رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصورة والأحداث الزائفة لدانيال بورستين».. ترجمة جديدة لـ سهير صبري عن «العين»

المترجمة سهير صبري
المترجمة سهير صبري مع الكاتبة سلوى بكر

صدر عن دار العين للنشر للكاتبة المترجمة سهير صبري ترجمة كتاب "الصورة والأحداث الزائفة"، من تأليف المفكر الأمريكي "دانيال بورستين"، والذي أثار الكثير من دلالات الصورة كأداة للتزييف ونسف الحقائق.

"الصورة والأحداث الزائفة" ظهرت ترجمته الأولي منذ أكثر من ربع قرن مضى وقتها كان للتليفزيون لم يزل يتمتع بسحر الحداثة وصارت العلاقات العامة وقتها في سبيلها لأن تصبح واحدة من أهم القوى تأثيرا في الحياة الأمريكية وهي أن الصورة ودلالاتها وقتها لم تكن قد وصلت لهذا الحد من التأويل فيما يخص تزييف الصورة ومفرداتها، وما تريد الصورة من توصيله حتى بعيدا وهو الذي استخدم كثيرا فيما بعد حيث أن عرض الصورة أصبح شبه سيناريو متعدد الألغاز والتفسيرات فيما يخص فحوى اللقطة وكيف ستؤثر في المجتمع الأمريكي في الداخل ومن بعده، بقية مجتمعات العالم وخاصة فيما يخص استخدام تلك الآلية المتعددة الأغراض في دول العالم وبالتحديد دول العالم الثالث ومصر من قبل الشرق الأوسط. 

«صبري» قامت بتفسير الكثير من الاكتشافات الخاصة بالتغييرات الجسيمة في الرؤية الأمريكية للواقع وفي الوقت نفسه كيف عززت تكنولوجيا الاتجاهات الموضحة في الكتاب من تفعيل آليات الأحداث الزائفة التي تم تحصيلها أو استيلادها من الفكرة الرئيسية وهي الاعتماد على تفعيل الصورة في الحدث السياسي والعسكري وحتى الإنساني وهي دلالات لا تقف عند مافعلته آله الإعلام الأمريكية بالداخل الأمريكي وحتى مع مواطنيها، بل كيف تجلت أليات فحوى الصورة في المجال العام فشملت رؤى متعددة نقلتها غالبية دول العالم الثالث بل والعالم أجمع متأثرة بها بعدما رأت فيها الكثير من أشكال الغزو الثقافي والسياسي والإعلامي الذي فاق الكثير من تفسيرات بل وماهيات "مؤامرات" الهيمنة وتشتيت الرأى العام في دول العالم أجمع.

من الفصول العميقة والأبلغ دلالة على تلك الآلية في الزيف وتناقض الحقائق عبر الصورة، بل واستخدامها في تلفيق الأحداث وتطويعها لخدمة الفكرة الرئيسية في الاستحواذ وسهولة تشتيت المتلقي للصورة أو للحدث، سياسي أو ثقافي أم حتى سينمائي حيث يظهر بوضوح جدية والقصدية الخبيثة في طمس الفروق بين الصورة " فوتوغرافية" أو خبرية من واقع حدث ما سياسي أو عسكري أو حتى فني بين حقيقته المتأرجحة بوعي الصانع الأمريكي للآلية الإعلامية حيث هناك "الهوة" السحيقة بين الصورة والواقع.

الكتاب يقع في مائة وعشرين صفحة من القطع المتوسط بغلاف للفنان عبد الرحمن الصواف والذي تعمد تفتيت تلك الوقائع التى جاءت في الكتاب عبر صورة تجمع كلا من الرئيس الأمريكي جون كيندى ونجمة هوليود الشهيرة “مارلين مونرو”، وهي التي مثلت ذرى المأساة كضحية لتلك الآلة الجهنمية للإعلام الأمريكي، حيث كانت نهايتها المفجعة وانتحارها دلالة على الخداع والتضليل والزيف لتبقى سيرتها وحقيقة موتها وحتى لحظتنا هذه صريعة لتلك التناقض والزيف مابين ماحدث في الواقع وما نقلته الصورة.