رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المساكنة.. دعوات للزواج بدون مأذون تثير الجدل في مصر

جريدة الدستور

ترتفع في مصر معدلات الطلاق خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما يدفع المجتمع للحديث عن قضايا متعددة تدور الأحاديث فيها عن أنها أحد أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في مصر، كان من بينها قايمة المنقولات وكذلك إلزام المرأة والرجل.

لكن الأعوام الماضية شهدت ظهور أنواع ربما لم تكن جديدة من الزواج في مصر، فقد سبق وأثار زواج الويك أند الجدل بعد الدعوة إليه تجنبًا لحالات الطلاق المتعددة، أما الآن يدور الحديث حول زواج المساكنة.

عطية وإثارة الجدل

كان الفنان محمد عطية، هو صاحب ذلك الجدل حين أدلى برأيه في الزواج وما يخص المرأة لاسيما مع الحديث عن إلزامها هي والرجل، وقال: "أنا تعلمت بمدرسة أزهرية، ودرست الإسلام 16 سنة من حياتي، والمذهب الشافعي كان تخصصي، والدراسة في الأزهر قوتني في اللغة العربية للغاية".

وعن مسألة الزواج في حياته، قال: "أفضل الزواج المدني، وأتزوج على حسب الشخصية نفسها أيا كانت ديانتها (إسلامي، مسيحي)، المهم يكون الشخص اللي قدامي إنسانة، الأنسب أتجوز من غير عقد زي المساكنة، لأن المعظم بيتجوز عمياني مع أن الجنس جزء مهم في العلاقة، وأغلب حالات الطلاق بتحصل بسبب عدم توافق في الحياة الجنسية".

وأوضح أنه يفضل العيش كالمساكنة حتى يقرر الاستمرار والزواج أو التوقف: "مستحيل أتجوز واحدة لأني شفتها وعجبتني فاروح أتقدم لها ونعيش مع بعض ونخلف، لأن الجواز مسؤولية كبيرة".

وكان من قبل زواج المساكنة زواج "الويك أند" الذي أثار الجدل أيضًا، وفسر خبراء أسباب انتشار تلك الظواهر المجتمعية والدعوات بإنها نتيجة المشاكل الأسرية والتجارب السيئة التي يتعرض لها الشباب.

ويقوم زواج المساكنة على علاقة زوجية كاملة من دون أي أوراق رسمية، حيث يعيش الطرفان في منزل واحد ويلتقيان في أوقات محددة، ويمكن بعدها أن يعود كل منهما ليبيت في منزل أهله. 

علام: "لا تؤسس لأسرة وزواج سليم"

الدكتور أحمد علام، استشاري علاقات أسرية، يقول أن انتشار تلك الدعوات يرجع إلى خوف الطرفين من كبت الحرية أو الشعور بالملل الزوجي، والذي يدفعهم إلى التجربة سواء في زواج الويك أند أو المساكنة.

ويرى أن تلك الأنواع من الزواج المستحدثة مؤخرًا لا تؤسس لأسرة أو حياة زوجية مستقرة، مضيفًا: "الزواج أساسه الاستقرار والمودة بين الطرفين والأمانة بينهم وليس عمل يأخذ منه كل طرف أجازة".

ويوضح أن زواج المساكنة يعتبر زنا مقنن لأنه يكون بدون زواج، وفيه يتم التعايش كالزوجين بالحقوق كافة دون عقد زواج، حتى يقرر الطرفين استمرار العلاقة والزواج أو الانفصال دون أي مسؤوليات.

ويقول: "أغلب من يقدمون على تلك الأنواع من الزواج يكون لهم تجارب سيئة معه تدفعهم إلى أخذ ما يرونه من احتياطات في التجار التالية، ولكنها تحدث مشاكل بشكل أكبر، بسبب عدم وجود مسؤولية من الطرفين".

ويرجع علام ظهور تلك الأنواع من الزواج إلى المشاكل الأسرية التي كان من نتيجيتها ارتفاع معدلات الطلاق في مصر، والتجارب السيئة التي يتعرض لها الشباب من السابقين في عملية الزواج.

زواج الويك أند

وبالفعل يقتنع بعض الشباب بتلك الأنواع من ذلك الزواج، كان من بينهم "أمجد.م" شاب ثلاثيني والذي كان له تجربة سيئة مع الزواج في المرة الأولى ولديه طفل وطفلة منها، ولكن حين استحالة عيشته معها كما يصف قررا الانفصال ولكن الأبناء كانوا العائق.

في تلك الأثناء أعجب أمجد بفتاة أخرى، فقررا الزواج يومين فقط في الإسبوع وهو ما يعرف بـ"زواج الويك أند" فكان يظل مع زوجته الأول طوال الأسبوع باستثناء يومي الخميس والجمعة، حفاظًا على الحياة الاجتماعية.

كان الزواج على يد مأذون لكنه لم يأخذ النمط المعتاد عليه، ولكن لم تنجح زيجته تلك حيث فعقب فترة قصيرة رفضت زوجته ذلك الوضع لكونها لا تراه سوى يومين فقط وطلبت منه طلاقها أو طلاق زوجته الأولى فما كان أمامه سوى اختيار مستقبل أبنائه.

حالة طلاق كل دقيقتين

في العام 2020 كان عدد حالات الطلاق في مصر 218 ألف حالة مقابل 225 ألف حالة في عام 2019، أما عدد حالات الزواج وصلت إلى 902 ألف حالة في العام 2020، بانخفاض وصل إلى 2.7% عن العام 2019، بحسب آخر إحصاء صدر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ويقع في مصر كل ساعة 106 حالة زواج، وفي الشهر 30900 حالة، أما حالات الطلاق فتحدث حالة طلاق واحدة كل 2 دقيقة و20 ثانية، وفي الساعة 27 حالة، أما اليوم 651 حالة، وأكثر من 7000 حالة طلاق فى الشهر.