رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشرفو «مسرح الشمس»: التدريب فجّر مواهبهم.. وصنعنا معهم عروضًا مبهرة

مسرح الشمس
مسرح الشمس

أبطال مسرح الشمس: اكتسبنا مهارات عديدة.. ونتمنى أن تعمم التجربة

مسرح الشمس يقدم العديد من الورش والعروض المسرحية، التى تثرى فن المسرح وتدعم المواهب، خاصة من ذوى الهمم الذين يقدمون عروضًا مبهرة على خشبته.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من مشرفى ومدربى وأولياء أمور نجوم ذلك المسرح، لـ«الدستور»، عن أبرز الإنجازات التى تحققت فى تدريب ذوى الهمم على خشبة المسرح، متطرقين إلى أبرز الأنشطة التى تتم داخل المكان وغيرها من التفاصيل.

نشوى حسن، المشرف الفنى بمسرح الشمس، تحدثت عن أهمية دمج ذوى الاحتياجات، قائلة إن هناك توجهًا عامًا للدولة أن يشارك ذوو الهمم فى بناء وطنهم، لذا فإننا نقدم عروضًا مسرحية ليست لذوى الاحتياجات فقط، لكنهم يشاركون فيها مع أشخاص أصحاء بغرض الدمج كشركاء فى الإبداع.

نشوى حسن

وأضافت أن كلًا يشارك حسب قدراته، سواء فى التمثيل أو كمساعد إخراج وغيره، ولا نتعامل معهم باعتبار أنه ينقصهم شىء، فهم متميزون ولديهم مواهب خارقة، والفنون تُخرج منهم طاقات مختلفة، وتشعرهم بأهميتهم كما تشعر ذويهم بأنهم فاعلون. 

وعن طبيعة عملها كمشرف فنى بمسرح الشمس، قالت: «أتحرى الدقة والانتقاء الجيد فى اختيار مدربى الورش المختلفة، ونعتمد على المتخصصين فى التعامل معهم، ونقيّم المدرب عقب انتهاء الورشة ومتابعة التدريب بشكل دقيق».

وتحدث المخرج يوسف أبوزيد عن دوره فى فرقة مسرح الشمس، قائلًا: «تم تأسيس المسرح ليكون بمثابة معمل لكل المواهب فى الفنون المختلفة ومنها المسرح، ومنذ هذا الوقت تعاملت مع ما يقرب من ١٢٠٠ فرد من ذوى الهمم فى ٧  عروض مسرحية».

وأضاف: «اكتشفت أن ذوى الاحتياجات لا ينقصهم شىء مثلهم مثل أقرانهم الأسوياء، بل يتفوقون عنهم فى بعض الأحيان، فأصحاب الإعاقة البصرية فى الغالب يتمتعون بأصوات ساحرة، وكذلك هناك ممثلون متميزون، والتحقوا بالمعهد العالى للفنون المسرحية».

وأوضح أن هناك منهم من التحق بالكونسرفتوار وأصبحوا عازفين، ومنهم الفنانة نيرة عصام أفضل عازفة فلوت، وهناك نماذج أخرى متعددة فى مجالات مختلفة، لافتًا إلى أن مسرح الشمس استطاع توفير مجموعة من الورش تحت إشراف طبى، مشيرًا إلى أهمية إقامة مسرح مثيل فى كل المحافظات لاستثمار طاقاتهم الإبداعية وتفعيل دورهم كترس مهم فى عجلة التنمية.                      

أما المخرجة أميرة شوقى أول مَن قدمت عرضًا لفرقة مسرح الشمس، فتحدثت عن تجربتها قائلة: «مسرح الشمس هو النافذة الوحيدة داخل البيت الفنى للمسرح ووزارة الثقافة التى تحول أولادنا من مجرد هواة إلى محترفين، فالمسرح بمثابة المفرخة التى تكشف عن طاقات ذوى الهمم، عبر التخطيط الجيد والإدارة الجيدة».

وعن تجربتها مع ذوى الهمم قالت: «أعمل بطريقة مختلفة مع ذوى الهمم تهدف إلى علاجهم، كما أعمل على ذويهم أيضًا، فأعمل على التراث والموروث، وكيف يتعرف أبناؤنا على عادات وتقاليد وثقافات، وكيف نبنى لديهم ثقافة فنية، وقدرة على التعبير، نقدم عروض رقص حركى للإعاقة الحركية ومبتورى القدم، وهم يشاركون فى احتفالية (قادرون باختلاف) التى تقدم فقراتها أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى».

وتابعت: «قدمت نوعًا جديدًا من المسرح، وهو مسرح نوعى، عبارة عن عرض يقدمه ذوو الإعاقة الذهنية لذوى الإعاقة السمعية والبصرية، وهى تجربة جديدة ومختلفة، وأخيرًا استغلال هذه الطاقات يرجع إلى ثلاثة محاور مهمة: التأهيل والتدريب والتطوير، لنخرج بأفضل نتائج».

