رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلم وسعى وتكريم.. فتاة الدليفرى: «أنا فخورة بنفسى وشكرًا لمن قدّرنى»

فتاة الدليفري
فتاة الدليفري

أن تحلم فهو أول الطريق، ولكن أن تسعى لتحقيق ما حلمت به فهو المطلوب، هذا ما فعلته رحمة أمين، فتاة الدليفري، تلك الطالبة السكندرية التي لم تكتف بأن تكون طالبة في صفوف كليتها الجامعية، ولكن حرصت على أن تدمج بين الدراسة والحياة المهنية لتلبي رغبات طموحها، وأن تصبح يوما كما حلمت من قبل.
 

  • رحمة.. حكاية يملأها الطموح والسعى 
    بصندوق حراري لتوصيل الطلبات حملته فتاة الدليفري على ظهرها، ووضعت بداخله أحلامها وطموحها لتجوب به شوارع الإسكندرية، وأن تمتد يدها لطالبي الطلبات لإيصالها، ولتشعر بعد كل توصيل بأنها خطت خطوة إضافية تجاه حلمها وطموحها، لتحفظ شوارع الإسكندرية وعقاراتها ومحالها عن ظهر قلب.
     

تلك الفتاة السكندرية البالغة من العمر 20 عاما، الطالبة بالفرقة الثالثة لكلية التجارة جامعة الإسكندرية، قررت أن تصبح فتاة بـ100 راجل، وأن تتحمل مشقة وتعبا ومجهودا إضافيا قد لا يتحمله من لا طموح له، ولتعمل في مهنة أساسها عدم الراحة وعدم التكاسل، لتقتحم الحياة العملية من عمر الـ14 وتعمل في أكثر من مهنة، سواء داخل المحال التجارية أو المصانع، وليستقر بها العمل لتكون "فتاة الدليفري". 

ساعات طويلة تحفظها وتدركها واحدة تلو الأخرى لا تهدأ قدماها إلا بعد إيصال كافة الطلبات التي قد تتجاوز الـ20 طلبا في الشيفت الواحد الذي يصل لـ10 ساعات، من شرق الإسكندرية لغربها، لا تهدأ قبل أن تنجز عملها، وتحصل على عبارات التشجيع والثناء وعلى نظرات مبهورة بأن هذا هو جهد فتاة الدليفري. 

- فتاة دليفرى بتقدير جامعى 

ولكن سعيها إلى تحقيق طموحها لا ينسيها دراستها الجامعية، ففور أن تدخل باب كليتها الحديدي تتحول فتاة الدليفري لطالبة جامعية ملتزمة في صفوف دراستها لتحصل على أعلى التقديرات، وفور أن تنتهي تخلع مظهرها الجامعي وترتدي ملابس العمل، وتحمل صندوق توصيل الطلبات للتحول لفتاة الدليفري وتبدأ يومها العملي. 


- «الدستور» مع فتاة الدليفرى
والتقتى «الدستور» فتاة الدليفري، لتقول رحمة: «ردود فعل الناس بتطمني وتفرحني، أنا فخورة بنفسي وبمجهودي، وإني قادرة أعتمد على نفسي في عمري الصغير، وأي ردود أفعال سلبية لا تشغل حيزا بسيطا من تفكيري ولا يشغل لي بال، فأنا أسير في طريقي كما هو مخطط له».

لدى فتاة الدليفري من الوعي والخبرات الكثير، فهي تتقن وتجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ومهارات الكمبيوتر، وعملت مرحلة من حياتها في الترجمة ولكن لم تكمل فيها، نظرا لغلاء أسعارها وتكلفتها المالية، والتي تتطلب منها الادخار لفترات طويلة.

302444068_457436556425634_5995351536535824806_n
فتاة الدليفري 

وتعتبر رحمة "فتاة الدليفري" أن مهنتها في توصيل الطلبات لا تعرف للظروف معنى «ففي قسوة حرارة الصيف وفي برودة الشتاء عملي كما هو، بل يزداد، ففي عمري الصغير هذا أصيبت قدماى بالدوالي، نظرا لكثرة المشي، وظهري يؤلمني من حرارة الأطعمة الساخنة التي تتواجد بداخل الصندوق الحراري، وأكمل طريقي كما هو». 

تحلم فتاة الدليفري بأن تحصل على دراجة تعينها على مشقة العمل وإيصال الطلبات في مختلف المناطق.


- فتاة الدليفرى فى مقابلة مع وزير الشباب والرياضة 
وبالفعل تحقق حلمها القريب في الحصول على دراجة فور مقابلتها الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وتكريمه لها وتشجيعه مجهودها، واستجابةً لطلبها، تحت عنوان "فتاة دليفري الإسكندرية"، بشأن توفير دراجة هوائية لها للاستعانة بها في عملها فى توصيل الطلبات.

أكد وزير الشباب والرياضة حرصه الدائم على تكريم النماذج الشبابية الإيجابية داخل المجتمع، ودعمهم بالاستجابة لمطالبهم، وتشجيعهم وحثهم على التطور الدائم، متمنياً لتلك النماذج التوفيق والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.

  • حلم تحول لحقيقة

وجّه الدكتور أشرف صبحي المعنيين بالوزارة باتخاذ اللازم نحو إشراك الطالبة "رحمة أمين" فى مشروعات وبرامج الوزارة المختلفة، ومنها برنامج "مشواري"، والمشاركة في الدورات التدريبية في مجال "ريادة الأعمال"، ومبادرة "طور وغير".

أكدت «رحمة» أن الحديث الذي دار بينها وبين الوزير هو الحافز والمشجع لإكمال الطريق، معلقة: "كان فرحان بيا وبمجهودي، وقالي تفكيرك أكبر من سنك، ووفر لي العجلة اللي بحلم بيها في شغلي، وكمان الكورسات اللي تعبت علشان أحوش لها"، مختتمة حديثها: "مفيش حد بيتعب ومش بيلاقي نتيجة لتعبه".