رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27.. الواقع الأممى والطموح!

في ديباجة التغطية الإعلامية لمنظمة الأمم المتحدة، باللغات العاملة في الجمعية العمومية  كاملة، قال وزير الخارجية المصري والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين سامح شكري، إن مؤتمر الأطراف لحظة فاصلة.

.. وفي الوقت الذي تعمل فيه جمهورية مصر العربية بحرص، وتحديات جمة من أجل جعل المؤتمر نقطة تحول فاصلة في تاريخ الجهود الدولية والأممية، قال شكري: «سيكون المؤتمر لحظة فاصلة في العالم فيما يتعلق بالعمل المناخي». 
ولفت إلى أن التقرير  الصادر عن هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (UNFCCC)، يوم الاربعاء، بشأن تغير المناخ، وقبل ذلك عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ: يمثلان تذكيرا في الوقت المناسب لنا جميعا. إن زيادة الطموح والتنفيذ العاجل أمر لا غنى عنه في سبيل معالجة أزمة المناخ. وهذا يشمل خفض الانبعاثات وإزالتها بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع من القطاعات الاقتصادية، بهدف حمايتنا من التأثيرات المناخية المعاكسة الأكثر شدة والخسائر والأضرار المدمرة".

*قبل أقل من أسبوعين من الحدث!

  عمليا:
صدر قبل ساعات تقرير أممي جديد، يستعرض وعود البلدان بشأن العمل المناخي، مؤكدا أنها لا تزال غير كافية لتجنب حدوث احتباس حراري كارثي.
يأتي التقرير قبل أقل من أسبوعين من عقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في منتجع شرم الشيخ في مصر.

التقرير الأممي الجديد صادر عن هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (UNFCCC) حذر بشكل لافت من أن الخطط المقدمة من قبل معظم البلدان الموقعة على اتفاق باريس ستقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، إلا أنها لا تزال غير طموحة بما يكفي للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

.. وقبل أقل من اسبوعين من" المؤتمر- الحدث" أوضح التقرير أن المساهمات المحددة وطنيا (NDCs)، تعني: الجهود الوطنية للبلدان لمعالجة الانبعاثات والتخفيف من تغير المناخ.

كما أن هذه المساهمات الحالية، تقود- مجتمعة- كوكبنا إلى ارتفاع في درجة حرارة بمقدار 2.5 درجة على الأقل، وهو مستوى يصفه علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأنه كارثي.

*زيادة مقلقة.. ولا نقصان

يشير التقرير إلى أنه: في عام 2019 أشارت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أنه وفي سبيل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، ينبغي خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010، لكن خطط المناخ الحالية تظهر زيادة بنسبة 10.6 في المائة بدلا من ذلك.

.. يعني ذلك بحسب التقرير: يعد هذا تحسنا مقارنة بتقرير العام الماضي، الذي أظهر زيادة بنسبة 13.7 في المائة بحلول عام 2030، واستمرار زيادة الانبعاثات بعد عام 2030، وهو ما أكده الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "سيمون ستيل"، الذي كشف: "يُظهر الاتجاه التنازلي للانبعاثات المتوقعة بحلول عام 2030 أن الدول قد أحرزت بعض التقدم هذا العام. لكن العلم واضح وكذلك أهدافنا المناخية بموجب اتفاق باريس. ما زلنا بعيدين عن نطاق وسرعة خفض الانبعاثات المطلوبة لوضعنا على المسار الصحيح نحو عالم تبلغ درجة حرارته 1.5 درجة مئوية".

.." ستيل" لفت إلى ملاحظة مهمة هي: إن الحكومات الوطنية بحاجة إلى تعزيز خطط عملها المناخية الآن وتنفيذها في السنوات الثماني المقبلة.

*بين غلاسكو وشرم الشيخ؟

يفند التقرير الأممي حقيقة، بالعودة إلى  العام الماضي، عندما وافقت جميع الدول- خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 26 في مدينة غلاسكو، اسكتلندا- على إعادة النظر في خططها المناخية وتعزيزها، ومع ذلك، قدمت 24 دولة فقط من أصل 193 خططا محدثة إلى الأمم المتحدة.
يرى "ستيل" هذا الأمر بأنه "مخيب للآمال. يجب أن تعكس قرارات الحكومة وإجراءاتها مستوى الإلحاح، وخطورة التهديدات التي نواجهها، وقصر الوقت المتبقي لدينا لتجنب العواقب المدمرة للتغير المناخي الجامح".

