لم يرغب أن يُدفن حيًا.. لماذا رفض جان بول سارتر جائزة نوبل؟
بعد مرور 66 عامًا على رفض الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، جائزة نوبل، نستعيد عبر التقرير التالي، أسباب رفضه للجائزة.
في عام 1964، أعلنت الأكاديمية السويدية، فوز جان بول سارتر، بجائز نوبل، وجاء في حيثيات منح الجائزة «لأعماله الثرية المملوءة بالأفكار وبروح الحرية والبحث عن الحقيقة التي تترك تأثيرًا بعيد المدى في عصرنا».
ورفض "سارتر" الجائزة موضحًا أن قراره شخصي وموضوعي ويتسق مع معتقداته وأفكاره الوجودية، حيث كان "سارتر" ضد المؤسسة، وقد وجه طوال تاريخه نقدًا لاذعًا لكل أشكال المؤسسات.
وأكد "سارتر" أنه لا يريد أن يُدفن حيًا، وأنه يعتبر الجوائز والحفلات التكريمية بمثابة قبله للموت، ويتطابق هذا مع ما يذهب إليه "سارتر" في أنه على الإنسان أن يختار المصير والمستقبل، لذا؛ جاء رفض سارتر استجابة لقناعاته، وفلسفته ورؤيته وحريته التي رفض تقيدها بأي من التكريمات والجوائز.
أما عن أبرز المواقف التي خاضها جان بول سارتر، هو موقفه من حرب الجزائر، فمنذ 1956، اتخذ سارتر ومجلته "Les Temps modernes" موقفًا معاديًا لفكرة الجزائر فرنسية، وتبنى رغبة الشعب الجزائري في الاستقلال، واحتج "سارتر" على التعذيب، وطالب بحرية الشعوب بتقرير مصائرهم، وصوَّر العنف على أنه "غرغرينا" ونتيجة للاستعمار.
أما عن الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، فهو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي، بدأ حياته العملية أستاذًا، ودرس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
حين احتلت ألمانيا فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية، واشتهر "سارتر" كونه كاتبًا غزير الإنتاج، وأعماله الأدبية وفلسفته المسماة بالوجودية، ويأتي في المقام الثاني التحاقه السياسي باليسار المتطرف.
