رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الناقد يسري عبدالله يكشف سبب غياب أسماء مصرية وعربية عن جائزة نوبل 2022

الناقد  يسري عبد
الناقد يسري عبد الله : غياب اسماء مصرية وعربية لترشح لنوبل

 تبدو أن الندرة التي تصل لحد الغياب للترجمة العكسية لمنجز مبدعينا في مصر وعالمنا العربي؛ هي الحائل الأبرز والقاسم المشترك في صعود أسماءهم في المشهد الثقافي العالمي وبالتحديد الأور أمريكي، رغم نجاحنا وتحقيق خطوة جيدة بتعريف المشهد الثقافي العربي بمنتج الآخر عبر ترجمات منتج  أغلب العديد من لغات العالم سواء بترجمة من اللغة الأم أو ترجمة عبر لغة وسيط .

 ذهبت أغلب تعليقات نقادنا إلى أن إشكالية الترجمة العكسية تعد السبب الرئيسي ومن بعد يأتي غياب مشاريع كاملة للعديد من الكتاب، إلا أن الأسماء الوازنة مصريا وعربيا في المشهد الروائي والشعري المصري والعربي تعاني من ندرة لترجمة أعمالها إلى لغات أخرى، إلى جانب ذلك غياب حركة نقدية يمكن الإشارة إليها.

وفي هذا الصدد؛ يشير الناقد والأكاديمي يسري عبد الله، إلى العديد من الإشكاليات التي تواجه كتابنا مصريين وعرب في الفوز بجائزة نوبل وذلك في التقرير التالي :

وقال عبد الله لـ"الدستور": "تنشغل الأوساط الثقافية العربية كل عام بنيل جائزة نوبل، كل حسب هواه، دون أن تفكر فى الإسهام الفاعل فى منجز الثقافة العالمية، هذا المنجز الذى غابت عنه بفعل عوامل عديدة، من بينها تراجع المؤسسات الثقافية لدينا، وعدم القدرة على الحضور فى متن الإبداع العالمي، وغياب حركات الترجمة المؤسسية المنظمة. غير أن هذه المساءلة للذات لن تكتمل فى الحقيقة سوى بالخروج من نفق الاستلاب للماضى من جهة، والاستلاب للمركز الأورو أمريكى من جهة ثانية؛ فالمعرفة فى عالم ما بعد الحداثة لم تصبح حكرا على أحد، بل صارت ابنة للتنوع الخلاق، والصيغ الإبداعية سردا وشعرا لم تصبح نصوصا مغلقة، تعرف هذا النقاء المطلق للنوع الأدبي، وإنما صارت الفنون متداخلة للغاية تتجادل فيما بينها وتستعير من بعضها البعض آليات وتقنيات مختلفة، بل وتنفتح على الوسائط البصرية والتكنولوجية الجديدة.

ولفت عبد الله إلى أنه “حينما ذهبت الجائزة لأسماء مهمة تنتمى للمركز الأورو أمريكى مثل وليم فوكنر وجون شتاينبك وسان جون بيرس وبيرانديللو وهرمان هيسه وألبير كامو وهيمنجواى وساراماجو وغيرهم كثيرون شكلت حولها إطارا يحميها وعندما ذهبت مثلا للروائى الكولومبى جارسيا ماركيز، والكاتب النيجيرى وول سونيكا، والمبدع المصرى نجيب محفوظ، كانت تضرب فى مناطق جديدة من المغامرة الجمالية والموضوعاتية للكتاب الثلاثة الأفذاذ، ومن ثم سيكون إعادة الاعتبار للمعنى والقيمة الجمالية شاغلا رئيسيا للجائزة التى سيمثل خسارتها خسارة حقيقية لعالم الكتابة فى العالم”.

وأكد أنه "يجب على الثقافة العربية بتنويعاتها المختلفة أن تتخلى عن كسلها المعتاد وإحساسها العارم بالاستلاب تجاه الثقافات الأخرى، ولكن ليس من قبيل المنطق الشوفينى الذى نرى من خلاله أنفسنا الأفضل دائما ولكن من خلال الجدل الخلاق مع الآخر والتخلى عن مشاعر الخوف وهواجس الريبة المستمرة.

واختتم عبدالله تصريحاته: “ولا شك أن الثقافة العربية التي تحمل امتدادا فكريا وجماليا، يوجد فيها من يستحقون الترشح للجائزة، وبالنسبة للحظة الراهنة فإن هناك أسماء مهمة مثل: بهاء طاهر، وإبراهيم عبدالمجيد، وأحمد صبري أبو الفتوح، وغيرهم”.