر إلى "الصدقية" أحيانا.

 

وأضافت "إذا أراد الشخص الحصول على العلامة الأفضل فلا يكفي أن يحضر الصفوف. بل عليه أن يجهد ولا يمكنه دفع المال لشخص آخر ليقوم بالعمل مكانه".

 

راجعوا التزاماتكم

ورأى التقرير أن الوعود الطويلة المدى يجب أن تترافق مع خطة دقيقة مع أهداف محددة لكل خمس سنوات. 

 

ويجب أن تشمل كذلك كل نشاطات الشركة، من نشاطات مباشرة (النطاق الأول) واستهلاك الكهرباء (النطاق الثاني)، فضلا عن أي انبعاثات غير مباشرة قبل الإنتاج وبعده وصولا إلى الوقود الذي يستخدمه سائقو السيارات في شركة نفطية (النطاق الثالث).

 

وتفيد منصة "نيت أكشن تراكر"التي تساهم فيها عدة مراكز أبحاث أن 90% من إجمالي الناتج المحلي العالمي مشمول راهنا بوعود حياد كربوني.

 

إلا أن الكثير من هذه الوعود "ليست على المستوى المطلوب أو أنها لا تتضمن كل المعطيات".

 

وأكد جوتيريش أن الرسالة الموجهة إلى رؤساء الشركات أو رؤساء البلديات "واضحة"، مضيفا "احترموا هذه المعايير وراجعوا خطوطكم التوجيهية من الآن وعلى أبعد تقدير بحلول موعد انعقاد كوب 28" بعد سنة من الآن.

 

ودعا الحكومات أيضا إلى "بناء إطار تنظيمي" استنادا إلى هذه التوصيات.

 

وقال ويل إيتشيسون من مركز الدراسات "إنفلونس ماب"، "إعلان اليوم منعطفا حاسما للضغوط التي تمارسها الشركات وكانت تشكل عائقا أمام تحرك الحكومات".