رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحد أبطال أكتوبر: من أشدّ الحروب التى حدثت فى التاريخ

أحمد عطية فضل
أحمد عطية فضل

تحتفل مصر بالذكرى الـ49 من حرب أكتوبر المجيدة، تلك الذكرى الخالدة التي عاشها وعاصرها جيل كامل من أبناء مصر العُظماء، رحل من رحل وبقى من بقى؛ ليشرح لنا تلك اللحظات الخالدة التي سجلت انتصارًا عسكريًا؛ حين حطَّمت القوات المصرية خط بارليف المنيع وعبرت أرض سيناء.

«الدستور» التقطت واحدًا من أبطال حرب أكتوبر لتُعيد معه ذكريات الحرب من جديد، ويروي لحظة انتصار الجيش المصري على العدوّ الصهيوني وتحرير سيناء.

قال جندي مقاتل أحمد عطية فضل، والذي  كان ينتمى لسلاح  مشاة الجيش الثالث الفرقة 7 اللواء الثامن كتيبة 26 مشاة س3، إن حرب أكتوبر من أشدّ الحروب التي قام بها الجيش المصري وكانت مفاجأة طامة بالنسبة للجميع، مشيرًا إلى أن مقرّ تمركزه كان في الكيلو 85  السويس، وقبل الحرب بفترة قليلة قاموا بإجراء تدريب بالذخيرة الحية حضره المشير أحمد إسماعيل وتم اختياره لتناول الغداء معه بتعليمات من رئيس الأركان.

وقال فضل: «جاءت الحرب وكانت الكتيبة حينها سرية احتياط تم الدفع  بها لعبور القناة بعد غروب يوم 6، واصفًا بذلك المشهد: «طلعنا الساتر الترابي وفوجئت إني داخل حفرة دبابة واعتقد العدو إني خارج الحفرة وأطلق علي كل ذخيرته أكتر من 3 صناديق ذخيرة.. كان بيضرب عشوائي وببص لقيت ملازم  أول في نفس المكان بيقولي عايزين نجيب الولاد دول فرديت عليه، تمام يا فندم، قالي هانقفز كوماندوز عليهم بسرعة ونثبتهم من البرج وثبتناهم وأسرنا 2 من الدبابات».

وأضاف فضل، أنَّ الجنود كانو يحاربون بكُل عزم ويقتلون دفاعًا عن أرضهم، موضّحًا  أنَّ أحد زملائه أسرع عليه بالسلاح لتأمينه وقت الاشتباك مع العدوّ وأنّه قام بأسر 4 جنود إسرائيليين من الدبابة التي كانوا يُطلقون منها الرصاص على الأبطال المصريين، معلقًا: «بعدما أسرت الـ4 اليهود من الدبابة وزمايلي جايين بيجروا عليا وفرحانين وبيقولوا الله أكبر.. كنا جنب التبة المسحورة وهي النقطة الحصينة للعدو ضربوا علينا نار من المزاغل فنمنا كلنا على الأرض، واستشهد زميلي إثر تلقيه طلقة في فمه».

واستكمل، «انسحبنا لمكان تمركزنا وجاء دور اليهوديين اللي أسرتهم، والقائد خلّى واحد منهم يروح يكلم زمايله اللي  متحصنين في النقطة الحصينة وبعد مداولات ما بينهم وضمانات مننا ونداء من القائد إن المكان كله محاصر وإن التعزيزات مش هاتجيلهم.. ربنا أكرمنا وفتحولنا الباب وأسرنا منهم 25 يهوديًا غير الذخيرة بتاعتهم والأهم الموقع الاستراتيجي للتبة المسحورة».

وأوضح البطل المصري، أنَّه يوم 12 أكتوبر، فوجئت الكتيبة المصرية باليهود وهم محاصرين الجنود من كل جانب، بالدبابات والطيران، مؤكدًّا أنّ الإسرائيليين كانوا يُريدون استرجاع الـ17 دبابة الخاصة بهم، ولكن قام الجنود المصريون بإشعال النيران فيها قبل وصول الإسرائيليين، قائلًا: «جينا مولعين فيها وأثناء الاشتباك معاهم كان واحد زميلي معاه صاروخ اسمه موليتيكا بيضرب الدبابة؛ فالصاروخ مجاش فيها وكنت لسة هاضربها لقيت الطيران ضربنا بقنابل 2000 رتل تقريبًا».

وأشار إلى أنّ وقت الاشتباك أُصيب في فخذه وكتفه وقدمه، ومكثَ في الخندق أربعة أيام دون مأكل أو مشرب، إلى أنَّ مرَّ عليه ضابط في بداية اليوم الخامس، وأخذَ يربط فخذيه، وعرض عليه أن يعبر القناة حتى يلقى الأمان، ونجى من القتال ومعه زميل واحد فقط، وسقط الآخرون.