في ذات الوقت قال في تقريره: النبأ السار هو أن معظم الدول التي قدمت خططا جديدة عززت التزاماتها، مما يبرهن أن هناك المزيد من الطموح في معالجة تغير المناخ.
ووصفت الهيئة الأممية هذا الأمر بأنه "بصيص أمل".

*اتجاهات أكثر إيجابية 
في حيثيات تقييم الأمم المتحدة الثاني بشأن تغير المناخ، الذي صدر أمس  الأربعاء، مؤشرات منها:
* أولًا:
إن هناك اتجاهات أكثر إيجابية فيما يتعلق بالاستراتيجيات طويلة الأجل المعنية بخفض الانبعاثات إلى مستوى الصفر.

* ثانيًا:
لدى 62 دولة- تمثل 93 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي- و47 في المائة من سكان العالم، وحوالي 69 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة خطط موضع التنفيذ.

* ثالثًا:
وصفت هيئة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ هذا الأمر بأنه "إشارة قوية على أن العالم بدأ في السعي نحو تحقيق الهدف المتعلق بالانبعاثات الصفرية".

* رابعًا:
يشير الخبراء إلى أن العديد من أهداف الصافي الصفري تظل غير مؤكدة وتؤجل إلى العمل المستقبلي الحاسم الذي يتعين القيام به الآن.

* خامسًا:
الدول والحكومات مطالبة بإعادة النظر في خططها المناخية وجعلها أقوى لسد الفجوة بين الاتجاه الذي تتجه إليه الانبعاثات وما يشير إليه العلم على أنه ينبغي أن يكون خلال هذا العقد.

* سادسًا:
مؤتمر الأطراف السابع والعشرون يمثل اللحظة التي يمكن فيها لقادة العالم استعادة الزخم بشأن تغير المناخ، والقيام بالانتقال الضروري من المفاوضات إلى التنفيذ والمضي قدما في التحول الهائل الذي يجب أن يحدث في جميع قطاعات المجتمع لمعالجة حالة الطوارئ المناخية.

* مجالات أساسية للتقدم والإنجاز

يدعو التقرير الأممي، قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27 في منتجع شرم الشيخ في مصر، إلى إحراز تقدم في أربعة مجالات ذات أولوية، هي:
* أ:
التخفيف، بمعنى حماية المناخ من الانبعاثات الحرارية والبيئية المؤثرة. 
* ب:
التكيف، بدلالة استيعاب النتائج وآثارها مع الواقع العملي المناخي. 
* ج:
الخسائر والأضرار، بما في ذلك أثر ذلك على المشاريع ذات العلاقة. 
* د:
التمويل، وهذا جوهر اهتمام قادة الدول، لجعل مشاريع التمويل مساندة ومشجعة وأساسية.

.. في مرحلة من أصعب أزمات العالم، وفي ظلال التداعيات الخطيرة للحرب الروسية الأوكرانية، والاحترام الداخلي في عديد دول العالم شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، تجتاح الكوارث البيئية والمناخية، ما يستدعي توصيل رسائل مهمة عن جدوى الأمل والتضامن وفسحة الحلول، التي ترافق  قمة المناخ COP 27، بما في ذلك  التأكيد الأممي، بالحقوق والمطالب الخاصة، لكل قارة أو بلد أو إقليم بالعدالة المناخية، سعيا لوضع ميزانيات لتمويل البلدان المتضررة من تغير المناخ، يشمل ذلك التركيز من منظمات الأمم المتحدة على وضع الاستراتيجيات التي تحكم الأعمال التي تحدث الفرق في قضايا المناخ.

في واقع الحال، وتاريخها، تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والعالم الثالث الفقير، من أشد النقاط الساخنة مناخيا، وقد عاشت لأكثر من قرن دون حلول تدعم حماية المناخ.. أليس من الضروري تسليط الضوء، لعل المعالجة والحلول تتكيف مع الطموح المنشود.