رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف للطلاب الوافدين: علينا ترجمة ما نتعلمه إلى سلوك عملي في واقع الحياة

وزيرة الأوقاف مع
وزيرة الأوقاف مع أئمة الإسكندرية والطلاب الوافدين

افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، المعسكر التثقيفي للطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف المسجلين على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اليوم الجمعة، تحت عنوان: "السلام مع النفس والبيئة والكون"، وذلك بحضور الشيخ سلامة محمود عبد الرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية، والشيخ نور الدين قناوي رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

IMG-20221104-WA0051

وفي كلمته أكد وزير الأوقاف أن ما شهدناه من تطوير لأحد المساجد الكبرى يأتي في إطار خطة وزارة الأوقاف لعمارة بيوت الله (عز وجل) قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ"، وأننا إن صدقنا النية مع الله (عز وجل) في تهيئة بيوت الله للقائمين والراكعين والساجدين والذاكرين ولدروس العلم الشرعي الصحيح فذلك فضل عظيم من الله وهي نعمة تستحق منا الشكر.

IMG-20221104-WA0047

وأوضح أن سلام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين لابد وأن ينطلق من حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِه"، وأن يترجم إلى واقع ملموس في حياتنا، وهذا من لوازم الإيمان ومن علاماته فالمؤمن لا يحقد ولا يغش ولا يخون ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ويعلم أن كل شيء عند الله بقدر ومقدار، يعطي متى شاء ما يشاء لمن يشاء ويمنح ما يشاء متى يشاء لمن يشاء ويقبض عن من يشاء ما يشاء متى يشاء، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"، وهذا يعني أنه إذا أراد الله لك خيرا ووقفت الدنيا كلها لتحول بينك وبين هذا الخير فلن يستطيع أحد أن يوقفه، وإن حاربتك الدنيا لتمنع فضل الله عنك لن تستطيع أن توقفه لأن الله (عز وجل) يقول: " إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ"، فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، يقول الشاعر: لا تخضعنْ لمخلوقٍ على طمعٍ فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدين لن يقدر العبدُ أن يعطيك خردلةً
إلاّ بإذن الذي سوَّاك من طينِ.

IMG-20221104-WA0046

وأشار إلى أهمية استخدام نعم الله سبحانه في الخير، فإن استخدمك الله في نعمة من النعم أو في خير فصنته بورك لك فيه، قال تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" بعض الناس كان يحملها على الإنفاق فقط والحقيقة أنها تشمل العلم والإنفاق وسائر وجوه الخير، وشكر النعمة يكون من جنسها، فصاحب المال ينفق من ماله وصاحب العلم ينفق من علمه وصاحب الوظيفة يتقي الله في وظيفته ويراقب الله، قبل أن يراقب الخلق، وشكر النعمة أن تقوم بحقها وبالوفاء بها على أكمل وجه ممكن وعلى النحو الذي يرضي الله، ويحقق مرضاته سبحانه.

IMG-20221104-WA0050

كدًا أنه لم يخلص أحد لعمله إلا وأكرمه الله سبحانه في أمر دينه ودنياه، ناصحًا أبناءه من الطلاب الوافدين بالجد والاجتهاد في طلب العلم، مؤكدًا علينا أن نترجم هذا العلم وهذه الدعوة إلى سلوك عملي في واقع الحياة.