رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري ميلاده.. أبرز المعلومات عن الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي

الأنبا باسيليوس مطران
الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي

يوافق اليوم، ذكرى ميلاد الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي الراحل، وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي أنه لقد كان للمتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس الراحل، دورا كبيرا في الدفاع عن الممتلكات القبطية في القدس بصفة عامة ودير السلطان بصفة خاصة، كما كان له دور كبير في تطوير التعليم الديني في الكنيسة القبطية خصوصا في مجال تاريخ الكنيسة حتى اختاره  الدكتور عزيز سوريال عطية  ضمن قائمة المحررين في الموسوعة القبطية.

وأوضح عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، أنه ولد باسم سامي تاوضروس جرجس، في 1 نوفمبر 1923 بمدينة أسيوط من أبوين تقيين  وكان ترتيبه الخامس وسط كل أخوته، وتابع ولقد أظهر نبوغا كبير في مراحل دراسته الأولى، وعندما حصل على شهادة البكالوريا، انتقل للقاهرة وأظهر رغبة قوية في الالتحاق بالكلية الاكليركية فتقابل مع المتنيح الأرشيدياكون حبيب جرجس، وأبدى رغبته في الدراسة بالكلية فاعتذر الارشيدياكون نظرًا لبدء الدراسة منذ حوالي شهرين .

واستكمل "كامل"،  نظرًا لصغر سامي تاوضروس فألح عليه وطلب منه السماح له بالالتحاق بالكلية الاكليركية، ولو رسب ولو في مادة واحدة يحق له فصله نهائيا فقبل الارشيدياكون حبيب جرجس التحدي، وكانت المفاجأة ان الطالب سامي تاوضروس نجح بامتياز في السنة الأولي من  بدء الدراسة وقبل التحدي  واستمر في النجاح في الدراسة حتي تخرج من الاكليركية عام 1943.

- عمله مدرسا

وتابع وبعد تخرجه عمل مدرسا للدين بمدرسة رزق الله مشرقي الثانوية بجرجا خلال السنوات، أنشأ خلالها مدرسة رزق الله مشرقي الإبتدائية، وصار ناظرا لها وفي نهاية عام 1946 اشتاقت نفسه للرهبنة  وتوجه إلى دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وترهب باسم الراهب كيرلس الأنطوني.

 وأضاف نظرا لنبوغه الشديد في الدراسات اللاهوتية بصفة عامة وتاريخ الكنيسة بصفة خاصة  جاءته الفرصة لدراسة الدكتوراة في جامعة تسالونيكي باليونان بناء على تزكية من المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس فيما بعد  وكان موضوع رسالة الدكتوراة عن« مشروع اتحاد الكنائس المسيحية عند هرقل»، ولقد حصل بالفعل علي درجة الدكتوراة في 6 فبراير 1959 وعاد إلي ارض الوطن في 1 أبريل 1959 ؛ حيث عمل استاذا لمادة تاريخ الكنيسة في الكلية الاكليركية . 

وتمت رسامة البابا كيرلس في 9 مايو 1959 وكانت باكورة رساماته هي رسامة القمص كيرلس الانطوني مطرانا للكرسي الأورشليمي تحت أسم "الأنبا باسليوس  " وكان ذلك بتاريخ 7 يونيو  1959 نظرا لحصوله عل درجة الدكتوراة من جامعة تسالونيكي من جهة  ونظرا إجادته التامة للغات الإنجليزية والفرنسية واليونانية والقبطية.

- أهم  إنجازاته في القدس 

وأوضح عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي أنه من أهم إنجازاته في القدس هو تسديد الديون وترميم الكنائس وبالأخص كنيسة الأنبا أنطونيوس وكان في مقدمة المساهمين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأنشأ نيافته دير السيدة العذراء بيت لحم  ليتمكن الاقباط من الصلاة داخل كنيسة المهد . مشيرًا إلى أنه قام بإنشاء وتدشين العديد والعديد من الكنائس في إيبارشياته،  وكان لكل كنيسة قصة ورائها كفاح طويل أخذت الكثير والكثير  من وقته وصحته . 

- جهوده من أجل دير السلطان 

أما عن جهوده من أجل دير السلطان قال عضو اللجنة البابوية في دراسة له: أنه كان النزاع بين الأقباط والأحباش حول دير السلطان قائما منذ القرن التاسع عشر الميلادي تقريبا  فلقد أرسل نيافته خطابا إلي البابا كيرلس السادس بتاريخ 12 اغسطس 1959 يخبره فيه أن الأحباش قدموا التماسًا الي السلطات الأردنية يطالبون فيه بملكية دير السلطان ؛وفي 26 أغسطس 1959 وصل نيافته خطابًا من محافظ القدس يطلب فيه تزويده بكل الممتلكات الخاصة بملكية الاقباط لدير السلطان فرد عليه نيافته في اليوم التالي مباشرة بخطاب يثبت فيه حق الأقباط التاريخي في ملكية الدير وأستمرت المفاوضات بين جميع الأطراف بين شد وجذب  ولكن بعد نكسة يونية 1967 وسقوط مدينة القدس في يد العدو الصهيوني.

ظروف وفاته 

أما عن ظروف وفاته قال عضو اللجنة البابوية: أنه في يوم 24 سبتمبر 1991 وصل نيافته إلي كاتدرائية العذراء بعمان وفي اليوم التالي تأخر الوقت ولم يخرج نيافته من غرفته علي غير عادته فقاموا بفتح الغرفة ليجدوا نيافته في حالة غيبوبة كاملة  ،فقاموا  بنقله فورا الى المستشفى وبأمر من جلالة الملك حسين نقله إلى أكبر مستشفى ملكي في الأردن ولكنه تنيح في 13 أكتوبر 1991 عن عمر يناهز 68 عاما . 

وتم نقل جثمانه إلى مدينة القاهرة ووصل إلى رابطة القدس في 14 أكتوبر 1991 وتمت الصلاة على الجثمان بكاتدرائية العذراء بالزيتون، في يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 1991 وقام قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث برئاسة صلوات الجناز بحضور عدد كبير من الآباء المطارنة والاساقفة والوزراء والسفراء وكبار رجال الدولة ، ثم نقل إلي دير الأنبا أنطونيوس وتم دفن جثمانه هناك.