صحيفة بريطانية: مصر أضافت فصلًا مهمًا للتاريخ الإنسانى باكتشافات سقارة

سلطت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الضوء على اكتشاف مقبرة أحد كبار البلاط الملكي في عهد الملك رمسيس الثاني في مصر، والذي كان يشغل أمين خزانة الملك.

وقالت الصحيفة إن العلماء اكتشفوا تابوتًا مصريًا رائعًا في أعماق الرمال في منطقة سقارة جنوب القاهرة، ليثير حيرة العلماء مرة أخرى، الذين وصفوه بأنه "اكتشاف حلم" بالغ الأهمية.

وتابعت أن التابوت الجرانيتي العملاق مغطى بالنقوش المخصصة لبتاح إم ويا، الذي ترأس خزانة الملك رمسيس الثاني، أعظم فرعون مصر، وعلى الرغم من اكتشاف المقبرة نفسها العام الماضي، إلا أن التابوت الحجري كان مدفونًا تحت الأرض.

وأضافت أن مثل هذا الاكتشاف يضيف لمنطقة سقارة أهمية خاصة، لأنها قد تكشف أسرار الدولة المصرية وحكام مصر وكبار رجال البلاط الملكي بعد توت عنخ آمون.

وأشارت إلى أنه في وسط فناء المقبرة، اكتشف العلماء المصريون قمة عمود رأسي، مما يشير إلى ممر إلى حجرة الدفن، لكن هذا العمود أثبت أنه عميق جدًا، على ارتفاع 8 أمتار، حيث استغرق الأمر أسبوعًا بالكامل لإزالة كل الرمال، باستخدام دلو متصل برافعة حبل يدوية، حتى نجح العلماء في الوصول للأسفل ووجدوا التابوت الذي أثار حيرتهم.

وأكدت الصحيفة أن شبكة "ناشونال جيوجرافيك" الأمريكية صورت كل تفاصيل عملية العثور على التابوت الحجري، ليذاع ضمن الجزء الرابع من سلسلة "كنوز مصر المفقودة"، والتي ستبدأ اليوم الأحد.

وتابعت أنه من النادر للغاية العثور على تابوت كامل في مقبرته الأصلية.

وأشارت إلى أن اكتشاف هذا التابوت في مكانه الأصلي في مدخل الدفن كان مثيرًا للغاية، لأنه تابوت صاحب المقبرة، وهذا ليس هو الحال دائمًا، في بعض الأحيان يكون التابوت لشخص مختلف في فترة لاحقة، عندما تم استخدام القبر في فترات لاحقة، لكن الأمر ليس كذلك هذه المرة.

وأضافت أن التابوت نُقِشت عليه شعارات الآلهة، بما في ذلك إلهة السماء نوت على الغطاء، ويغطي الصندوق بأجنحة مفتوحة لحماية المتوفى، وسيقوم فريقها الآن بدراستها لكشف القصة الكاملة لحياة بتاح- إم- ويا.

أهم المقابر الفرعونية

قال بيتر دير مانويليان، أستاذ علم المصريات بجامعة هارفارد: "سقارة هي واحدة من أهم المقابر، لكل من أفراد العائلة المالكة وغير أفراد العائلة المالكة، عبر آلاف السنين من التاريخ المصري، لقد أضاف هذا الفريق المصري فصلًا هامًا آخر إلى تاريخ الموقع".