رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملك البحرين يستقبل شيخ الأزهر فى قاعدة الصخير الجوية

جانب من الجلسة
جانب من الجلسة

استقبل الملك أحمد بن عيسى آل خليفة، ملك المملكة البحرينية، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين البحرينيين، فور وصول فضيلته منذ قليل مطار قاعدة الصخير الجوية بمملكة البحرين.

وأكد ملك مملكة البحرين أنَّ جهود شيخ الأزهر في نشر ثقافة الأخوة الإنسانية والسلام العالمي وحوار الأديان؛ تؤتي ثمارها بشكل ملحوظ، وأن ما يقوم به فضيلته منذ سنوات هو محل تقدير من كل القادة والحكماء حول العالم، وبخاصة في مملكة البحرين، حيث تتلاقى أهدافنا جميعًا في العمل من أجل الإنسانية، والتعايش بين البشر.

من جانبه، أعرب الإمام الأكبر عن سعادته بالتواجد في بلده الثاني مملكة البحرين، ولقاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤكدًا تقديره لما يقوم به جلالة الملك في خدمة شعبه، ودعمه لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وجهود جلالته في نشر السلام محليا وعالميا.

من جهة أخرى، قال المطران هيرومونك جريجوري ماتروسوف، رئيس المجلس البطريركي للتواصل مع المسلمين في روسيا، إن هناك العديد من الأمثلة الناجحة حول العالم لكيفية إيجاد أرضية مشتركة والعيش بسلام على الرغم من الاختلافات، لكن لسوء الحظ علينا أن نعترف بأن العالم، لسبب أو لآخر، على وشك كارثة أقرب من أي وقت مضى في التاريخ.

وأكد خلال كلمته بالجلسة الرئيسة في ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب" أن الوقت لا يسمح باستهلاك الوقت في تحديد المخطئ لإلقاء اللوم عليه، ولكن يجب على الجميع توحيد الجهود لإيجاد طريقة للخروج من الوضع الحالي، والعمل على سد الثغرات الموجودة في سفينتنا المشتركة، لافتًا إلى أن الخبرات الفكرية والعلمية والثقافية وغيرها من الخبرات الغنية جدًا التي تراكمت على مدى آلاف السنين، والتي سمحت للإنسانية بتحقيق أعلى أهداف الحياة البشرية، ليست في حد ذاتها ضمانًا للسلام، فهناك للأسف أطراف خارجية لا تؤمن بالسلام أساسا التعايش ولا تريد سلام الشعوب ولا ازدهارها.

أشار المطران الروسي إلى أن عدد المسلمين والمسيحيين يبلغ نصف سكان العالم أي حوالي 4 مليارات نسمة، لذا فإن العثور على نقاط الاتفاق والتواصل بين هاتين الديانتين العظيمتين هو أهم مَهمة في تاريخ العالم كله، وهذا الأمر الذي أطرحه ليس بجديد ولكن تحقيقه وتنفيذه عمليا ما زال صعب التحقيق ويبقى مهمة ذات أولوية جوهرية.

وعرض المطران الروسي خلال كلمته إيجازًا لأسس التعايش السلمي، وقال إن هذه الأسس جاءت من رحم تعاليم المسيحية والإسلام، مستعرضًا نصوص الإسلام والمسيحية التي تشير إلى أن أهم قيمة يجب أن تشاركها الأديان وتبرهن عليها، وهي أنه بدون عبادة الإله وجعله في مركز الحياة البشرية، لا يمكن تحقيق السعادة والرفاهية، وتؤكد الأديان على القيم العائلية فيدين الإنجيل والقرآن بشدة الانحرافات عن العلاقات الأسرية التقليدية، ولكن للأسف هناك تيار نشط الآن من الدعاية التي تهدف إلى تدمير الأسرة التقليدية وإفساد العلاقة التقليدية بين الرجل والمرأة.

وتابع أن الأديان تؤكد التسامح الديني، ولكن لسوء الحظ أيضًا  نشهد في العقود الأخيرة علامات على رهاب المسيحية وكراهية الإسلام بشكل أكثر وضوحًا في جميع أنحاء العالم، ورغم الجهود الدبلوماسية التي تميل إلى إسكات مثل هذه المظاهر إلا أن التمييز الديني لا يزال موجودًا ومنتشرًا، ولن يؤدي الجهل والقمع المتعمد لمبادئ هاتين الديانتين إلا إلى التطرف والكراهية.

وفي ختام كلمته، أكد رئيس المجلس البطريركي للتواصل مع المسلمين في روسيا أهمية إيجاد نقاط الاتصال بين الإسلام والمسيحية في مجالات متعددة، وضرورة استمرار التفاعل والتعاون في المجالات الإنسانية والثقافية حيث إنها من الأولويات المطلقة، كما أن إيجاد مشروعات محددة وإمكانية تنفيذها، وكذلك توسيع نطاق التعاون بين الدول والمنظمات الدينية المختلفة والناس العاديين، هي أيضًا مسألة مهمة وحيوية في عصرنا، والتجارب النظرية والعملية الثرية للتفاعل وثيق الصلة بين المسيحية والإسلام يجب أن تجعلهما حلفاء قادرين معًا على حل مشكلات الأمن العالمي ودعم استمرار تاريخ البشرية.

وتستضيف العاصمة البحرينية المنامة ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.