رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جرانج»: مومياء الملك الصبي كشفت أسرار وألغاز توت عنخ آمون

توت عنخ آمون
توت عنخ آمون

أكد موقع «جرانج» الأمريكي، أن الملك توت عنخ آمون يعد أحد أشهر الفراعنة المصريين، لكنه أيضًا أحد أكثر الفراعنة غموضًا، حيث صعد الملك توت ابن أمنحتب الرابع القوي والمثير للجدل، إلى العرش بعد وفاة والده. 

وتابع أن الملك توت كان عمره حوالي 9 سنوات فقط، ولم يكن هذا الطفل مستعدًا تمامًا للسيطرة على حضارة قوية، لذلك فإن أي قرارات سياسية وعسكرية يتخذها كبار السن والقادة العسكريون، ومن الصعب تخمين مقدار الحكم الذي فعله الملك توت خلال السنوات العشر التي قضاها على العرش، حتى وفاته حوالي عام 1323 قبل الميلاد، وعدد قراراته التي اتخذها الأشخاص الذين يعملون خلف الكواليس - خاصةً لأن توت عنخ آمون كان على ما يبدو شابًا ضعيفًا للغاية صبي.

وأضاف أن الملك توت عانى من اضطراب في العظام، وربما كان يعاني من حنف القدم، ومن المحتمل أنه كان بحاجة إلى استخدام عصا، حيث أظهرت اختبارات الحمض النووي التي أجريت في عام 2010 أيضًا أن الملك توت أصيب بالملاريا عدة مرات خلال حياته القصيرة وهو أقدم دليل جيني للمرض تم العثور عليه حتى الآن وأنه عانى من كسر خطير في عظم الفخذ.

وأشار إلى أنه دار جدل طويل حول كيفية وفاة الملك توت، ولطالما كانت هناك نظرية شائعة مفادها أنه تعرض للتسمم أو القتل من ضربة على رأسه، وهو ما كان يمكن أن يفسر سبب دفنه على عجل وعدم التعامل مع جسده بقدر من العناية كما كان متوقعًا لفرعون، لكن نظريات أخرى أشارت إلى أنه ربما مات بسبب عدوى في الدم أو حتى من حادث.

أسرار وفاة لملك الصبي

وأكد الموقع أنه عندما اكتشف عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر مقبرة الملك توت عام 1922، لم يكن يُعرف سوى القليل عن "الملك الصبي"، ولم يكن لدى علماء الآثار في ذلك الوقت التكنولوجيا المناسبة لمعرفة ما حدث للفرعون الشاب، ولكن كان من الواضح منذ البداية أن قبره لا يشبه المقابر الملكية الأخرى.

ووفقًا لشبكة "ناشيونال جيوجرافيك" الأمريكية، فإن قبر الملك توت صغير ويفتقر إلى الروعة التي تتوقعها لشخص ما، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب وفاة توت شابًا وبشكل غير متوقع، لذلك لم يكن هناك قبر جاهز له، بدلاً من ذلك  ربما تم دفنه في عجلة من أمره، مستخدمًا قبرًا كان مخصصًا لشخص آخر، ولبعض الوقت، اعتقد الخبراء أن القبر ربما يحتوي على غرفة سرية، حتى تبدو المقبرة صغيرة فقط ولكن في الحقيقة هي أكبر من ذلك، لكن عمليات المسح والبحث لم تكشف عن أي شيء آخر، حيث يبدو كما لو أن دفن الملك توت السريع قد هبط به حقًا في قبر صغير لأنه لم يكن هناك شيء آخر متاح.

وتابعت أنه هناك علامة أخرى على مدى سرعة دفن الملك هي البقع البنية العديدة الموجودة على الجدران وفوق اللوحات الجدارية. في الآونة الأخيرة فقط اكتشف العلماء أن البقع ناتجة عن الفطريات والبكتيريا الناتجة عن أعمال التجصيص والطلاء المتسرعة للغاية، مما يشير إلى أن المقبرة كانت أغلقت قبل أن تتاح للجدران فرصة لتجف تمامًا وهو ما يقودنا إلى الخطوة التالية، وهي تحنيط توت أيضًا بسرعة.

وأضافت الشبكة أنه لسنوات، كان العلماء يعرفون أن الملك توت مصاب بكسر في الساق، ولكن لم تكن هناك نظرية محددة حول كيفية حدوث هذه الإصابة ومتى حدثت، لكن في عام 2013، تمكن علماء من معهد كرانفيلد للطب الشرعي في المملكة المتحدة من إجراء "تشريح افتراضي" لجثة توت عنخ آمون لتحليل إصاباته، وتبين أن الفرعون الشاب لديه أكثر من مجرد كسر في ساقه، كما وجد الباحثون أيضًا العديد من الإصابات الأخرى، بما في ذلك الضلوع المحطمة، والحوض المحطم، والأعضاء الداخلية المحطمة، وهو نوع الإصابات الكارثية التي قد يتعرض لها المرء أثناء حادث سيارة أو تحطم عربة حسب عهد الفرعون.

وأشارت إلى أن اللغز الأكبر هو ما ورد في ملاحظات هوارد كارتر عام 1922، عندما قال إن الجسد يبدو وكأنه يظهر عليه علامات الاحتراق، ووفقًا لعلماء الآثار الذين فحصوا عينات من لحم وعظام الملك توت تحت المجهر في عام 2013، ظهرت على المومياء علامات تدل على اشتعال النيران، مما أدى إلى سؤال أكبر.

وتابعت أن هناك مقترح قد يجيب على هذا التساؤل وهو أن عملية التحنيط كانت تستغرق حوالي 70 يومًا، لكن العلماء يعتقدون أن عملية تحنيط جسد الملك توت عنخ آمون ربما تمت على عجل لم يُسمح للزيوت بالوقت الكافي حتى تجف، وبدلاً من ذلك انتهى بها الأمر بالنقع في الكتان المستخدم لف الجسم، بعد الدفن، انتهى الأمر برد فعل أدى إلى نشوب حريق، "طهي" الجسد في درجات حرارة قريبة من 400 درجة فهرنهايت، وهو ما يفسر أيضًا سبب عدم العثور على قلب داخل الجسم، فالنار كانت ستدمره تمامًا.