رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإدارية العليا تعاقب سكرتيرة مدرسة صفعت عاملة نظافة على وجهها

خفاجي
خفاجي

قضت المحكمة الإدارية العليا دائرة الفحص برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية المستشارين محسن منصور وشعبان عبدالعزيز نائبى رئيس مجلس الدولة، بإجماع الاَراء برفض الطعن المقام من الطاعنة (ب.م.س) سكرتيرة بمدرسة الهلال الابتدائية المشتركة ببنى سويف- صفعت عاملة النظافة بالمدرسة (ن.ب.م) على وجهها وأهانتها وتعدت عليها بالألفاظ غير اللائقة بسبب امتناع عاملة النظافة عن الشهادة الزور لصالح السكرتيرة ضد زميل للسكرتيرة بالمدرسة المدرس (ر.ع.ع) والتي ضمنت شكواها وقائع غير صحيحة ضد المدرس لو صحت لاستوجبت عقابه بأن ادعت عليه أنه تحرش بها على خلاف الحقيقة، واعتصمت عاملة النظافة بحبل الله وامتنعت عن الشهادة الزور؛ فكان جزاؤها الصفع بالقلم، وعاقبت المحكمة السكرتيرة بخصم أجر عشرة أيام من راتبها.

قالت المحكمة برئاسة القاضى المصرى الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، إن المجتمعات تتفاضل فيما بينها بشأن نظرتها إلى الإنسان عامل النظافة، ففى المجتمعات المتقدمة يسعون إلى رقى الإنسان مهما دنت وظيفته، وفى المجتمعات العربية يسعى الكثير إلى التقليل من شأن إنسانية إنسان النظافة والتنقيص من دوره والنظرة إليه نظرة ازدراء، فكثير من الناس ينظرون إلى عامل النظافة نظرة متناقضة بين الازدراء والاستخفاف من ناحية وبين العطف والشفقة من ناحية أخرى، حيث ينظرون إليه على أنه عامل بسيط يفتقد عنصر الكفاءة ويفتقر للذكاء وويتسم بسوء التأهيل مما يكون له آثار سيئة على نفسيتهم وذويهم، وهم الفئة التى تحتاج إلى الدعم الاجتماعى حتى يصلوا إلى مستوى الرضاء الوظيفى فيستمدون منه السعادة والرضا والحماس والروح المعنوية دون فتور للقيام بعملهم المهم فى جعل البيئة نظيفة.

وأضافت المحكمة أن عمال النظافة تقوم بدور جوهرى فى المجتمع، ليجعلوا من حياة المواطنين فى بيئة نظيفة خالية من التلوث لتبدو أكثر جمالًا حيث يعكفون على تنظيف الشوارع وكنس الطرقات وحمل النفايات ورفع أكياس القمامة، وتراهم منذ الصباح الباكر يبحثون عن أكياس رُميت عشوائيًا فى الطريق من قبل بعض المواطنين الذين يتغافلون بجعل مهنة هؤلاء أكثر صعوبة ومشقة، وفى الوقت الذى لا يجنى هؤلاء العمال مقابل عملهم الشاق أجرًا موازيًا لأهمية ما يقومون به من أعمال التنظيف المحفوفة بالمخاطر مما يجعل إمكانية الإصابة بالأضرار أمرًا حتميًا وهم يتقبلون برضا وتسليم، على أن أشد ما يؤلمهم هو استخدام العنف معهم أو الإساءات اللفظية فى ظل غياب ثقافة إنسانية النظافة عن أذهان الكثير، وعلى الملوّثين للبيئة أن يخجلوا من سلوكهم غير الإنسانى وحرى بعمال النظافة الافتخار بدورهم الحضارى والاجتماعى والجمالى.