رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«جنكيز خان وصقره».. قصة الكاتب البرازيلي باولو كويلو عن مفهوم الصداقة

باولو كويلو
باولو كويلو

“جنكيز خان وصقره”، هي واحدة من القصص الممتعة للكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو، صاحب رواية “الخيميائي”.

وتعد قصة “جنكيز خان وصقره” من القصص التي تبين اطلاع باولو كويلو على الثقافات المختلفة مثلما اعتاد فى غالبية أعماله الأدبية. حيث كان ينهل من معين عالمي لا يتوقف عند حدود الدول أو القارات.

أما عن تفاصيل القصة، فيحكى باولو كويليو في قصته “جنكيز خان وصقره” عن واحدة من أسفاره البعيدة، حيث كان في كازاخستان، ولاحظ أثناء رحلته أن العديد من المواطنين فى كازاخستان يحملون صقورا على أكتافهم يصحبونها أينما ذهبوا وحين سألهم بطل القصة عن كيفية ترويض الصقور قالوا له إنها عادة توارثها الأبناء عن الآباء.

 كانت دهشة بطل القصة الذي كان هو باولو كويلو نفسه حين رأى صقرا يفر من فوق كتف صاحبه ويطير إلى أعلى، وبعد برهة يسقط على الأرض، ولما ركضوا نحو مكان سقوطه وجدوه قد اقتنص ثعلبا.

 كل ذلك يعد مجرد حكى عادي لا يخرج عن نطاق السرد الذي يهدف إلى التسلية التي قد تصلح للأطفال.

وهذا لا يتفق مع طريقة باولو كويلو في الكتابة، لذا أخذنا الكاتب إلى حديث أحد المواطنين الكازاخستانيين حين قال لباولو إن جنكيز خان القائد المغولي، كان يتخذ صقرا خليلا يعد عينه التي تبصر عن بعد، وفي أحد الأيام خرج جنكيز وصقره إلى عمق الصحراء وفوجئ جنكيز خان بأن قارورة الماء قد فرغت، وكاد أن يموت عطشا وعلى حين غفلة وجد ينبوع ماء ينزل بين الصخور، فملأ قارورته ولما رفعها إلى فمه طار الصقر ورماها بعيدا،  فاغتاظ جنكيز خان ثم رفع قارورته من الأرض وملأها مرة أخرى فعاد الصقر لفعلته الأولى، فاشتاط المحارب غيظا من فعل الصقر، فبرغم المودة الشديدة بين الرجل وصقره إلا أنه اعتبر هذا استخفافا من الصقر لا يليق بكونه قائدا كبيرا، فحمل القارورة ليضعها تحت ينبوع الماء بيد بينما رفع سيفه باليد الأخرى، ولما رفع القارورة ليشرب قذفها الصقر بعيدا فرفع جنكيز سيفه فغرسه في قلب الصقر. فجف الماء على حين غرة، فصعد جنكيز خان إلى الصخرة فوجد بركة من الماء تنام بها أفاعى سامة. فحمل صقره الميت وعاد به حزينا وأمر أن يصنع له تمثالا من الذهب على هيئة صقره، وكتب على جناحه الأيمن ”صديقك يبقى صديقك حتى لو فعل ما لا يعجيك". وكتب على الجناح الأيسر “كل فعل سببه الغضب عاقبته الإخفاق”. 


الهدف من القصة
أراد باولو كويلو أن يقول إن الصديق الحميم لا يعوض، وأن اختلافه مع صديقه يكون من أجل مصلحته لا من أجل ايذائه، وهذا ما جاء فى السطر الأول المكتوب على الجناح الأيمن لصقر جنكيز خان، كما أراد باولو أن يقول إن التسرع لا يعقبه إلا الندم، وهذا ما كتبه جنكيز خان على الجناح الأيسر.