وحكى محمد عبدالله، عازف الأورج فى الفرقة الموسيقية بمسرح الشمس، أن بداية تعارفه بالمسرح كانت عبر أحد أصدقائه الموسيقيين الذى نصحه بالذهاب إلى فرقة المسرح بالقاهرة.

محمد عبدالله

وقال: «اكتسبت مهارات عديدة بمسرح الشمس، على رأسها العمل الجماعى والتمثيل والعزف الجماعى، وأتمنى فى المستقبل الاهتمام الكبير بمواهب مسرح الشمس، وتقديم الدعم لهم وتسليط الضوء الإعلامى عليهم، كما أتمنى توفير بعض الآلات الموسيقية التى تساعدنى فى العزف، خاصة أننى من محافظة الإسماعيلية».

وقال الفنان كريم محمد سعد عضو من فرقة مسرح الشمس: “اكتسبت مهارات عديدة فى مسرح الشمس على مستوى التمثيل والإخراج والموسيقي واتمني ان يشاهدني الجماهير من كل أنحاء الجمهورية واتمني له التألق والنجاح الدائم”.

وبلقاء والده الدكتور  محمد سعد، قال: "كريم" يعاني من بطيء في التعلم أو ضعف الذاكرة، وكنا نواجه في البداية معه مشكلة الدمج والاندماج مع الأشخاص المختلفين، ولكن بدأ يندمج ويشارك في الأنشطة مع هؤلاء الأشخاص وقدم معهم ثلاث مسرحيات، وأصبح يقوم بالغناء والتمثيل، واستطاع أن يخلق لنفسه أصدقاء من نوع جديد بخلاف أصدقاء المدرسة الذين كانو يتنمروا عليه.

وأضاف أن النشاط الذي تم في مسرح الشمس قوي جدًا، ولكنه فى حاجة إلى تهيئة أجواء  إدارية وفنية أفضل، فليس كل القائمين على هذا النشاط من الفنيين والإداريين ذوى خبرة كافية للتعامل مع الأشخاص ذوي الهمم، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية للعروض. وتحدى آخر تواجهه هذه الفرقة هو  قلة الجمهور مما قد يؤثر على روحهم المعنوية بعد القيام بعدد كبير من البروفات.

كريم محمد سعد

وقالت هيام مصطفى، والدة شذى مصطفى، إن شذى تبلغ 17 عامًا وتدرس بالصف الأولى الثانوي (تجارة)، وتعمل بمسرح الشمس منذ عامين، وشاركت بعدد من الأعمال المسرحية منها "حقول القراميط، ست الدنيا، سكر نبات، نضارة المهرج العجوز، كاندي كراش، وغيرهما، و أنه تم اكتشاف شذى في مسرح الشمس بالصدفة أثناء زيارتها للمسرح في إحدى المرات، ثم أصبح المسرح شيء مهم جدًا بالنسبة لها، وشجعها المخرج يوسف أبو زيد، والفنانة القديرة وفاء الحكيم و المخرج محمد متولي رئيس الفرقة حاليًا، وقاموا بدعمها بشكل كبير جدًا.

أعربت الفنانة جنى عن سعادتها بتواجدها فى فرقة مسرح الشمس الذي تعلمت فيه الغناء والرقص والتمثيل موضحة أن الفضل الأول والاخير للفنانة وفاء الحكيم كما أعربت عن امنياتها فى أن يصبح المسرح أكبر وأهم المسارح وأن تصبح مطربة فى المستقبل.

جنى علاء الدين

فيما قالت دعاء شبل، والدة جنى علاء الدين، إن جنى تبلغ من العمر 16 وتدرس بالصف الأول الثانوي، وبدأت اكتشافها منذ أن كانت تبلغ 6 سنوات، وكانت تعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه وعدم تركيز، وبدأت خطوات العلاج، ثم اتجهت للأنشطة الفنية من خلال عميد كلية الفنون الموسيقية وتعلمت البيانو بمعهد جيتارة، وقدمت ثلاث حفلات بالمعهد، ثم اتجهت لبرنامج إدراك بمركز الطفل والإبداع، ثم دخلت مسرح الشمس منذ ثلاث سنوات، وقدمت مسرحية "ست الدنيا، ملك الشتا، أحلام القراميط، الحصالة الفارغة، وكاندي كراش".

وأضافت شبل، أنها بدأت تجني ثمار تعبها مع "جنى"، حيث أصبحت الآن تستطيع التعبير عن نفسها والتركيز في الأداء، بالإضافة إلى أن والدها وأشقائها يدعموها كثيرًا، ويساعدوها في جميع مهامها، وهذا ساهم في تحسين سلوكها وتعاملاتها مع الآخرين، مؤكدة أن مسرح الشمس دعم "جنى" كثيرًا.