رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس أنجلو من أكري الكبوشي

الكنيسة
الكنيسة

 

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديس أنجلو من أكـري الكبوشي.

ووفقا لدراسة طرحها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد أنجلو من أكري وبالميلاد( لوكا أنطونيو فالكون ) يوم 16 أكتوبر عام 1669م فى مدينة أكري التابعة لإقليم كالابريا بإيطاليا . وأسم أبيه فرنسيسكو سالكونيو كان خبازاً واسم أمه ديانا هنريكو ، فالقديس أنجلو جبلي بميلاده وبتربيته ، لذا كان خشناً فى كلامه وفى تصرفه ، لكنه تميز بالصفات الصلبة الموجودة فى مواطنيه خصوصاً صلابة الأخلاق والنشاط الذى لا يقهر . كان أنجلو منذ الطفولة يحب الصلاة والتوبة. وكانت مريم العذراء تجاوب بأعاجيب لطيفة على إكرام عبدها الصغير . فى أحد الأيام رجعت أمه من الكنيسة فرأت بيتها مملوءاً نوراً فائق الطبيعة وابنها راكعاً ، ومن صورة العذراء تنبعث أنوار تغمر الولد وتؤلف هالة فوق رأسه . لا شك أن الله يعده لدعوة خارقة العادة . إن أحد أعمامه كان كاهناً وحاول أن يوجهه نحو الكهنوت ، لكن دعوته الحقيقية ظهرت بوضوح لما أتى كاهن فرنسيسكاني كبوشي ليعظ فى مدينة أكري. 

رغم معارضة عمه وأمه الأرملة دخل سنة الابتداء في مدينة ديبـينيـانـو وهو فى الثامنة عشرة من عمره . بدأ سنة الابتداء بفرح كبير وبحرارة خارقة العادة وحمل الى الدير الفضائل التى امتاز بها ، لكن تجارب الشيطان الشديدة قويت عليه حتى انه استسلم للفشل ورجع إلى بيته . أتى مرتين الدير وتركه مرتين انه أمر نادر فى تواريخ القداسة . ورجع للمرة الثالثة الى الدير سنة 1690م  ولبس بفرح عميم ثوب الرهبنة، هاجمته التجارب أكثر من ذى قبل واقوى مما نتصور، فخارت قواه يوماً وخرﹼ منهوكاً أمام المصلوب وقال " ياربي ارحمني " لم اعد قادراً على شئ ، هلم الى اغاثتى"، فصار يجلد نفسه الى الدم ثلاث مرات فى الاسبوع ويمضى اياماً وليالي بكاملها وهو لابس تحت ثيابه الاشواك . فكان ينتصر على الشهوات التى كانت تقيده بالأرض فصارت نفسه حرة وتمكنت من الطيران الى الأعالي حيث وجدت الله وارتاحت فى حضنه . كان المذبح موضوع تأمله وقداسه يطول أكثر من ساعة وإلهـه الخفـي يصير الاله المنظور.

 وسيم كاهناً عام 1701م فى بلده روسـانـو، وعينه رؤسائه لخدمة الوعظ وكانت عظاته لامعة ، وسمع صوت الله يحدثه قائلاً "فقال أنجلو له من أنت فقال الصوت"، أنا الكائن ومن هذه الساعة أريد ان تعظ باللغة الدارجة حتى يفهم الجميع مواعظك".

 وكانت عظاته  تجذب نفوس كثيرة الى التوبة، وتغير حياتهم، منذ هذه الساعة أصبح رسول أقليم كالابريا الكبير، وبقى ثلاثون سنة يجاهد بقوة وينتزع النفوس من الجحيم، ثمار مواعظه كانت نتيجة قداسة حياته.

 عاش محافظاً على قانون الرهبنة ولم يخالف اقل نقطه ابداً، وأثناء الاحتفال بالقداس الإلهي وعيد الميلاد المجيد كان يرى طفل بيت لحم مرات كثيرة، وكان يتعبد دائما لآلام المخلص وبينما كان يتأمل شعر الأب أنجلو برمح غير منظور يطعن قلبه و كان ألمه شديداً ولكنه فى الوقت ذاته شاهد أمامه السيد المسيح على العامود مغطى بالجراح مصبوغاً بالدماء وهذه الرؤيا اثرت فيه للغاية حتى أنه بدلاً من أن يتشكى من ألمه، عجل بتقدمته لربه حتى يشترك عملياً بآلامه، حينئذ حدث مشهد عجيب كما حدث لبعض القديسين، فسأله الرب: "أي نعمة تريد أن أمنحك ؟ فأجاب أنجلو" يارب لا أريد إلا ما تريده أنت". 

وكان شديد الإكرام لمريم العذراء ويتلو الوردية المقدسة كل يوم ،ويتلو قداس أم الأوجاع، ومكافأة لهذا الإكرام تنازلت مريم وظهرت له يوماً بلباس حدادها ومثلما كانت تحت الصليب يطعن نفسها رمح الوجع غارقة في بحر الأحزان، كانت العجائب تتتابع لأجله ورغم إصابته بالعمى، كان يقدر أن يتلو الفرض الالهي والقداس بسهوله، ويوم 24 أكتوبر عام 1739م أصيب بحمى.

وكان راكعاً أمام المذبح يصرخ ويقول ارحمني يارب أنا الخاطي ولست أهلاً أن ادعى إبنك ، خطاياي كثيرة جداً فارحمنى يارب.

ولفظ القديس أنجلو أنفاسه نهار الجمعة 30 أكتوبر عام 1739م وهو يردد "ما أحسن أن نحب الله ، تعال يايسوع، أني أنتظرك". أعلنه طوباوياً البابا لاون الثاني عشر فى 28 ديسمبر عام 1825م . وأعلنه قديساً البابا فرنسيس يوم  15 اكتوبر عام 2017م.