رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل فوات الأوان


أراد أحد الشباب أن يتزوج ابنة أحد المزارعين فذهب إليه  ليطلب يدها، فنظر إليه المزارع وقال له: 
يا بني أنا موافق ولكن هناك اختبار صغير ينبغي أن تقوم به، اذهب وقف في هذا الحقل، وسأقوم بإطلاق سراح ثلاثة ثيران الواحد تلو الأخر وإذا تمكنت من إمساك ذيل أي واحد من الثيران الثلاثة يمكنك أن تتزوج ابنتي.
وافق الشاب وذهب ووقف  في الحقل في انتظار أول ثور، فجأة فتح المزارع باب الحظيرة وخرج أكبر ثور رآه الشاب في حياته وبدت على الثور علامات الشر، فارتبك الشاب وقرر أن يترك الثور يمر وأن ينتظر الثور التاني وقال لعله يكون أكثر هدوءً من هذا الثور القوي الشرس.
وللمرة الثانية فتح المزارع باب الحظيرة ورأى الشاب ما لا يصدقه عقل، رأى أمامه ثورًا هائجًا لم يشهد قط أكبر وأعنف منه في حياته، ووقف الثور يحفر في الأرض بقدمه بعنف ويصدر أصواتًا عالية صاخبة ويسيل لعابه وهو ينظر إلى الشاب.
فما كان من الشاب إلا أن ترك هذا الثور أيضًا يمر دون أن يقترب من ذيله وقال في نفسه إنه أيا كان الثور الثالث فمن المؤكد أنه لن يكون أسوأ من هذين الثورين الشرسين ولذلك لابد من الإمساك بذيله لأنها الفرصة الأخيرة.
وفجأة فتح المزارع الباب للمرة الثالثة وخرج الثور الثالث ولما فتحت البوابة ظهرت على وجه الشاب ابتسامة حين شاهد أضعف وأهزل ثور رآه في حياته وقال في نفسه هذا هو الثور المناسب تمامًا؛ فوضع نفسه في المكان المناسب وقفز على الثور وهو يجري ومد يده للإمساك بذيله، ولكنه فوجئ بأن الثور الهزيل بلا زيل. 
وضاعت الفرصة ورسب الشاب في الاختبار ومن ثم لم يتزوج بالفتاة التي أحبها
عزيزي القاريء إن الحياة التي نحياها مليئة بالفرص بعضها سيكون من السهل اقتناصه والبعض الآخر ربما يكون صعب الاقتناص ولكننا عندما نسمح بضياع الفرص وتمريرها دون انتهازها ربما يكون من الصعوبة الحصول عليها مرة أخرى فالفرصة التي تضيع لا تعود فإنها تمضي بلا رجعة ولا تكون متاحة لنا مرة أخرى، فلنعمل قدر جهدنا على اقتناص الفرصة الأولى دون تسويف قبل فوات الآوان.