رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطفال العلوم النووية!

إجراءات سفر المجموعة الثانية من طلاب أو تلاميذ «جامعة الطفل» المتفوقين فى الفيزياء، خلال الشهر الجارى، إلى «المعهد المُتحد للعلوم النووية» بروسيا الاتحادية، ناقشها الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أمس الجمعة، مع ديمترى كامانيان، منسق العلاقات الدولية بالمعهد، فى اجتماع مهم، أو نراه كذلك، حضره الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، والدكتورة جينا الفقى، القائم بأعمال نائب رئيس الأكاديمية، المدير الفنى لبرنامج جامعة الطفل.

مصر هى العضو، رقم ١٩، فى ذلك المعهد، الذى أسسه عالم الفيزياء النووية الروسى جورجى فليروف، فى ٢٦ مارس ١٩٥٦. وهو مركز أبحاث دولى يضم ٢٠٠ من العلماء الروس البارزين وحوالى ألف عالم من ثمانى عشرة دولة، وبه سبعة مختبرات فى الفيزياء النظرية، فيزياء الطاقة العالية أو فيزياء الجسيمات، فيزياء الأيونات الثقيلة، فيزياء المواد المكثفة، التفاعلات النووية، فيزياء النيوترونات، وتكنولوجيا المعلومات. وخلال اجتماع أمس، أشاد وزير التعليم العالى والبحث العلمى بالعلاقات المتميزة، التى تربط بين مصر وروسيا، على مدى سنوات طويلة، فى المجالات المختلفة، خاصة فى مجال البحوث النووية وتطبيقاتها السلمية.

بعد مناقشة آليات تفعيل اتفاقية التعاون مع «المعهد»، تطرّق الاجتماع إلى ترقية وضع مصر من «عضو مشارك»، أو منتسب، Associate Membership، إلى «عضو كامل». إذ كانت مصر قد أصبحت، فى نوفمبر الماضى، عضوًا كاملًا بالمعهد، بإجماع الأصوات، خلال اجتماع لجنة مُفوضى الدول الأعضاء، الذى استضافته العاصمة البلغارية صوفيا. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن حصول مصر على صفة عضو كامل، أتاح للمراكز العلمية المصرية التمتع بمميزات عديدة من بينها المشاركة فى اللجان الأساسية للمجالات العلمية، التى تهم مصر، والمشاركة فى المشروعات البحثية الثنائية أو متعددة الأطراف، إضافة إلى تدريب عدد كبير من شباب الباحثين فى التطبيقات الحيوية وتطبيقات علوم المواد والنانوتكنولوجى والتكنولوجيا المعلوماتية والفيزياء النظرية والتطبيقات البيئية، والتقنيات المُستخدمة فى حماية التراث الحضارى.

الاستثمار فى البشر، وفى الشباب والأشبال والأطفال تحديدًا، يمثل أولوية قصوى لدى دولة ٣٠ يونيو، ويأتى على رأس أولويات الأجندة الوطنية التنمية المستدامة، ورؤية مصر ٢٠٣٠. وعليه، أشار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، خلال الاجتماع، إلى أهمية بناء قُدرات شباب الباحثين عن طريق تدريبهم على أحدث التقنيات، ومن خلال الاحتكاك بالمدارس العلمية المُتقدمة، كما أكد حرص الحكومة المصرية على التعاون مع الدول الصديقة فى مجال البحث العلمى. وفى هذا السياق، جرى تناول إجراءات سفر المجموعة الثانية من طلاب «جامعة الطفل» المتفوقين فى الفيزياء إلى المعهد، خلال شهر سبتمبر الجارى: ١١ طالبًا، أو تلميذًا، من محافظات مختلفة، فازوا فى «مسابقة الفيزياء»، التى أقيمت فى أغسطس الماضى.

جامعة الطفل، عبارة عن برنامج، أو مشروع قومى للتعليم الإبداعى، تتبناه أكاديمية البحث العلمى، بالتعاون مع ٣٩ جامعة حكومية وخاصة ومعهدًا بحثيًا، بهدف التنقيب عن المواهب والنوابغ فى مرحلة التعليم قبل الجامعى، تنفيذًا لمبادرة «نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى سنة ٢٠١٤. ومنذ تم إطلاق هذا البرنامج، سنة ٢٠١٥، شارك فيه ١٨ ألف طالب وتلميذ، تتراوح أعمارهم بين ٩ سنوات و١٥ سنة، فاز ١٥ منهم فى الدورة الأولى من «مسابقة الفيزياء»، وسافروا إلى روسيا، العام الماضى، وتلقوا خلال عشرة أيام، تدريبات فى معامل الفيزياء النووية بـ«المعهد المُتحد للعلوم النووية»، وتعرفوا على أحدث التطبيقات والتجهيزات، وقاموا بزيارة أبرز المعالم التاريخية والثقافية بالعاصمة الروسية موسكو. 

.. أخيرًا، ومع مناقشة استضافة مصر لاجتماع مفوضى الدول الأعضاء، المقرر عقده فى نوفمبر المقبل، تلقّى وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فى ختام اجتماع أمس، دعوة من منسق العلاقات الدولية بالمعهد، لمشاركة وفد مصرى رفيع المستوى فى فعاليات دورة تدريبية، ينظمها المعهد لعدد من الخبراء والسياسيين وصناع قرار. وأيضًا، للوقوف على ما يشهده المعهد من تطورات فى البنية البحثية والفرص العلمية التى يتيحها.