رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى القديسة مونيكا والدة القديس أغسطينوس

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكري القديسة مونيكا من هيپو، والدة القديس أغسطينوس ابن الدموع.

إذ روى الأب وليم عبدالمسيح سعيد - الفرنسيسكاني سيرتها قائلًا: وُلِدت مونيكا في "طاغاست" بشمال إفريقيا (حاليًا تُسمى منطقة "سوق أخرس" في دولة الجزائر) حوالي عام 332م. عندما صارت فتاة يافعة، أُعجَب بها رجل روماني يُدعىَ "پاترسيوس" يشغل منصبًا حكوميًا كبيرًا في "طاغاست"، فطلبها للزواج وإذ كانت عائلتها من عوام البربر، ولا تقوى على عواقب رفض طلب السيد الروماني، فقد تم تزويجها منه برغم كونه وثنيًا. كان پاترسيوس عنيف الطباع، منحرف المزاج، لا حدود لفجوره، وقد كانت والدته أيضًا لها نفس العنف والسلوك السيئ.


مضيفا: فرحت مونيكا بشفاء طفلها أغسطينوس، لكنها كانت دائمة القلق على مصيره الأبدي، وعلى كونه سيكبر ليعيش حياة ضالة كالتي يحياها والده، وبالفعل بدا الصبي أغسطينوس منذ الطفولة صعب المراس، عنيدًا وكسولًا إلى أقصى درجة. التحق بالدراسة في "مدوروس" وهي مدرسة محلية داخل منطقة سوق أخرس، ثم توفِّيَ الوالد (ويقال إنه نال المعمودية قبل أن يتوفىَ) بينما كان أغسطينوس بعمر السابعة عشرة، فقرر السفر إلى "قرطاچ" بتونس لدراسة علم الخطابة والبلاغة، وهناك اعتنق أغسطينوس الديانة المانوية.  ماني هو مؤسسها ونبيّها الذي عاش في بلاد فارس، وهو يعتبر نفسه مُكملًا لما سبقه من الديانات الناقصة البوذية والزرادشتية والمسيحية.
 

وتابع: عندما عاد أغسطينوس من قرطاچ لرؤية والدته، تحدث إليها عن اعتناقه الديانة المانوية، فاعترضت عليه وفكرت أن تطرده من بيتها، لكنها عادت فقبلت اختلافه بمحبة، بناء على رؤية سماوية تراءت لها عندما دخلت مخدعها لتصلي ثم ذهبت إلى الكنيسة تصلّي بالدموع، والتقت بأسقف الكنيسة واستمع لمشكلتها، تبعت مونيكا ابنها عندما سافر إلى روما، ولكنها وصلت بعد أن كان قد رحل إلى ميلانو، فتبعته إلى هناك أيضًا، وفي ميلانو تعرفت إلى "أمبروزيوس" أسقف ميلانو. وهو الذي رافق أغسطينوس روحيًا حتى طلب الأخير أن يعتمد على اسم المسيح بعد أكثر من سبعة عشر عامًا من العناد، فكانت فرحة غامرة للأم مونيكا التي ربما لم تفرح في حياتها كمثل هذا اليوم.
 

مضيفًا: في "روس كاستياكوم" بشمال إيطاليا، قضت الأم مونيكا مع ابنها أغسطينوس ستة أشهر في فرح وسلام، بعد أن نال أغسطينوس سر المعمودية بكنيسة القديس يوحنا المعمدان بميلانو على يد الأسقف أمبروزيوس ثم رغبا في العودة إلى شمال إفريقيا، وأثناء رحلة العودة توقفا في "تشيڤيداڤيكيا" بإيطاليا. وتحديدًا في "أوستيا أنتيكا" رقدت مونيكا بعطر القداسة عام 387م بعمر الخامسة والخمسين، وألهم رحيلها أغسطينوس بأروع صفحات كتابه "الاعترافات" والذي يذكر فيه الكثير من عاداتها وطاعتها للكنيسة وثقتها في وعود الله وصبرها الطويل عليه حتى اهتدائه.
 

مضيفًا: دُفِنَت القديسة مونيكا في مقابر أوستيا أنتيكا، ثم تم نقل رفاتها الى بازيليك القديس أغسطينوس بروما، ليصبح مزارها الرئيسي حاليًا، حيث يُقال إنه أثناء لعب بعض الأطفال بالكرة وحفرهم مكانًا للمرمى بالقرب من كنيسة القديسة أوستيا، وجدوا حجرًا لم يستطيعوا استكمال الحفر بعده، لكنه مكتوب عليه باللاتينية، فقام علماء الآثار باستخراج اللوح الحجري وكانت ترجمة المكتوب عليه باللاتينية.